محمد ضيف الأسطورة
موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
محمد ضيف، رئيس أركان الجناح العسكري لحركة حمـــ اس والمطلوب الإسرائيلي الأول، أصبح في الأشهر الأخيرة أيقونة "المنقذ" الوطنية الفلسطينية.
منذ مايو الماضي، بعد أن قدم محمد ضيف لمساعدة سكان حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، وأعطى "إسرائيل" إنذارًا وأطلق وابلًا كبيرًا من الصواريخ على القدس، اشتدت أسطورته في المجتمع الفلسطيني وأصبح بطل قومي، بفضل حقيقة أن "إسرائيل" تحاول بالفعل منذ سنوات طويلة القضاء عليه دون نجاح.
قبل أيام، طلبت والدة الأسير الأمني ناصر أبو حميد المصاب بالسرطان من محمد ضيف المساعدة في الضغط على "إسرائيل" لإطلاق سراح ابنها من السجن الإسرائيلي. ناصر أبو حميد، الناشط البارز في حركة فتح في الضفة الغربية، معتقل في سجن إسرائيلي منذ عام 2002 وحُكم عليه بسبعة أحكام بالسجن مدى الحياة بالإضافة إلى 50 عامًا لتنفيذه هجمات ضد "إسرائيل" وقتل المتعاونين معها.
تتدهور حالته الصحية ويقيم في مستشفى برزيلاي في عسقلان تحت حراسة إسرائيلية، كما طلبت السلطة الفلسطينية من "إسرائيل" إطلاق سراحه ونقله إلى مستشفى فلسطيني.
ولم يستجب محمد ضيف بعد لنداء والدة ناصر ابو حميد، تقول مصادر في قطاع غزة إنه لا يزال يفكر في كيفية الرد على طلبها، لكن مناشدتها له تدل بشكل أكبر على كيف أصبح رمزًا لأمل الفلسطينيين اليائسين في أن ينقذهم من محنتهم التي تسببت بها "إسرائيل" من خلال الجناح العسكري لحركة حمــــ اس ومؤسسيها.
أصبح اسم محمد ضيف اسماً يتبناه الأسرى الأمنيون في السجون الإسرائيلية وأيضاً كل من حارب السياسة الإسرائيلية في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة. متظاهرون فلسطينيون في أماكن كثيرة في الأراضي الفلسطينية يرددون هتافات "نحن رجال محمد ضيف" خلال مظاهرات ضد "إسرائيل"، واستخدموا اسمه مؤخرًا في الكفاح من أجل إطلاق سراح الأسير الإداري هشام أبو هواش الذي اضرب عن الطعام منذ أكثر من أربعة شهور.
استخدم المظاهرين في الحرم القدسي الشريف، عند باب نابلس وفي حي الشيخ جراح في القدس بانتظام اسم محمد ضيف منذ مايو الماضي وحتى يومنا هذا، أطلقت الحشود اسمه في جنازات الشيخ عمر البرغوثي القيادي البارز في حمـــ اس ووصفي كبها وايضا في الاعراس.
في نهاية العام الماضي، اطلق الأسير الأمني المفرج عنه رفيق مهراجا على نجله نجله المولود "محمد ضيف"، تعبيرا عن احترام وتقدير القائد العسكري الذي أصبح أيقونة "الخلاص والإنقاذ" للفلسطينيين في الضفة الغربية.
السلوك الغامض لمحمد ضيف، الذي لم يظهر في وسائل الإعلام منذ سنوات عديدة، يزيد من الغموض الذي يحيط به، ويدير جميع أنشطة حمـــ اس من مخبأه في قطاع غزة.
من المعروف أنه فقد زوجته وابنه خلال حرب 2014 بعد أن حاولت القوات الجوية الإسرائيلية القضاء عليه أثناء الاختباء مع أسرته في شقة في مبنى في حي الشيخ رضوان بغزة، وبحسب تقارير الجيش الإسرائيلي، فقد جرت محاولة للقضاء عليه هو وقيادي حمـــ اس في قطاع غزة، يحيى السنوار، خلال جولة القتال الاخيرة، لكن المحاولة باءت بالفشل.
على الرغم من انتماء الأسير ناصر أبو حامد إلى حركة فتح وكذلك إخوته الثلاثة المأسورين أيضًا في السجن الإسرائيلي، فإن والدتهم التي تعيش في مخيم الأمعري للاجئين بالقرب من رام الله، ترى في الجناح العسكري لحركة حمـــ اس العنوان الذي يمكنه يؤدي إلى إطلاق سراحهم.
اقتربت فدوى البرغوثي، زوجة رئيس فتح مروان البرغوثي، الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة قتل إسرائيليين، من رئيس المكتب السياسي لحركة حمـــ اس إسماعيل هنية وانتزعت منه وعدًا بإدراج اسم زوجها في قائمة مطالب حمـــ اس في صفقة تبادل الأسرى القادمة مع "إسرائيل".
تشير إشارة الفلسطينيين من القدس الشرقية والضفة الغربية إلى الجناح العسكري لحركة حمـــ اس وقائده محمد ضيف، إلى التعزيز الكبير لموقف حركة حمـــ اس في الشارع الفلسطيني ويأس من السلطة الفلسطينية وتنسيقها الأمني مع "إسرائيل".
يثق الكثير في الشارع الفلسطيني بحركة حمـــ اس وليس السلطة الفلسطينية في كل ما يتعلق بالإفراج عن الأسرى الأمنيين وحماية الأماكن المقدسة للإسلام مثل المسجد الأقصى في القدس والحرم الأبراهيمي في الخليل.
نجح الجناح العسكري لحركة حمـــ اس، بقيادة محمد ضيف، في كسب المصداقية والاحترام في الشارع الفلسطيني باستخدام قوته العسكرية وصواريخه التي أطلقها على "إسرائيل" في أربع جولات من القتال في السنوات الأخيرة، كسب المصداقية والاحترام في الشارع الفلسطيني الذي يعجب بتوجيه القوة ضد "إسرائيل" ويحتقر السلوك الفاسد للسلطة الفلسطينية التي يُنظر إليها على أنها عميلة مع "إسرائيل" والمقاول التنفيذي لجهاز الأمن العام الإسرائيلي في الضفة الغربية.