حمــــاس تكمل استعداداتها لجولة القتال المقبلة

موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات

حمــــاس تكمل استعداداتها لجولة القتال المقبلة 


هاجمت طائرات إسرائيلية، صباح اليوم، أهدافاً لحمــــ اس في قطاع غزة رداً على إطلاق صاروخين من قطاع غزة يوم أمس باتجاه غوش دان، ولم تقبل "إسرائيل" تفسيرات حمـــ اس التي نقلتها المخابرات المصرية بأن هذا "عطل فني" بسبب احوال الطقس.

 وقالت مصادر أمنية إن رد الجيش الإسرائيلي كان مدروسا بحيث لا يؤدي إلى تصعيد، فيما لم ترد حمـــ اس على هجوم سلاح الجو الإسرائيلي.


وقبل أيام، انتشر رسم كاريكاتوري على مواقع فلسطينية لمح، إلى استئناف إطلاق الصواريخ على "إسرائيل" بسبب "البرق" والطقس الشتوي وفي الوقت نفسه، هددت حركة الجهــــ اد الإسلامي باستئناف إطلاق الصواريخ إذا توفي الأسير الإداري هشام أبو هواش إثر إضرابه عن الطعام بدأه قبل أربعة أشهر احتجاجًا على اعتقاله.


في الوقت نفسه، صعدت حمـــ اس في الأيام الأخيرة وتيرة إطلاق الصواريخ التجريبية في البحر، وتبدي حمـــ اس ثقة كبيرة بالنفس وتستعد لاستئناف الأعمال العدائية ضد "إسرائيل"، على الرغم من الهدوء النسبي الذي ساد الحدود منذ نهاية جولة القتال الاخيرة. 

في 29 كانون الأول، أصيب إسرائيلي بجروح طفيفة برصاص قناص في قطاع غزة أثناء قيامه بأعمال صيانة للجدار الأمني الذي أقامته مؤسسة الدفاع حول قطاع غزة. ورداً على ذلك، أطلقت دبابات الجيش الإسرائيلي النار على مواقع عسكرية تابعة لحمـــ اس في شمال قطاع غزة، حيث اصيب ثلاثة مواطنين من غزة.


الهدوء الذي ساد في الأشهر الأخيرة على حدود غزة خيالي ومخادع، لذلك يجب أخذ الأحداث الأخيرة على محمل الجد. وأفادت الأنباء أن إطلاق النار كان بمثابة رسالة لـ"إسرائيل" مفادها أن استكمال الجدار البري الكبير الذي قامت به "إسرائيل" اقيمت حول الشريط البالغ طوله 65 كيلومترا مقابل الانفاق المخترقة لن تساعده وان حمــ ــاس ستتغلب عليه.


"الركن الشديد 2"


تدعى التدريبات العسكرية الكبيرة للغرفة المشتركة للتنظيمات الفلسطينية التي انتهت الأسبوع الماضي في قطاع غزة باسم "الركن الشديد 2". وشارك في المناورة 11 ذراع عسكري للتنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة وأقيمت في نهاية العام  كما كانت في العام الماضي.

 قبل التدريبات العسكرية المشتركة التي قامت بها المنظمات الفلسطينية، أجرى الجناح العسكري لحركة حمـــ اس "عز الدين القسام" تمرينا كبيرا منفصلا.


أثناء مناورة الركن الشديد1، العام الماضي، كان التركيز على إطلاق الصواريخ باتجاه البحر وإطلاق الطائرات بدون طيار، ويمكن الإشارة إلى تأكيدات جديدة في المناورة التي أقيمت هذا العام، حيث تدخل المنظمات "الأراضي الإسرائيلية" عبر نفق أرضي مخترق، ومهاجمة دبابات الجيش الإسرائيلي بطائرات مسيرة واختطاف جنود إسرائيليين.

 ويبدو أن المناورة هذه المرة حملت بعض الرسائل التي أرادت المنظمات بقيادة حمـــ اس نقلها إلى "إسرائيل".


أكملت حمـــ اس استعادة قدراتها العسكرية التي دمرتها جولة القتال الاخيرة فيما يتعلق بنظام الأنفاق وإعادة إنتاج الصواريخ، كما أجرت حمـــ اس تجارب في البحر بصواريخ جديدة طورتها إلى مدى أكبر، وبدقة اكثر وبكمية أكبر من المتفجرات في الرؤوس الحربية للصواريخ التي يمكن أن تسبب أضرارًا وإصابات. كما ستضم حمـــ اس الطائرات بدون طيار التي بحوزتها، كما أجرت تجارب عليها وستشارك بشكل كبير في المعركة القادمة ضد "إسرائيل".


طورت حمـــ اس أساليب لاختراق الحاجز الأرضي الجديد الذي أكملت "إسرائيل" بنائه حول قطاع غزة وتتدرب عليه، وتشمل الأساليب حفر أنفاق مخترقة تحت الجدار نفسه، وكسر الحاجز في عدة نقاط باستخدام السيارات المفخخة في نفس الوقت. 

وتسلل قوات كوماندوز حمـــــ اس إلى "الأراضي الإسرائيلية". ورسالة حمـــ اس لـ"إسرائيل" هي أن أسوار غزة لن تحميك.


إن اختطاف جنود ومدنيين إسرائيليين هي إحدى المهام الرئيسية في الجولة القادمة من القتال. وهي ورقة مساومة استراتيجية مهمة لحمـــ اس ستسمح لها بابتزاز "إسرائيل"، حيث اختطاف مدنيين من مستوطنات غلاف غزة وجنود الجيش الإسرائيلي على خط الحدود.

 وسوف تكسر الجمود ويجلب أوراق مساومة جديدة في المحادثات حول صفقة تبادل الأسرى بين "إسرائيل" وحمـــ اس وما يعتبره الفلسطينيون "الوضع الصعب" للأسرى الأمنيين في السجون الإسرائيلية، تبحث حمـــ اس عن عامل مساعد لكسر الجمود، وتقديم أوراق مساومة جديدة وإضافية إلى المنظمة، وتشجيع صفقة تبادل أسرى أكبر من صفقة "شاليط" مع "إسرائيل" التي سيتم فيها إطلاق سراح آلاف الأسرى، في قيادة حمـــ اس، هناك حديث عن الحاجة إلى "تبييض" السجون في "إسرائيل" من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين وإطلاق سراح ما لا يقل عن ثلثي الأسرى الأمنيين الذين يزيد عددهم عن 5000.

يقدر الجيش الإسرائيلي أن حمـــ اس ليست مهتمة في الوقت الحالي بجولة أخرى من القتال؛ بسبب الشتاء والفشل في إعادة تأهيل البنية التحتية في قطاع غزة، لكن يجب أن نتذكر أن حمــ اس قد تفاجئ كما فعلت في هجومها المفاجئ على "إسرائيل" في مايو العام الماضي كمعركة سيف القدس. إطلاق الصواريخ على غوش دان هو تحذير لـ"إسرائيل" ومصر من أن حمـــ اس غير راضية عن الوضع الحالي في قطاع غزة.


أما بالنسبة لحمـــ اس، فإن اتفاقيات التهدئة لم تنفذ بالكامل، وإعادة إعمار قطاع غزة متعثرة ومصر لا تفي بوعودها لحمـــ اس وتميل أكثر نحو المواقف الإسرائيلية. خلال المناورة، ظهرت أيمن نوفل، العضوة البارزة في الجناح العسكري لحركة حمــ اس والذي هرب من السجن المصري في عام 2011، والذي أبلغ الصحفيين الفلسطينيين الذين سُمح لهم بتغطية جزء من المناورة أن موضوع إطلاق سراح الأسرى يأتي على رأس سلم أولويات حمـــ اس وأنه سيتحقق من خلال خطف جنود إسرائيليين.

 وأوضحت حمـــ اس أنها ترفض المطلب الإسرائيلي بالإفراج عن الأسرى والمفقودين الإسرائيليين الأربعة مقابل تسهيل وإعادة اعمار قطاع غزة وأن إطلاق سراحهم فقط مقابل إطلاق سراح الأسرى الأمنيين.


يجب أن يتعلم الجيش الإسرائيلي الدروس من المناورة الكبيرة للمنظمات الفلسطينية، فقد تابع جهاز المخابرات الإسرائيلي المناورة باهتمام كبير، ويقول مسؤولون أمنيون كبار إنه من المهم جدًا أن تكون الجولة التالية من القتال ضد حمـــ اس، وهي مسألة وقت فقط أن تكون مبادرة إسرائيلية، وتحييدًا كبيرًا لقدرته الصاروخية بالفعل في المرحلة الأولى من القتال، أصدر رئيس الأركان تعليماته للجيش الإسرائيلي لإعداد مثل هذه الخطة العملياتية.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023