أصدر المسؤول الكبير في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ، الذي تم تحديده على أنه الخليفة المحتمل لمحمود عباس، بيانًا غير مسبوق لدعم المملكة العربية السعودية، زعيم العالم السني، في 28 كانون الثاني (يناير). وقال الشيخ في بيان خاص "نشيد بالسعودية، على قيادتها ومواقفها الثابتة الداعمة لشعبنا، في كافة مراحل نضالنا الوطني ونفخر بها".
جاءت تصريحات الشيخ، في أعقاب تصريح نادر لرئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، المقرب أيضا من محمود عباس، تم تسريبه عمدا إلى صحيفة الشرق الأوسط السعودية، في 26 كانون الثاني / يناير.
أطلق فرج عرضا امام مجموعة من نشطاء فتح، في هجوم عنيف على حمــــ اس وإيران، قائلاً: إن السلطة الفلسطينية، لا تقبل المؤامرة الإيرانية، ضد الدول العربية. "أجندة حمـــ اس هي جر الفلسطينيين إلى أزمات مع دول عربية، لصالح أجندات إيران. ولا يوجد هنا من يرغب في إثارة غضب السعودية أو مصر أو الأردن. ولا يجوز لنا أن تسيطر إيران، على عواصم الدول العربية، وأنا ضد النفوذ الإيراني في المنطقة العربية ".
خلفية تصريحات كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية، هي الغضب في دول الخليج من التظاهرات الفلسطينية المؤيدة في قطاع غزة، للمتمردين الحوثيين في اليمن، الذين هاجموا السعودية والإمارات، بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة دقيقة قبل أيام، سمحت قيادة حمـــ اس لعناصرها، ونشطاء تنظيم الجهـــ اد الإسلامي، والجبهة الشعبية، بتنظيم مسيرات في أماكن مختلفة في قطاع غزة، دعما للمتمردين الحوثيين في اليمن المواليين لإيران.
وفي عدة أماكن بقطاع غزة، نُصبت لافتات داعمة لزعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي، ولافتات داعمة لإيران وحـــ زب الله خلال المظاهرات، وردد المتظاهرون هتافات منددة بالسعودية والإمارات و"إسرائيل".
وقال خالد البطش، عضو المكتب السياسي للجهـــ اد الإسلامي، في 22 يناير / كانون الثاني: "الحرب بين قوات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات في اليمن عبثية، وأكبر المستفيدين من استمرار العدوان هم، الاحتـــ لال الإسرائيلي والولايات المتحدة ".
ظهر القيادي في حمـــ اس محمود الزهار، أحد أكبر داعمي إيران، على قناة الميادين اللبنانية، الناطقة بلسان تنظيم حــــ زب الله، وألقى بالنار والكبريت على الإمارات العربية المتحدة. ووصف الإمارات بـالصهــــ اينة العرب، واتهمهم بـ "ارتكاب جرائم بحق الشعب اليمني". وشدد على أن "للشعب اليمني، الحق في الدفاع عن شعبه، من أي شكل من أشكال العدوان".
بعد انتقادات لاذعة لدول الخليج للتظاهرات في قطاع غزة، ضد السعودية والإمارات، اضطرت حمـــ اس إلى إصدار بيان رسمي في 23 كانون الثاني (يناير) جاء فيه، أن موقفها معروف وقالت إنها "لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول والصراعات بينهما "، وبين أن "كل خطوة من شأنها كسر خط وحدة الأمة العربية، وتضر باستقرارها يجب تفاديها".
لعبت حمـــ اس لعبة مزدوجة، كان بإمكانها منع التظاهرات ضد السعودية والإمارات في قطاع غزة، بواسطة أجهزتها الأمنية، فهي تسيطر على قطاع غزة بقبضة من حديد، لكنها اكتفت بإعلان أنها لا تعكس موقفها، وأنها لا تدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.
لكن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يشعر بقلق عميق إزاء العواقب المحتملة لما حدث في قطاع غزة، عن موقف دول الخليج تجاه الفلسطينيين، ومع ذلك، لم تتلق السلطة الفلسطينية منهم في السنوات الأخيرة، خلال إدارة الرئيس ترامب، المساعدة المالية السنوية، للضغط عليها لقبول خطة "صفقة القرن".
الآن تحولت الإدارة الأمريكية إلى إدارة أكثر راحة للفلسطينيين، ويحتاج رئيس السلطة الفلسطينية إلى الدعم الاقتصادي والسياسي من دول الخليج. لذلك، أصدرت السلطة الفلسطينية بيانًا رسميًا في 23 يناير / كانون الثاني تدين هجوم الحوثيين، "الذي استهدف أهدافًا مدنية في أبو ظبي، وأدى إلى مقتل مدنيين أبرياء"، ودعت إلى إنهاء الصراع في اليمن.
لم تتحرر منظمة التحرير الفلسطينية بعد من صدمة حرب الخليج الأولى، بعد أن ارتكب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك، ياسر عرفات، خطأً كبيراً ودعم غزو صدام حسين للكويت في عام 1990،وكان محمود عباس أحد أكبر منتقدي هذه السياسة.
في أعقاب دعم منظمة التحرير الفلسطينية للغزو العراقي للكويت، أُجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على مغادرة الكويت، في نهاية حرب الخليج عام 1991، خوفًا من الاضطهاد والاعتقال من قبل السلطات الكويتية، الكويتيون الذين لم ينسوا الخيانة الفلسطينية، ودفع الفلسطينيون الثمن وتضررت سبل عيشهم.
فقط في أبريل 2013، بعد إغلاق دام 22 عامًا وبعد اختفاء ياسر عرفات، من المسرح السياسي، أعاد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فتح السفارة الفلسطينية في الكويت.
لقد تعلمت منظمة التحرير الفلسطينية الدرس، من عدم الخروج ضد دول الخليج وخاصة السعودية، وتفضل حمـــ اس والجهـــ اد الإسلامي الدعم الإيراني، كما يتم تعريفهما في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، على أنهما "منظمات إرهابية". ورئيس السلطة الفلسطينية يحاول تصحيح الانطباع السيئ الذي تركوه سكان قطاع غزة، حتى لا يؤدي غضب دول الخليج، إلى فرض عقوبات على السلطة الفلسطينية، والفلسطينيين المقيمين في دول الخليج.