ثورة النقب إلى أين ؟

ثورة النقب إلى أين ؟

بقلم معاذ أبو الشريف

15-1-2022

إنشغلت الأوساط الأمنية والسياسية والإعلامية بثورة عرب النقب دفاعًا عن أرضهم وانتصارًا لكرامتهم، ورغم أن هذه الثورة هي ردُ فعلٍ طبيعيٍ ومتوقع من أصحاب الأرض الشرعيين في وجه مؤسسة احتلالية صهيونية أرادت وضع يدها السوداء دون وجه حقٍ على هذه الأرض تواصلًا مع مخطط الضم والتهويد والتزوير منذ ما قبل قيام الكيان الصهيوني، إلا أن الأوساط الصهيونية تدّعي استغرابها من سلوك أهل النقب الذين أبدوا أصالة العرب ونخوة المسلم التي نفضت عن كاهلها غبار الأسرلة وتزييف الوعي بعد عقود طويلة من جهود المؤسسة الصهيونية لتثبيت أقدامها وفرض روايتها على التاريخ والجغرافيا الفلسطينية .

 إنّ ما يجري بالنقب في هذه الأيام هو امتداد لثورة الوعي والهوية التي تسري كالنار في الهشيم في أوساط أهلنا الصامدين في الداخل الفلسطيني وتواصلاً مع هبة الكرامة الجديدة لأهلنا في سياق معركة سيف القدس، هذه الهبات والنبضات الثورية في النقب والجليل والمثلث والساحل الفلسطيني وإن خفت لهيبها أو تصاعد لهي مقدمات ضرورية للصدام الكبير القادم دون أدنى شك، وهو يوم ليس ببعيد في ظل تعزز عناصر الانفجار وتظافرها من تصاعد عنصرية وعنف وقمع الكيان مقابل تصاعد الروح الثورية لدى شعبنا بالداخل وتحديه لمحاولات عزله وفصله عن عمقه الطبيعي الممتد من النهر إلى البحر، قريباً ستسقط كل هذه التقسيمات لشعبنا وأرضه فغزةُ أخت يافا والخليل قرين الجليل ونابلس وعكا كلها لها إسم واحد هو فلسطين والتي فشل الصهاينة بعد 74 عامًا أن يغيروا اسمها أو يبدلوا هوية شعبها

"ولتعلمنّ نبأه بعد حين".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023