في ذكرى استشهاده: ما الذي بينك وبين الله يا يحيى عياش؟

علاء برقان

باحث وكاتب

​​​​​​​
بقلم: علاء برقان
إعلامي  


سؤال ما زال يراودني كلما حلّت الذكرى ورأيت حجم الحفاوة والتفاعل معها عبر المنصات ووسائل الإعلام على الرغم من مرور ما يقارب ال٣٠ عاماً على رحيل صاحبها إلا إن اسمه ما زال ساطعاً في قائمة الشرف الممتد، وربما لم يحظى غيره على هذه الرمزية وعلى هذه المرتبة وما زال يهتف باسمه وبعملياته في الساحات والميادين من أقصى الشمال إلى اليمين.

مبكراً غادرنا يحيى عياش ولم يتجاوز عمره حينها ٣٠ عاماً، إلا أنه ترك إرثاً وتاريخاً حافلاً ومشرفاً في صفحات العز والمقاومة، وألماً بالغاً وجرحاً غائراً ما زال منقوشاً في ذاكرة المحتل وأعوانه ولا يمكنهم نسيانه.

انتهزت فرصة لقاء زوجته أم البراء قبل عدة سنوات حينما كانت في زيارة للأردن وتوجهت لها بهذا السؤال لعلّي أحظى بجواب شافي وأفكك شيفرة هذا الشاب.

فاجأتني وجاوبتني:  لا أبالغ إن قلت لك أن أبا البراء لم يكن شخصاً خارقاً للعادة أو أسطورياً كما يعتقد البعض، يحيى كان شاباً ملتزماً بتعاليم دينه هادئاً كتوماً محباً للخير لكل الناس باراً بوالديه بشكل لم أرى مثله في حياتي كان دائم الدعاء والاستعانة بالله في كل أعماله.

ما أريد أن أوصله من هذه الكلمات أن تاريخ أمتنا الحديث ما زال حافلاً وزاخراً بالأسماء والشخصيات التي أذاقت المحتل ما لم تُذقه جيوش جرارة وبأن صاحب المشروع لا يعدم الوسيلة بل يصنعها ويسخرها لخدمة وطنه وأمته مهما صغر سنه أو ضاقت حاله.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023