الحقيقة المرة: هل الجيش في طريقه إلى الكارثة؟

الحقيقة المرة: هل الجيش في طريقه إلى الكارثة؟

اللواء (احتياط) يتسحاق بريك

 "شغل منصب مفوض قبول الجنود وقائد فيلق وقائد الكليات العسكرية وقائد الفرقة النظامية 36"

ميداه

ترجمة حضارات



يظهر الجيش إلى الجمهور الثقة الكاملة في قدراته العملياتية ويفتخر برأس المال البشري والتكنولوجي الذي ينميه، اللواء (احتياط) يتسحاق بريك يقول غير ذلك ويحذر: سينتهي الأمر بكارثة.

فقط أولئك الذين سيقرأون المقال بأكمله عن الحقيقة المرة التي تحدث في الجيش، سيفهمون حجم الخزي والإحباط، في مواجهة التهديد الوجودي الذي يواجهنا، وسوف يسأل نفسه هل هذا هو الجيش الذي كنا نتوق إليه، ومن أجله صلينا؟ تحولتُ في السنوات الأخيرة، الى حائط البراق "المبكى" لكبار القادة وصغار الضباط والجنود، الذين يخشون إبداء رأيهم وموقعهم في الجيش خشية ما سيحدث لهم، فمن يحيد عن التلم الذي حرث له "التعليمات الصارمة في هذا المجال" ويعبر عن رأيه قد يفقد ترقيته.

البعض يقابلني بسرية وكتمان والبعض يرسل رسائل صعبة للغاية حول ما يحدث في الجيش. علمنا في الميزانية الأخيرة، أن الجيش سيحصل هذا العام على 58 مليار شيكل من ميزانية الدولة، وهو ما يمثل زيادة قدرها 7 مليارات شيكل.  

في اختبار النتيجة مقابل هذه المبالغ الضخمة، لا يأتي الجيش الإسرائيلي بالعائد المطلوب والنتيجة لا تبرر المليارات التي يتلقاها الجيش الإسرائيلي من المواطنين الإسرائيليين، لأنها لا تُترجم إلى أمن حقيقي، مليارات الشواقل تختفي؛ بسبب ثقافة تنظيمية فاسدة وسلوك غير أخلاقي في كل مجال في الجيش على وجه التقريب.

لقد وجدت أنه من المناسب أن أقدم لكم النقاط الرئيسية لمحادثاتي مع الجنود والقادة بعضها من الألوية النظامية في الجيش، المدرجة في برنامج رئيس الأركان كوخافي متعدد السنوات "خطة تنوفا لتريب وتأهيل الجيش".  

يتضح من خلال هذه المحادثات، أن كل الاستثمارات الضخمة بالمليارات في خطة "تنوفا"، الذي يتطلب إضافة سنوية بمليارات الشواقل كل عام إلى ميزانية الجيش، ستذهب هباءً، وبلا فائدة، نتيجة الادارة السيئة والغير مراقبة من الناحية الروتينية والعملية في الوحدات النظامية.

النقاط الرئيسية التي أثارها المقاتلون والقادة (بما في ذلك الكبار) من الوحدات القتالية في الألوية النظامية في الجيش:

1. معظم قادة الكتائب لا يؤثرون على ما يجري في وحداتهم إطلاقا، فهم في أغلب الأحيان خارج الكتيبة في نقاشات وندوات ولقاءات مع كبار الضباط، وبكلمات بسيطة معظمهم مقطوع عن الكتيبة.  

وهذا يعني أنه حتى طوال فترة التدريب والتأهيل للجنود في وحداتهم، والتي تستمر قرابة ثمانية أشهر أو أكثر، فإن الجنود لا يلتقون بهم، تقريباً بشكل شبه كامل، معظم قادة الكتائب لا يساهمون بأي شيء من خبرتهم للوحدة، كذلك لا يرى الجنود معظم قادة الألوية أثناء التدريب، وأحيانًا لا يرونهم حتى عندما يكونون في حالة عمل وتدريب ميداني.

2. أيضاً في معظم الأحيان، لا يقوم قادة السرايا بتوجيه الجنود وارشادهم في التدريب والتأهيل، ويقضون جزء كبير من وقتهم في مكاتبهم ويتم استدعاؤهم أيضًا إلى المناقشات والحلقات الدراسية والاحتفالات، لذلك لا يتمتعون بحرية تعليم وتثقيف صغار القادة، وبالتأكيد ليس الجنود. في معظم الحالات، لا يكون لهؤلاء القادة أي تأثير مهني وقيادي على ما يحدث في سراياهم.

3. القادة المباشرون للجنود في السرايا هم قادة الأقسام وقادة الوحدات الذين هم أنفسهم غير مهرة ويجب مرافقتهم وتوجيههم وتثقيفهم وهو ما لا يتلقونه، لذلك هناك إخفاقات كثيرة في نقل المواد في التدريب والتأهيل، وهناك مشاكل صعبة للغاية في الطاعة والانضباط والقيادة والقدوة الشخصية، معظم الضباط الصغار غير ملائمين للقيادة، وهذا ينطبق أيضًا على الضباط الأرفع منهم درجة.

4. لا يوجد معيار في التدريب وتأهيل الوحدات، ولا معايير للنجاح، ولا محصلة نهائية، وكل قائد قسم وقائد وحدة حسب طريقته وفهمه، وليس عليهم أي رقابة وإشراف من أعلى أو من قائد الكتيبة والسرية، والمعرفة المهنية للكثيرين منهم منخفضة للغاية.

5. بسبب نقص الجنود المقاتلين في الوحدة نتيجة لتقصير خدمة الأبناء، ومشاكل التحفيز وعدم الرغبة في أن يكونوا مقاتلين، يجب على كل جندي يصل بالفعل أن يمر الدورة التدريبية حتى لو لم يكن لائقًا أو يفتقد الكثير من المؤهلات. فقط السجن يمكنه إخراج جندي من الوحدة، ولا يوجد تطرق لقدرات الجنود في جزء كبير من الوحدات، ولكن فقط إلى عدد الجنود في الوحدة، حتى في حالة فشل الجنود في امتحان أو مسار في الميدان، يُزور القادة النتائج، ويشيرون إلى أن الجنود نجحوا، كل هذا لإظهار عدم سقوط أي جندي في التدريب معهم، وهو المعيار الذي يتم قياسهم به.

6.  لا يوجد انضباط في الوحدات في التعامل مع الأسلحة وتشغيلها وفكها بعد إطلاق النار في مضمار الرماية أو في المناورات.

تم العثور أكثر من مرة على رصاصة في فوهة بندقية الجندي بعد ساعات من انتهائه من إطلاق النار، ولكن بأعجوبة فقط لم تقع حوادث أخرى.

7. في بعض الوحدات، يتم إرسال الجنود الذين أكملوا الدورة التدريبية إلى دورة لقادة الوحدات دون أي معايير.

يقرر كبار القادة (السرايا، والكتائب) حول من يذهبون إلى هذه الدورة دون أن يكون لديهم الحد الأدنى من المعرفة بقدرات الجنود، فهم تقريبًا لا يأتون إلى الميدان ولا يتحدثون إلى الجنود، فهذا يعتمد على آراء قادة الاقسام والوحدات، والغير موثوقة في كثير من المرات.

8. إحدى المشاكل الرئيسية التي يتغاضى عنها العديد من القادة في السرايا والكتائب والألوية هو التهرب من المسؤولية عن الحوادث الخطيرة أو إخفاقات الجنود، والقادة الصغار في مسار التدريب والتأهيل، فهم لا يريدون إعطاء تفسيرات لمسؤوليهم، فيفضلون الصمت الصناعي.

9. أي شخص يطرح المشاكل والمسائل يُنظر إليه على أنه يضايق النظام فالقادة لا يريدون أن يسمعوا عن المشاكل، وفي أي حال من الأحوال لا يعملون على حلها؛ نتيجة لذلك ساد الصمت بين الوحدات، وثقافة التقارير الغير موثوقة عن النجاحات التي لم تكن موجودة على الإطلاق.

10. معظم الوحدات ليس لديها إدارة روتينية مناسبة، يتم إجراء عدد قليل جدًا من الطوابير الصباحية، وغالبًا لا يتم فحص أسلحة الجنود من قبل قادتهم لعدة أسابيع، ولا توجد أوامر روتينية والفوضى تحتفل على أفضل حالاتها.

11. تم دمج بعض الألوية والكتائب النظامية في برنامج رئيس الأركان كوخافي متعدد السنوات "تنوفا" وهي خطة لا يتوقف الجيش عن التباهي بها، تتحدث الخطة عن القدرات العالية للكتائب في القتال متعدد الأبعاد  وتشغيل الطائرات والمروحيات القتالية، وجمع المعلومات الاستخبارية بواسطة المسيرات، وتشغيل المدفعية الدقيقة، وتشغيل القدرات المضادة للدبابات والمشاة والمدرعات.

تكلفة الأسلحة للكتائب في الخطة ستكلف المليارات، تم بالفعل توزيع معدات ثمينة وعالية القيمة، على العديد من الكتائب النظامية التي هي جزء من برنامج "تنوفا"، ولكن هناك مشاكل في استيعاب المعدات وقدرات تشغيلها؛ بسبب نقص التدريب الذي يعد مكلفًا للغاية وعدم القدرة على التدريب بأجهزة محاكاة منخفضة التكلفة، حيث لم يتم بناء مراكز المحاكاة هذه على الإطلاق.

تعد صيانة المعدات الجديدة أيضًا إشكالية للغاية، نتيجة النقص الحاد في المهنيين في الكتائب بعد التخفيضات الكبيرة في القوى العاملة المهنية الدائمة في البرنامج متعدد السنوات "جدعون"، خلال فترة رئيس الأركان غادي إيزينكوت.

12. استعدادًا لعمليات الرقابة والمراجعة الخارجية للوحدات، يقوم بعضهم بإعداد عرض كاذب استعدادًا للمراجعة، والذي لا يعطي صورة حقيقية للوحدة التي تنتهي مراجعتها، وعندما تنتهي الرقابة، يعودون إلى الفوضى المعتادة، ويعلم القادة جنودهم كيفية الكذب بشأن عمليات التدقيق. التقيت مؤخرًا بمسؤول كبير جدًا على المستوى السياسي، الذي أخبرني بألم كيف أرسل ابنه للخدمة في إحدى وحدات النخبة في الجيش، وكيف يعلم قادة الوحدات ابنه والمقاتلين الآخرين كيفية الكذب على كبار القادة، الذين يأتون للرقابة على الوحدات.

13. الانضباط في معظم السرايا والكتائب فضفاض، العديد من الأوامر والتوجيهات لا يتم تنفيذها، حيث لا توجد رقابة وإشراف من قبل كبار القادة على تنفيذ أوامرهم، وبالتالي لا يوجد خشية من صغار القادة والجنود من عدم تنفيذها، على أي حال، لا أحد من القيادة العليا المنفصلة عنهم يفحصهم، ولا أحد يعاقب على ذلك.

14. في بداية الدورة التدريبية، عادة ما يكون تحفيز الجنود معقولاً، لكن أثناء التدريب هناك انخفاض حاد في تحفيزهم، حتى بعد الدورة التدريبية ووصول الجنود إلى سرايا العمليات في الكتائب، يستمر التحفيز والدافعية لدى العديد من الجنود في التدهور.

لا معنى لتعلمهم كيف يكونوا مقاتلين، وكل شيء يجري بسهولة وبسطحية، والقادة لا يهتمون، لكن لا أحد يطرح المشاكل؛ لأنه لا يوجد قائد يريد أن يسمع عن المشاكل؛ لأنها تخرج القادة من منطقة الراحة الخاصة بهم، و في العديد من وحدات الانضباط الفضفاض وعدم تنفيذ الأوامر أمر روتيني.

15. ظاهرة بارزة للغاية في العديد من السرايا القادة لا يبادرون، رأس صغير، لا يتحملون المسؤولية، يفعلون فقط ما يطلب منهم كبار القادة فوقهم القيام به، هم أنفسهم لا يتخذون قرارات ولا يبادرون ولا يتحملون المسؤولية.

لا يضرب القادة نموذجًا شخصيًا، بل يصدرون الأوامر فقط ويتنحون جانبًا ولا يساعدون الجنود في تنفيذ المهام حتى لو كانت مساعدتهم مهمة جدًا.

16. استعداد العديد من الكتائب والسرايا النظامية للحرب منخفضة، في الحرب القادمة ستكون كارثة، الجنود غير محترفين، بلا حافز وبدون روح قتالية، هناك معدات وأسلحة جديدة تلقوها كجزء من برنامج "تنوفا" وهم لا يعرفون كيفية استخدامها وتشغيلها.

17. إن مستوى الخدمات اللوجستية في بعض الكتائب رديء للغاية، لا يتدربون على لوجستيات الذخيرة وقطع الغيار والطعام والوقود وغير ذلك. لم يتم تدريب بعض الكتائب على الإطلاق للقتال على العربات المدرعة أو أي قتال آخر.  

كل ما فعلناه هو التحرك والقتال على الأقدام فقط، نحمل على ظهورنا حملاً ثقيلًا جدًا لا يسمح بمرونة العمل والاستجابة للتصادم مع العدو، يخبرنا القادة أن كل المعدات في الحرب من  ذخيرة، وطعام على ظهور الجنود، رد القادة على الموقف هو أن المسألة اللوجستية ليست مسؤوليتهم وهناك أطراف خارجية مسؤولة عنها وهم لا يعرفون من هم.

هذا جزء من هروب القادة من المسؤولية، حيث يطلبون من الجنود ألا يقلقوا من الحرب، فكل شيء مدبر، هناك أشخاص في الاعلى هم المسؤولون عن ذلك وسوف يعتنون بنا.

18. إنقاذ الجرحى لا يتم التدرب عليه، لا توجد أي مناورة لسيارة إسعاف أو لناقلات الجند التي تنتظر في نقطة التجمع حيث يتم إحضار الجرحى.  

خلال الحرب لا يعرف الجنود ماذا يفعلون مع الجرحى وبالكاد انخرطوا في ذلك ولم يمارسوه ولا توجد وسيلة لإنقاذ الجرحى.  

لا توجد سلسلة انقاذ واخلاء للجرحى من المنطقة الى المستشفى، يخبرنا القادة، "لا تقلقوا بشأن الحرب، كل شيء مجهز"، لكننا جميعًا نفهم أن ما لا تتدرب عليه في الروتين، لن ينجح أبدًا في الحرب.

19. التعامل مع السلاح وتشغيله، فهذا فضيحة أخرى كبيرة:

 عدم الحرفية في تشغيل السلاح والتعامل معه.

 في بعض الأحيان لا يتم تفكيك الأسلحة بعد إطلاق النار خلال التدريبات، وفي بعض الحالات تبقى رصاصة في سلاح عدة جنود.

 لأسابيع، وأحيانًا لشهور، لا توجد ترتيبات للأسلحة ولا يتم تنظيف أي أسلحة، من المعتاد تنظيف الأسلحة بعد اطلاق النار في مضمار الرماية فقط.

 نتيجة لتراكم الاوساخ على السلاح، حدث أكثر من مرة، أنه عند إطلاق النار بالسلاح فإن الفوهة تنتفخ.

 لا يعرف الكثير من الجنود كيفية التعامل مع السلاح حين يتوقف عن اطلاق النار "تحشير أو تعليق السلاح" ولا يعرفون كيفية إخراج طلقة عالقة في فوهة السلاح، سيكلف هذا في الحرب أرواح العديد من الجنود.

20. ليس لدى القادة أي فكرة عن الكيفية التي سيقودون بها ويديرون السرية في الحرب، ويقولون أن الامور ستسير على ما يرام خلال الحرب، ويعتقدون أنهم ما زالوا في الحركة الكشفية.

21. لا يوجد تدريب للجنود على تحمل المواقف العصيبة كما تحدث في الحرب. في كثير من الكتائب لا يعرف الجنود والقادة الصغار تاريخ وتراث الوحدة التي يخدمون فيها، ولا توجد زراعة كبرياء الوحدة، ما يعرفه بعض الجنود هو فقط رقم الوحدة.

علاوة على ذلك، في القطاعات التي يتم فيها تنفيذ المهن العملياتية لم يشرح القادة القطاع ولم تكن هناك معرفة تتجاوز المهمة المحددة التي يؤدونها.  

يوجد في المهن والعمليات مشاكل خطيرة تتمثل في نقص الوسائل والقوى العاملة، وتتم المهام بإهمال وتسرع وليس بحسب الأوامر، إنه ببساطة أمر لا يصدق أن هذه هي معايير جيش الدفاع الإسرائيلي.

22. يتجلى أسلوب القادة في الخلاص من واجبهم في الفوضى في الوحدة، وبعدم الاحتراف والمهنية، وبعدم استعدادها للحرب، كذلك في تجاهلهم لقدرات العدو.

حسب رأيهم، في أي موقف سننتصر، فإن نوعًا من التربيت على الكتف لتبرير الاستهانة والتخلي عن سلوكهم.

فيما يلي محادثتي مع قائد كبير في القوات النظامية بعد حديثي مع الجنود والقادة: "حسب قوله، هذه ثقافة تنظيمية من الأكاذيب والتستر ونقص الاحترافية والرغبة في التفوق، يرفعون علامة النصر V ويتقدمون بغض النظر عن المستوى المهني.

أخبرني أن أمن السلاح أمر فضائحي، تحدث عن حقيقة أن مستوى تدريب الخلية / الفصيل منخفض إلى غير موجود، أخبرني أن هناك مشكلة خطيرة تتمثل في عدم الموثوقية ونقل المسؤولية إلى شخص آخر.

ملخص

كان صادمًا أن أسمع الجنود والقادة الذين تحدثت إليهم، بل والأكثر صدمة أن القيادة العليا كانت منفصلة تمامًا عن الواقع الصادم على الأرض، وفي الوحدات التي تعتبر رأس حربة في الجيش، بالنسبة لنا يخبر الجمهور الجيش أنه قام بقفزة.  

لم يفاجئني ذلك، هذا ما رأيته بالضبط عندما عملت مفوضًا لقبول الجنود لمدة عشر سنوات تقريبًا، القضايا التي تحدث عنها الجنود والقادة موجودة في التقرير الخطير الذي أصدرته، ولكن للأسف التدهور يستمر بزخم أكبر.

لا خيار سوى إجراء تحقيق خارجي عن الاستخفاف والاستهتار في الجيش حتى قبل الحرب ومحاولة إنقاذ شيء في عملية الانهيار والتفكك التي يمر بها الجيش، وما سرقة الأسلحة والذخائر من مستودعاته الا احدى الشواهد على ذلك.

تتم كل هذه العملية الخطيرة كجزء من برنامج رئيس الأركان كوخافي متعدد السنوات، والذي يتحدث عن قفزة إلى الأمام في قتال الوحدات النظامية البرية، في مساحة متعددة الأبعاد بتقنية عالية.

ومن المحزن عدم وجود ارتباط وتشابه بين ما يقدمه الجيش للحكومة ولجنة الخارجية والأمن والجمهور وبين الوضع المشين الذي يجري على الأرض، كل هذا بالإضافة إلى عدم كفاءة الوحدات الاحتياطية للحرب، مضى نحو عامين ونصف العام منذ بداية برنامج "تنوفا" المتعدد السنوات و النتائج غير مقبولة على الإطلاق.

لأسفي الكبير، دخل العديد من الجنود والقادة الى الجيش الإسرائيلي كما هو موصوف أعلاه.  

هذه هي الحقيقة الوحيدة التي يعرفونها وليس لديهم اللياقة القانونية لفهم وضعهم؛ لأنهم لا يعرفون ما لا يعرفونه ويعتقد الكثير منهم أن هذا هو السبيل للإدارة، إنهم لا يعرفون حقيقة أخرى وما هي بالفعل الجاهزية للحرب.

أنتم بالتأكيد تعرفون جيداً مفسري الأحلام والحكماء الذين هم في الغالب بيننا، والذين يعبدون العجل الذهبي الذي لا يشبه ظاهره باطنه، والذين يوصون بإبقاء الأشياء السيئة سرًا. يفضل هؤلاء الحكماء أن نتلقى ضربة المفاجأة الرهيبة في الوجه بشرط أن نشعر بالسعادة بحلول ذلك.

نحن في طريقنا إلى كارثة رهيبة في الحرب متعددة الميادين القادمة، والمسؤول المباشر عن ذلك هو المستوى الأمني في السنوات الأخيرة.

المغلف الذي يفصل الحقيقة المرة عما يحدث في الجيش عن معرفة الجمهور بما يحدث في الجيش هو المستوى الأمني (السترة الواقية) للمستوى الأمني، وهو الأمر الذي يحاولون الاحتراز منه حتى لا يتسرب الوضع السيئ في الجيش الإسرائيلي الى الخارج.

يتعاون الكثير من الجمهور مع السر الرهيب حول عدم استعداد الجيش للحرب ويدفنون رؤوسهم في الرمال، إنهم يقدمون النصائح السيئة بمختلف أنواعها.

الجهل والتستر والتبييض وذر الرمل في عيون الجمهور، هي شمعة مقارنة بتقديم النصائح السيئة، ويفضلون ذلك على الحقيقة لأسباب الجهل والحماقة والغرور والغطرسة.

هؤلاء هم الأنبياء الكاذبون الذين يعيشون بيننا ويقودون الناس الى الهلاك، فقط الوعي العام بالوضع يمكن أن يحدث التغيير.

كل المحاولات في السنوات الأخيرة للتأثير على المستوى الأمني لإحداث التغيير باءت بالفشل، عندما عُرضت عليهم الأمور وجهاً لوجه دون مشاركة الجمهور، لقد حان الوقت لتدخل الجمهور وتأثيره، فهو الذي ينتخب ممثليه.

لقراءة المقال وتحميله pdf: الحقيقة المرة: هل الجيش في طريقه إلى الكارثة؟


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023