بقلم: د. إبراهيم أبراش.
في هذا اليوم أتمم السبعين من العمر ما بين سنين عِجَاف وأعوام فيها ما يشرح الصدر ويمنح الأمل، عمر قضيت نصفه تقريبا في بلاد غربة كنت أحن فيها للوطن والنصف الآخر في مسقط الرأس وفيه افتقد أيضا وطنا بدون احتلال أو انقسام أو حصار، وكم هو الفارق كبير بين مسقط الرأس والوطن، وما بين السلطة والوطن.
ولأنني بشر والبشر خطاؤون، كان شيطاني ينتصر أحياناً على ملاكي، فأخرج عن جادة الصواب وأخطئ وربما أظلم أو أسيء للبعض دون قصد، وحيناً آخر، كان ملاكي ينتصر على شيطاني؛ فأجد ذاتي وربما أقوم بما هو صواب.
ما أنا متأكد منه أني لم أقصر يوماً في حق عائلتي وعملي ووطني حسب إمكانياتي و فهمي للأمور، كما أني متأكد من زلاتي وأخطائي واعترف بها، وهي غالبًا أخطاء بحق نفسي أكثر مما هي بحق الآخرين، أما إن كان هناك إيجابيات وانجازات في مسيرة حياتي، فلست أنا الحَكَم؛ بل كل من عرفني وعايشني.
واليوم وأنا أسترجع ما تعيه الذاكرة من سجل حياتي أقول لو أني فعلت كذا لكان أفضل، ولو أنني لم أفعل كذا؛ لكان أصوَب ولو ولو الخ، ولكن كان ما كان وهذا ما جنته يداي وما أنعم الله به عليَّ، ومن أفضل نعم الله عليَّ بناتي الحبيبات هند وهناء وأميرة وايناس وصبا وأحفادي الأحد عشر قمراً.
أما ما بعد اليوم فالعِلم عند الله والأعمار بيد الله، فتفاؤل الروح والإرادة بالحياة وبمزيد من الإنجازات يوَاجَه بتشاؤم الجسد الذي يسخر أحيانا من تفاؤل الإرادة ويُلَوِّح بالكارت الأحمر بين الفينة والأخرى.
أطال الله في عمر كل الأحبة والأصدقاء، وشكرًا على تهنئتكم.