مركز القدس للشؤون العامة وشؤون الدولة
ترجمة حضارات
حماس تنهي الاستعدادات لجولة أخرى توشك حماس على الانتهاء من استعادة القدرات العسكرية التي تضررت في "جولة القتال الأخيرة"، وتحاول "إسرائيل" ومصر تعزيز وقف إطلاق النار ومنع جولة جديدة من القتال.
شاركت جميع الفصائل الفلسطينية في تدريب عسكري كبير أجرته حماس كدرس من الحرب الأخيرة في غزة.
تتدرب حماس على اختراق الحاجز الأرضي الذي أقامته "إسرائيل" حول قطاع غزة، تحاول "إسرائيل" ومصر تعزيز وقف إطلاق النار في قطاع غزة السائد منذ انتهاء جولة القتال الأخيرة، ومنع استئناف العنف على حدود غزة.
حماس، التي تعيد تأهيل قدراتها العسكرية التي تضررت في الحرب، تقترب من نهاية عملية إعادة التأهيل العسكري والاستعدادات للجولة القادمة من القتال.
إنها تهدد بخرق وقف إطلاق النار وتحاول ابتزاز مزيد من التسهيلات من "إسرائيل" ومصر بالتوازي مع الجهد الهائل الذي تبذله لإشعال الضفة.
ولم ترتدع حماس عن إطلاق التهديدات ضد مصر قبل أسبوعين والتي تساعدها في إعادة إعمار قطاع غزة. بعد توجيه تهديدات لـ"إسرائيل"، أرسلت رسالة إسرائيلية، عبر المخابرات المصرية، مفادها أن "إسرائيل" لن تتردد في تجديد الاغتيالات، وخاصة اغتيال العضو البارز في المنظمة صالح العاروري، المسؤول عن "الإرهاب" في الضفة الغربية. حذر خالد البطش، القيادي في الجهاد الإسلامي، رئيس الوزراء نفتالي بينيت الليلة الماضية من استئناف عمليات الاغتيال. وقال إن الفصائل الفلسطينية رفضت تهديدات رئيس الوزراء نفتالي بينيت، وأكد أنه في حال تصفية صالح العاروري فإن الفصائل الفلسطينية "مستعدة لبدء معركة في أي لحظة".
التسهيلات الإسرائيلية
تحاول "إسرائيل" تعميق ثقة السكان بالوضع الجديد الذي نشأ بعد فترة طويلة من الزمن، كل ذلك كخطوة لإعداد الرأي العام في قطاع غزة لتهدئة تستمر عدة أشهر.
قال مسؤولون أمنيون كبار في إسرائيل إن إسرائيل تخطط لمنح سكان قطاع غزة تسهيلات اقتصادية حتى يضغط سكانها على حماس للحفاظ على الهدوء على حدود قطاع غزة.
يدور الحديث زيادة في عدد تصاريح العمل في "إسرائيل" لسكان قطاع غزة بعدة آلاف، وإدخال مواد إلى قطاع غزة يمكن استخدامها في أعمال "إرهابية". والاتجاه الإسرائيلي هو منع التدهور الاقتصادي في قطاع غزة، والذي قد يكلف "إسرائيل" ثمناً كبيراً.
يتضمن ذلك إدخال مواد ذات استخدام مزدوج، وهي ضرورية لتجديد القوارب والبنية التحتية للاتصالات ولكن يمكن استخدامها في أنشطة "إرهابية".
أطلعت "إسرائيل" مصر على نواياها عبر قنوات الاتصال بين مكتب رئيس مجلس الأمن القومي إيال خولتا ومكتب رئيس المخابرات المصرية عباس كامل.
تحافظ "إسرائيل" الآن على التنسيق مع مصر في قطاع غزة لأنها تريد الحفاظ على مكانة مصر كوسيط رئيسي بينها وبين حماس في ظل محاولة الجزائر المعادية لـ "إسرائيل" عقد لقاء مصالحة بين كافة الفصائل الفلسطينية ومحاولة أخذ مكان مصر كوسيط في الانقسام الداخلي فلسطيني.
وقالت مصادر مصرية إن "إسرائيل" أبلغت المخابرات المصرية بأنها ستمنح سكان قطاع غزة 5000 تصريح عمل إضافي في "إسرائيل" مع إمكانية زيادة العدد إذا استمرت الهدنة.
وبذلك يرتفع عدد عمال غزة العاملين في "إسرائيل" إلى 15 ألفًا، كما تريد "إسرائيل" عقد اجتماع تنسيقي مع مصر بشأن بدء أعمال الترميم للمنازل التي دمرت في قطاع غزة خلال جولة القتال الأخيرة، حتى يتحقق المصريون بعناية من وصول مواد البناء التي تدخل القطاع إلى وجهتها الأصلية وليس ترميم أنفاق حماس المتضررة في الحرب الأخيرة.
تسهيلات من جانب مصر كما تحاول مصر امتصاص الغضب المتزايد في قطاع غزة في أعقاب الوضع الاقتصادي والإنساني الصعب.
زار وفد طبي مصري قطاع غزة الأسبوع الماضي للتعامل مع الحالات العاجلة التي تتطلب تدخلاً جراحيًا من قبل مرضى غزة الذين يجدون صعوبة في السفر إلى مصر لتلقي العلاج.
كما بدأت مصر أيضًا في إجراء تسهيلات في المعبر الحدودي في رفح وتشغيل خط حافلات حديث تابع لشركة سياحة مصرية لخدمة الركاب الفلسطينيين في طريقهم من القطاع إلى مصر والعودة. أفادت صحيفة العربي الجديد في 25 كانون الأول / ديسمبر أن مصر تخشى وقوع انفجار في قطاع غزة وتحاول إقناع "إسرائيل" باتخاذ مزيد من الخطوات لتثبيت التهدئة ومنع التصعيد.
يتم تنفيذ جهود التهدئة الإسرائيلية المصرية خلف الكواليس بينما تنشغل المنظمات في قطاع غزة باستعادة قدراتها العسكرية التي تضررت في الحرب الأخيرة والتدريب قبل الجولة القادمة من القتال، يقول مسؤولو حماس إن المنظمة موجودة الآن " استراحة المحارب.
شارك 12 فصيلاً فلسطينياً هذا الأسبوع، تعبيراً عن الوحدة ضد "إسرائيل"، في مناورة عسكرية كبيرة أجرتها غرفة العمليات المشتركة بكافة الفصائل في قطاع غزة.
وشملت التدريبات الدفاع والهجوم والتدريب على القتال في المناطق المبنية وعلى التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية عبر البحر والبر.
وقال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع إن التدريبات العسكرية تهدف إلى تحسين قدرة المقاومة كرسالة للعدو مفادها أنه إذا دخل قطاع غزة فسوف يتعلم درسًا مؤلمًا.
وتخشى حماس من أن الجولة القادمة من القتال هي مسألة وقت وأن "إسرائيل" في المرة القادمة ستحاول مفاجأة حماس من خلال مناورات برية داخل قطاع غزة. فشلت حماس خلال جولة القتال الأخيرة في جميع محاولاتها للتسلل إلى الأراضي الإسرائيلية، والآن أصبح الوضع أكثر تعقيدًا مما كان عليه في مايو الماضي، فقد أكملت "إسرائيل" بناء جدار أرضي بطول 65 كيلومترًا حول قطاع غزة مصمم؛ لمنع التسلل إلى أراضيها عبر الأنفاق.
تقوم حماس الآن بصياغة أساليب جديدة لمحاولة التغلب على الجدار لاختراق الأراضي الإسرائيلية، ومن الطرق التي يتم اختبارها هي حفر الأنفاق في عمق الأرض، أسفل الجدار نفسه، داخل الأراضي الإسرائيلية، وهناك طريقة أخرى تتمثل في اختراق الجدار عند عدة نقاط عن طريق تفجير سيارات مفخخة والدخول إلى "إسرائيل" عبر جنود من قوة النخبة الحمساوية.