أمير بوخبوط
ترجمة حضارات
غابت أجزاء من وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الحدث الكبير المتمثل في زيارة رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن إلى منزل بني غانتس الخاص وكانوا مهتمين بشكل أساسي في انتقاد زيارة غانتس، أو محاولة إحداث أزمة بين غانتس ورئيس الوزراء بينيت،كي تصف موقفًا يعمل فيه غانتس ظاهريًا ما يريد؟، بينما كشف هنا عن تيارات عميقة كبيرة جدًا تؤثر على مستقبل الساحة الفلسطينية.
اتصلت بصديقي القديم الجنرال رام فلاح، وهو ضابط كبير سابق في الإدارة المدنية، أقدره كثيرًا للتعمق في طبيعة وتأثير زيارة رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن إلى منزل غانتس الخاص.
أكد في بداية المحادثة، أن هذا دراما ليس أقل، لماذا؟؛ لأن هناك تصريح واضح جدًا هنا من قبل أبو مازن عن تقديره الكبير لغانتس، أبو مازن يعتبر نفسه زعيمًا للشعب الفلسطيني وعليه أن يزوره في وضح النهار كضيف على نظرائه مثل الرئيس أو على الأقل رئيس الوزراء.
يقدر فلاح أن أبو مازن لم يكن ليقوم بهذه الخطوة لو لم يكن يرى غانتس كعامل مؤثر للغاية في السياسة الإسرائيلية في الوقت الحاضر وخاصة في المستقبل، ووجد فيه نوعًا من الأمل، "مسؤولاً كبيراً"، لتعزيز ودفع الخطوات.
تأتي هذه الزيارة على الرغم من الأجواء العنيفة والهجمات في الضفة، بما في ذلك عنف نشطاء اليمين المتطرف.
وهذا يعني أنه على الرغم من الخطاب المحتدم على شبكات التواصل الاجتماعي الفلسطينية، فإنه يرى أنه من المناسب القدوم إلى منزل غانتس ليلاً وليس كضيف شرف في وضح النهار كجزء من زيارة رسمية للدولة.
هذه رسالة ليس فقط للشارع الفلسطيني حول إمكانية وجود أفق سياسي، بل هي رسالة للولايات المتحدة حول ضريبة الجدية التي وضعها على الطاولة لتعزيز المصالح الفلسطينية.
لا يخفى على أحد أن أبو مازن يعاني بشدة من وتيرة البناء في مستوطنات الضفة الغربية وفي مواجهة العنف المتزايد الذي يهدد استقرار السلطة الفلسطينية. لذلك فإن هذه الزيارة بالنسبة له هي استعراض للقوة ورسالة للقوى في فتح وخاصة حماس بأنه يريد أن يكون لاعبا مهيمنا في المنطقة.
وقدر فلاح أن وراء كواليس الزيارة مسؤولون فلسطينيون، وآخرين رفيعوا المستوى من الأردن والولايات المتحدة، قاموا بإقناع أبو مازن بالقيام بهذه الخطوة.