بقلم معاذ أبو الشريف
كاتب ومحلل سياسي
في ذكرى انطلاقة فتح والثورة الفلسطينية يستذكر شعبنا الفلسطيني لحظة تاريخية ففي مسيرة مقاومته للاحتلال، والتي بدأت قبل ذلك بكثير في مواجهة الاحتلال البريطاني، والعصابات الصهيونية وتوصلت حتى يومنا هذا، فتح التي نختلف معها في كثير من محطات مسيرتها شكّلت في مرحلة حسّاسة من تاريخ شعبنا رافعة نضالية وبلوّر مقاتلوها إلى جانب كل المقاتلين من فصائل الثورة الفلسطينية انطلاقة جديدة في مقاومة الاحتلال، وخاضت المجموعات الثورية معارك وعمليات ومواجهات ضارية مع الاحتلال، وقدمت في خضم ذلك قوافل من الشهداء على كافة المستويات، أيام كان نشيدها: "طالعلك يا عدوي طالع" و"يا ثورتنا اشتعلي اشتعلي خلي الحل السلمي يولي " و "طل سلاحي من جراحي..."
بعد 57 عامًا من هذه الانطلاقة، تعيش حركة فتح حالة من الضياع والشتات المدوي على المستوى الفكري والوطني والتنظيمي، فكيف يمكن أن نفهم أن حركة تحيي انطلاقتها بتجديد رئيسها العهد مع الاحتلال على مائدة وزير حرب الكيان الصهيوني على حماية أمنه ومواصلة حرب كل من يحمل السلاح لمقاومته؟، هي ذات الحركة التي حمل قادتها وأبناؤها السلاح وأطلقوا شرارة الثورة قبل 57 عامًا، نقول هذا مع التأكيد أن هذا لسان حال الآلاف من أبناء فتح، الذين يتوقعون عودة حركتهم لصفوف الثورة والمقاومة، التي تمثلها اليوم بجدارة غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
والتي تعتبر نفسها امتدادًا طبيعياً؛ لكل من حمل السلاح وثبت على الثوابت على امتداد تاريخ المقاومة الفلسطينية، بقي أن نقول أنه لا أمل يرجى من قيادة هذه الحركة ورئيسها، ما دام مرتبطاً ارتباطاً مصيرياً مع الاحتلال، وكل الأمل في المخلصين والثوار والأحرار من أبناء فتح أن يستعيدوا حركتهم ويلتحموا مع أبناء شعبهم ويأخذوا مكانهم الطبيعي تحت راية المقاومة وجيشها الذي غدا رعباً وكابوساً مخيفاً للاحتلال وقد سُلّ سيف القدس وأسرج خيول العودة والتحرير.
"ولتعلمنّ نبأه بعد حين "