حماس 2006-2022


حماس 2006-2022
بقلم: معاذ أبو الشريف  

25-1-2022  

قبل خمسة عشر عامًا حققت حركة حماس فوزًا ساحقًا في الانتخابات التشريعية العامة في هدفٍ كبير شكّل تحولاً استراتيجيًا في القضية الفلسطينية لا زالت تداعياته متواصلة حتى يومنا هذا، فقد كان انخراط حماس في العملية السياسية ودخولها السلطة الوطنية وليدة اتفاق أوسلو الذي ترفضه الحركة محل جدلٍ سياسيٍ في جدوى وشرعية هذه المشاركة، وأثرها على مشروعها المقاوم الذي تتبناه حماس كخيار استراتيجي لا يمكن لها المساومة عليه، إلّا أن حماس حسمت أمرها بالمشاركة الفاعلة في تلك الانتخابات مستندة لعدة عوامل أهمها:

1. رغبة الحركة في تأكيد الشرعية الشعبية للمقاومة إضافة للشرعية الثورية، واسقاط سردية زعم الأغلبية التي بموجبها انخرطت فتح بعملية التسوية مع الاحتلال، وحماية المقاومة وسلاحها، من تغول السلطة عليه بزعم وحدانية السلاح وشرعية القيادة.  

2. إحساس الحركة بالمسؤولية اتجاه الثقة الشعبية الواسعة بها، بعد أن قدمت رموزها وقادتها شهداء، إلى جانب آلاف المجاهدين الذين خاضوا معركة انتفاضة الأقصى وتقدموا الصفوف فيها، إلى جانب قوى المقاومة التي توحدت في ميدان المعركة.

3. حالة الفساد المستشرية في مؤسسات السلطة التي استولى عليها طبقة من المنتفعين والفاسدين الذين ضاق الشعب بهم ذرعا وكانت القيادة بديلة تقود عملية التغيير والإصلاح.  

هذه العوامل الأساسية إلى جانب عوامل إضافية دفعت حماس إلى اتخاذ قرار استراتيجي بعد أن قامت بعملية تشاورية واسعة داخل الحركة وخارجها بالتقدم بقيادة الشعب الفلسطيني من بوابة السُلطة وتحويلها إلى حاضنة للمقاومة لا سيفًا مسلطًا عليها، مبعد فوزها الكبير بثقة الشعب الفلسطيني واجهت حماس حالة التمرد والانقلاب الأمني على خيار الشعب الذي خططت له دوائر صهيوأمريكية بأدوات أمنية محلية وبعد إجهاض الانقلاب واجهت الحركة وما تزال سياسة الحصار والعزل وشن الحروب على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية، إلا أن حماس اليوم وبعد كل هذه السنوات العجاف والتي حققت خلالها إنجازات هامة على صعيد المقاومة، تبدو أكثر قوة وتماسكًا وتحظى بثقة شعبية غير مسبوقة، لاسيما بعد معركة سيف القدس التي بايع خلالها الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده- لاسيما في ساحات المسجد الأقصى- المقاومة ورموزها، فيما هو أوسع بكثير من الانتخابات، التي لا زال فريق التسوية والحل السلمي يتهربون منها.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023