ضابط إسرائيلي: هل اعتقلت حمــــاس قاتل العالم فادي البطش؟

هل اعتقلت حمــــاس قاتل العالم فادي البطش؟

مركز القدس للشؤون العامة والدولة

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات


في 21 نيسان 2018 اغتال مجهولون الدكتور فادي البطش العالم والمحاضر في إحدى الجامعات من أصل فلسطيني، بينما كان في طريقه إلى صلاة الفجر في مسجد كافالا لامبور في ماليزيا.


أطلق مهاجمان عليه 10 رصاصات بمسدس قصير المدى وفروا على دراجة نارية، واتهمت حمـــ اس رسميًا على الموساد الإسرائيلي في مسؤوليتها عن اغتياله.


البطش، من سكان جباليا سابقا في قطاع غزة، يعتبر معجزة في مجال الهندسة الكهربائية، تخرج من الجامعة الإسلامية في قطاع غزة، انتقل إلى ماليزيا في عام 2011، وعمل إماما في مسجد ونشط في عدة جمعيات خيرية إسلامية، وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فقد تم تجنيده سرا من قبل الجناح العسكري لحركة حمـــ اس، وتم تشغيله من تركيا وقطاع غزة.


كان فادي البطش معروفا للمسؤولين الأمنيين الإسرائيليين بأنه يتصرف سرا ويساعد الجناح العسكري لحمـــ اس في تطوير صواريخ دقيقة التوجيه وطائرات بدون طيار كجزء من "مكتب البناء" التابع لحمــــ اس والذي يعمل من اسطنبول ولبنان لتطوير القدرات العسكرية.


كان نشاطه الرسمي كمحاضر في جامعة كوالالمبور في ماليزيا بمثابة غطاء ممتاز لأنشطته السرية. 

يسافر كثيراً إلى تركيا للحصول على تعليمات من الجناح العسكري لحركة حمــــ اس ويبلغ عن تقدمه في تطوير أسلحة جديدة.


تزعم حركة حمــــ اس في قطاع غزة الآن أنها اعتقلت أحد قتلة فادي البطش بعد عودته مؤخرًا إلى قطاع غزة.


وبحسب مصادر حمــــ اس، فإن القاتل الذي تم اعتقاله هو من سكان قطاع غزة على صلة بالمخابرات الإسرائيلية منذ عام 1996، حيث تم اعتقاله بعد خطأ ارتكبه بعد عودته إلى قطاع غزة.

 اتصل بعميله الإسرائيلي وطلب المال، وأوقفته مخابرات حمـــ اس التي استمعت إلى المكالمة الهاتفية وأثناء استجوابه اعترف بالعملية وقال إن شخصًا آخر شارك في الاغتيال.


امتنعت حمــــ اس عن نشر اسم المشتبه به


تزعم مصادر في حمــــ اس أن الموساد الإسرائيلي ساعد القاتلين على الهروب من ماليزيا بجوازي سفر من صربيا والجبل الأسود.


ليس من الواضح ما إذا كان الموقوف بالفعل أحد قتلة فادي البطش أو أحد مساعديه، ومن المحتمل أيضًا أن تكون هذه مناورة حرب نفسية من قبل حمـــ اس تهدف إلى تعزيز القدرات الاستخباراتية للتنظيم وتهدف الى الردع.


تقدم حمـــ اس الآن القبض على قاتل فادي البطش على أنه إنجاز مهم للمنظمة، التي لديها القدرة على فك رموز اغتيالات الموساد الإسرائيلي في الخارج وليس فقط تحديد مكان المتعاونين مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي الذين يعيشون في قطاع غزة.


وتقول مصادر في حمــــ اس في قطاع غزة، إن القاتل المعتقل عاد إلى قطاع غزة دون علم الموساد الإسرائيلي، وأن سلوكه غير المنتظم والمراقبة الفعالة والوثيقة لقوات حمــــ اس الأمنية هي التي أدت إلى اعتقاله.


التقدير في قطاع غزة هو أن حمـــ اس ستستغل الاعتقال للردع، وسيحاكم المشتبه به في اغتيال فادي البطش ويتم إعدامه.


العمل ضد التعزيزات العسكرية لحمـــاس


"إسرائيل" تخوض "معركة عقول" ونشاط خفي امام الجناح العسكري لحركة حمـــ اس الذي يحاول التكثيف عسكريا وتطوير اسلحة جديدة ضد "اسرائيل".


في هذا السياق، يُنسب للموساد الإسرائيلي أيضًا الفضل في اغتيال محمد الزواري، المهندس والخبير في الطائرات بدون طيار والغواصات القزمة، في كانون الأول / ديسمبر 2016، على يد مجهولين في تونس.


عمل الزواري على تطوير طائرات بدون طيار وغواصات قزمة متطورة مصممة لضرب منصات الغاز الإسرائيلية في مياه البحر الأبيض المتوسط لصالح كوماندوز حمـــ اس البحري.


في عام 2011، اختطف الموساد الإسرائيلي العضو البارز في الجناح العسكري لحركة حمــــ اس من أوكرانيا، الدكتور ضرار أبو سيسي، دكتور الهندسة الكهربائية الذي كان قائد الكلية العسكرية للجناح العسكري لحركة حمـــ اس في قطاع غزة، وكان مقربا جدا من قادة الجناح العسكري أحمد الجعبري ومحمد ضيف، وعمل كعنصر رئيسي في تطوير وإنتاج صواريخ القســـ ام والصواريخ المضادة للدبابات في قطاع غزة.


اغتيال شهير آخر منسوب للموساد الإسرائيلي هو اغتيال محمود المبحوح في دبي عام 2010.


المبحوح، الذي كان يدير شبكة تهريب أسلحة واسعة النطاق من إيران إلى الجناح العسكري لحركة حمـــ اس في قطاع غزة، وكان أيضا وراء اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، إيلان سعدون وآفي ساسبورتس. تم اغتياله في غرفته في فندق في دبي.


من المتوقع أن تستمر الأنشطة الإسرائيلية السرية ضد "مكتب البناء" التابع لحمـــ اس والذي يعمل من الخارج لتعزيز القدرات العسكرية لحمـــ اس. 

تعمل حمـــ اس على تطوير طائرات بدون طيار متقدمة و "وسائل خاصة" للتغلب على الحاجز الأرضي الجديد الذي أقامته "إسرائيل" حول قطاع غزة.

قبل الجولة المقبلة من القتال، وهي مسألة وقت فقط، لذلك فإن التقدير في قطاع غزة هو أن الموساد الإسرائيلي لم يقل بعد الكلمة الأخيرة لنشطاء حمـــ اس في الخارج.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023