القائد الشهيد يوسف السركجي فارس العلم والجهاد

بقلم: معاذ أبو الشريف  

23-1-2022  

يوسف السركجي العالم والداعية والمجاهد والشهيد، لا أبالغ إن قلت إنه من عالم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قرر هنا في هذه الدنيا نشر العبق الطاهر، ثم رحل عائداً إلى حيث يجب أن يكون في الخالدين، أبو طارق كان كله لله ومن صنع الله وصبغته ومن أحسن من الله صبغة قد آتاه الله بسطة في العلم وفي الجسم هل أشبهه بنخلة رسول الله؟!  شامخاً مثمراً في ظله التقينا، ومن نبع دينه وعلمه وخلقه ارتوينا إذا تحدثنا عن خلق التواضع ستجد الشيخ يمثله بامتياز، وإذا بحثت عن العلم والتربية في أحسن صورها سنجدها في الشيخ وإن حدثوك عن الجهاد والتضحية فمن يأتينا بمثل الشيخ يوسف السركجي رجل بأمة، علمنا في مجالس الدعوة أصول العملية التربوية وكان يعلمنا أنها هدم وبناء و نماء، في ليالي الاعتكاف والقيام ينعس الشباب وتغفو عيونهم؛ فإذا بالشيخ يردد بصوت مرتفع: لا إله إلا الله، قوموا إلى الله.

حين يلتقي المجاهدين والمطاردين في بيته يكون في غاية السعادة وهو يرعى أبنائه وتلاميذه، وفي ليالي السهر والإعداد، يبقى يتردد علينا في الغرفة التي أعدها لنا، يكرمنا ويقدم لنا ضيافته الكريمة وحين نقول له يا شيخنا ألا ترتاح؟ فيبتسم كعادته ويردد شرف لي أن أخدم المجاهدين، يذكرنا بتجديد نية الشهادة ويحدثنا عن الجنّة، وحين يرتقي أحد المجاهدين شهيداً يفرح له.

الشيخ أبو طارق صاحب السمت الهادئ والابتسامة الدائمة يخفي في صدره بركان جهاد وثورة غضب، لا يكف عن تحريضنا لتصعيد الجهاد والمقاومة، يداعب المطاردين خليل الشريف ومحمود أبو هنود (تهيأوا للشهادة فقد طال المقام بكم في الدنيا يا شباب) سألته يوماً أراك يا شيخنا في السياسة والدعوة والجهاد تتابع كل مجالات الحركة ألا تتفرغ لجانب من الجوانب؟ فيرد مبتسماً: "سأبقى عابداً عاملاً لله حتى ألقاه ،لا راحة في هذه الدنيا يا أخي".

لم يلبث الشيخ إلا أن حمل السلاح بنفسه وقاد المجاهدين وتقدم الصفوف باحثاً عن الجنة، حتى أكرمه الله بالشهادة، برفقة الأحباب الشهداء نسيم أبو الروس وجاسر سمارو وكريم مفارجة في موكب ملاكي مهيب، إنّه أبا طارق العالم الرباني والشيخ المجاهد والبطل الشهيد.
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر، ولن يروي ظمأ شوقنا لأحبابنا؛ إلا حين نلقاهم غير ناكثين أو مبدلين.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023