وهو يدخل عامه 25 في الأسر القائد الأسير معاذ بلال يكتب...
في صحبة الشهداء..
اللحظات الأخيرة قبل الاعتقال 11/ 1/ 1998 - 11 / 1/ 2022
كانت ليلة شديدة البرودة من ليالي كانون في مدينة خليل الرحمن، التقيت في تلك الليلة بالشهيد القائد محمود أبو هنود قرب مسجد الشافعي قبل أن يحضر الشهيد القائد عادل عوض الله بصحبة الشهيد عباس العويوي الذي كان يقود سيارة تابعة للجهاز العسكري، صعدت مع أخي الحبيب أبو الهنود في المقعد الخلفي وقد طلب من الشيخ عادل ان نخفض رؤوسنا لدواعي أمنية.
انطلقت السيارة بنا في شوارع الخليل إلى أن وصلنا إلى إحدى الشقق في الظلام الدامس اغمضت عيني وكذلك أخي محمود أبو هنود بناءً على طلب الشيخ عادل الذي أمسك بأيدينا وقادنا حتى دخلنا الشقة التي لم يحدد مكانها وعنوانها، وأسجل هنا لأهل البيت الذين أخلوه لنا في تلك الليلة وترك لنا طعاماً بعد يوم صيام من أيام رمضان، فجزاهم الله خيراً، ولا عجب فأهل الخليل هم أهل الجود والعطاء والكرم.
استمر اجتماعنا الثلاثي حتى وقت متأخر من الليل، وكانت ليلة إعداد ليومٍ من أيام الله نذيق فيه المحتلين بعضاً مما أذاقوه لشعبنا المرابط، وأُتخذ القرار لضربة ثالثةٍ في عمق الكيان بقي الشيخ عادل أبو الفداء مرابطاً يحرسنا بسلاحه حتى مطلع الفجر بينما آوينا والشهيد محمود أبو عباده للنوم، ومع أذان الفجر قمنا للصلاة وما أجملها من صلاة، تضرعنا فيها إلى الله تعالى أن يربط على قلوبنا و يثبّت أقدامنا، عند باب الزاوية في خليل الرحمن أوصلنا الشهيد عادل وغادر وقفت أودع أخي الحبيب محمود لأعود إلى نابلس والتي لم أعد إليها حتى اليوم فقد قدر الله لي أن أطوي أخر صفحة من المسيرة الجهادية في ربوع الوطن، لأبدأ مسيرة جهادية أشد ضراوةً خلف قضبان الأسر الذي أدخل فيه اليوم العام 25، والأمل يحدونا بقرب فجر الحرية برحمة الله وسواعد أهل الوفاء.
رحم الله من دعا لنا بالقبول والرحمة والحرية.