موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
في الأسبوع الماضي، نظمت حمــــ اس سلسلة من الفعاليات لإحياء الذكرى الرابعة والثلاثين لتأسيسها، كان من بينها تمرين كبير لذراعها العسكري أطلق عليه "درع القدس".
كما تضمنت التدريبات مخططًا هجوميًا للتسلل إلى "الأراضي الإسرائيلية" وتحرير مستوطنات وقواعد الجيش الإسرائيلي.
حمـــ اس لا تتخلى عن هدفها بتحرير فلسطين "من البحر إلى النهر" المتمحور حول تحرير القدس والمسجد الأقصى. كان هذا أيضا الدافع الرئيسي في الجولة الأخيرة من القتال في أيار / مايو الماضي في قطاع غزة تحت الاسم الذي أطلقته حمـــ اس على الحرب، "سيف القدس".
بعد هذه الحرب سقط شيء في "إسرائيل"، في ضوء الأحداث العنيفة في الوسط العربي والمدن المختلطة، يأخذ رؤساء المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية أحداث العنف هذه على محمل الجد، وبعد ستة أشهر من انتهاء الحرب، بدأت مؤسسة الدفاع بتطبيق بعض الدروس المستفادة. التقدير الاستخباري للأجهزة الأمنية (الشاباك، الشرطة) هو أن الانفجار القادم في الوسط العربي في "إسرائيل" ليس سوى مسألة وقت، والأسباب التي أدت إلى الانفجار في أيار الماضي لم تتغير:
أ) صيغة "غزة - القدس" - تقدم حمــــ اس نفسها على أنها "المدافع عن القدس والمسجد الأقصى".
حمـــ اس تحاول الحفاظ على الصيغة التي وضعتها، كلما ظهرت مشاكل في القدس الشرقية أو في الحرم القدسي، ترسل تحذيرات لـ"إسرائيل" بأنها لن تسمح بإلحاق الأذى بالمصالح الوطنية للفلسطينيين في القدس.
ب) نقاط الاحتكاك المحورية - في القدس، نشأت نقاط احتكاك جديدة بين اليهود والعرب، مثل ساحة بوابة نابلس، وقرية سلوان وحي الشيخ جراح، والتي تنذر بالانفجار والتأثير على ما يجري داخل الخط الأخضر.
ج) الاستفزازات - بدأ الجيل الفلسطيني الشاب في القدس الشرقية بممارسة العنف بشكل مستقل دون الانصياع لتوجيهات السلطة الفلسطينية أو حمـــ اس، وتؤثر مواجهات الأجهزة الأمنية معها على ما يجري في الوسط العربي في "إسرائيل".
د) اقتحام اليهود للحرم القدسي - الاتجاه في صعود مستمر وهو مصدر دائم للاحتكاك والتوتر بين اليهود والعرب الذي يؤثر على عرب "إسرائيل".
هـ) الغضب الشديد من المؤسسة الإسرائيلية - بين الجيل الشاب من عرب "إسرائيل" تستمر ظواهر التمييز والكراهية والعنصرية، ونقص الميزانيات للتنمية في المجالين الاقتصادي والاجتماعي. لا يزال هناك غضب كبير من حرب المؤسسة الإسرائيلية على ظواهر البناء غير القانوني وإهمال التعامل مع آثار العنف والجريمة والحرب على الأسلحة غير المشروعة.
و) لمن هو الولاء - يستمر الصراع الحاد في المجتمع العربي بين الهوية الوطنية الفلسطينية والهوية الإسرائيلية والولاء لدولة "إسرائيل".
أدى إطلاق سراح رائد صلاح إلى إعادة إثارة المنطقة.
أُفرج الأسبوع الماضي عن الشيخ رائد صلاح، زعيم الحركة الشمالية للحركة الإسلامية في "إسرائيل" المحظورة في القانون، من السجن بعد 17 شهرا. ويحاكم نائبه الشيخ كمال الخطيب حاليا بتهمة التحريض لكنه ناشط في الميدان.
وتقدر مصادر أمنية أنه عقب الإفراج عن الشيخ رائد صلاح ستشتد الخلافات داخل الوسط العربي بين التيارين الشمالي والجنوبي للحركة الإسلامية وقد تتضرر مكانة زعيم حزب التجمع منصور عباس.
كل هذا يجب أن يكون له تأثير على الجو العام، الشيخ رائد صلاح شديد الحذر في حديثه لوسائل الإعلام، لكن أيديولوجيته المتطرفة تتدفق إلى الميدان عبر مبعوثيه في المساجد والجمعيات الخيرية وشبكات التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتهم الرواية : "المسجد الأقصى في خطر"، رواية هادفة في إشعال النار في المنطقة.
حمــــ اس ترى مشاركة عرب "إسرائيل" في النضال من أجل القدس والمسجد الأقصى تطوراً هاماً للغاية.
مسؤول كبير في حمـــ اس يقول: "تمكنا من كسر التعايش بين اليهود والعرب في منطقة 48 في عملية سيف القدس".
وتعمل حمـــ اس على إثارة الوسط العربي في "إسرائيل" لإحداث انتفاضة مدنية عنيفة تضعف "إسرائيل" من الداخل.
وبحسب مصادر حمـــ اس، فإن أحد أهداف المنظمة هو إشغال قوات الأمن الإسرائيلية في الانتفاضة التي سيبادر فيها عرب "إسرائيل" موازية للانتفاضة في الضفة الغربية وإطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
بالنسبة لحمـــ اس، يمكن استخدام المواجهات التي يقوم بها عرب "إسرائيل" كأداة ضغط ممتازة على الحكومة الإسرائيلية بشأن قضية القدس والحرم القدسي.
ظهرت "الأضواء الحمراء"
أشعلت أحداث العنف في الوسط العربي في "إسرائيل" وفي المدن "أضواء حمراء" في أوساط رئيس جهاز الدفاع.
يستعد الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام والشرطة لمزيد من الاشتباكات العنيفة داخل التجمعات العربية وفي المدن المختلطة: يافا وعكا واللد والرملة.
جمر الفحم تحت السطح ويجلس السكان العرب واليهود على برميل من المتفجرات يمكن أن ينفجر مرة أخرى في أي لحظة.
وتتحدث الشرطة الآن عن سيناريوهات إغلاق شريان رئيسي في دولة "إسرائيل" من قبل مدنيين عرب في حال وقوع مواجهة عسكرية على الجبهة الجنوبية أو الشمالية، واستخدام آلاف الأسلحة غير المشروعة ضد المدنيين اليهود وعناصر قوات الأمن.
على هذه الخلفية، اتفق وزير الدفاع بني غانتس ووزير الأمن الداخلي عومر بارليف على إنشاء لواء احتياطي لشرطة الحدود للتعامل مع أي حادث عنف أثناء أي تصعيد عسكري.
صرح قائد الحدود أمير كوهين لصحيفة "يديعوت أحرونوت" في 17 ديسمبر أنه سيتم إضافة 340 جنديًا نظاميًا آخر إلى الحدود، وأن درسًا آخر من أحداث جولة القتال الأخيرة ضد غزة هو زيادة نظام احتياطي حرس الحدود من 2000 مقاتل إلى 5000، كما تم تدريب مائة من عناصر حرس الحدود في وحدة خاصة لتفريق المتظاهرين.
وقد قرر المفوض يعقوب شبتاي بالفعل أن جميع ضباط شرطة اللد سيتم تدريبهم على مكافحة والتعامل مع المظاهرات.
يتعاطف الجمهور العربي في "إسرائيل" أكثر مع هويته الفلسطينية، على الرغم من عملية الأسرلة في المجتمع العربي.
تقدر الشرطة أنه في الانفجار القادم ستكون هناك سيناريوهات صعبة؛ لذلك بدأت في إعادة الانتشار في مجال المخابرات لمنع المفاجآت وكذلك في مجال بناء قوة الطوارئ.
مبدأ التعايش بين العرب واليهود في البلاد في خطر حقيقي.
تقع مسؤولية منع الانفجار على عاتق قادة الجانبين، لكن يجب ألا ينجرف الجمهور العربي في "إسرائيل" بفكر حمـــ اس وتحريضها.
الحكومة، من جانبها، يجب أن تحافظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي، وتقليل الاحتكاكات في القدس الشرقية، والاستمرار في سد الفجوة الاجتماعية والاقتصادية بين اليهود والعرب داخل دولة "إسرائيل".
إن انفجار الوضع سيلحق ضررًا شديدًا بالجانبين وبنسيج العلاقات الهش بينهما.