التسوية البحرية مع لبنان: ربما هذه المرة

يسرائيل هيوم
إتسحاق ليفنون
ترجمة حضارات


سيزور عاموس هوشستين، الوسيط الأمريكي الجديد في مسألة ترسيم الحدود البحرية الإسرائيلية مع لبنان، البلدين هذا الأسبوع لإيجاد حل لمساحة 860 كيلومترًا مربعًا هي المنطقة المتنازع عليها في البحر.

توقفت المحادثات الأخيرة في رأس الناقورة قبل بضعة أشهر، ويرجع ذلك أساسًا إلى مطالبة لبنان بإضافة 1460 كيلومترًا مربعًا أخرى إلى مطالبته الأصلية، ورفضت "إسرائيل" بالطبع، وتمكن هوشستين من إقناع الطرفين بالعودة إلى طاولة المفاوضات، وهو ما من المحتمل أن يتم هذا الأسبوع، ولكي يتم تسجيل مطالبته الجديدة رسميًا، يجب على لبنان أن يوجه مثل هذا الطلب إلى الأمم المتحدة، والذي وقع عليه الرئيس ميشال عون، لكن الرئيس رفض القيام بذلك؛ مما سمح بالعودة إلى طاولة المفاوضات.
 خطوة أخرى اتخذها الرئيس كانت استبدال ممثل الجيش اللبناني في المحادثات المعروف بمواقفه المتصلبة.

إن حل أزمة الطاقة الحادة في لبنان ليس في الأفق، على الرغم من أن إيران أرسلت بالفعل أربع سفن محملة بالنفط إلى لبنان، وعلى الرغم من تعهد مصر بنقل مساعدات الطاقة عبر الأردن وسوريا. 
إن استخراج الغاز قبالة الساحل اللبناني كجزء من اتفاق مع "إسرائيل" سيوفر حلاً مناسبًا وطويل الأمد لأزمة الطاقة.

إن خروج سعد الحريري عن الساحة السياسية بإلقاء اللوم علناً على حــــ زب الله وإيران على كل أمراض لبنان،  يقلل من قدرة حــ زب الله على الاستمرار في معارضته للتسوية مع "إسرائيل". 
في غضون أشهر قليلة ستجرى انتخابات عامة في لبنان، ويهتم الرئيس عون بإحراز إنجاز يتمثل في حل أزمة حادة مثل أزمة الطاقة، على أمل أن يمهد الطريق أمام نجله جبران باسيل ليحل محله كرئيس.
على الرغم من أن لدينا شروطًا مواتية للتسوية، إلا أن الجانب اللبناني يخشى نوايا "إسرائيل" الخفية، خاصة لأنها ستستغل المحادثات للمضي قدمًا في تطبيع العلاقات بين البلدين.
 ثرثرتنا زادت من قلق اللبنانيين؛ لذلك فإن مهمة هوشستين ليست مهمة سهلة.
 في الآونة الأخيرة، لم يكن هناك تأكيد رسمي على أنه يفكر في تهدئة المخاوف اللبنانية من خلال اقتراح أصلي: بدلاً من تقسيم الأراضي المتنازع عليها بين لبنان و"إسرائيل"، مما قد يخلق مشاكل فنية وإدارية في المستقبل، ستكون شركة دولية لإنتاج الغاز مسؤولة لاستخراج الغاز البحري من كامل الأراضي المتنازع عليها، وتوزيع الغاز على "إسرائيل" ولبنان حسب مفتاح التوزيع الذي حدده الوسيط الأمريكي الأول فريدريك هوف، بعد قولي هذا، سيذهب 55 % إلى لبنان- والباقي إلى "إسرائيل".

وكانت "إسرائيل" قد أعلنت في وقت سابق قبولها لتقسيم هوف، إذا تخلى لبنان عن مطالبته بأرض إضافية تضر بحقل "القرش" الذي يقع في أراضي إسرائيلية، وفي ضوء الظروف التي تم إنشاؤها، فهناك فرصة معقولة لرؤية تسوية لبنانية إسرائيلية.

التدخل الأمريكي في هذه المرحلة أمر بالغ الأهمية، هوشستين الذي أدى خدمته العسكرية في جيش الدفاع الإسرائيلي، يعتبر من الخبراء الأمريكيين في مجال الطاقة، وهذه فضيلة تساعد على تعزيز الحل. ولكي لا تستدعي ضغوط داخلية تمنع التوصل إلى اتفاق. 
إذا كان اللبنانيون يريدون التعبير عن أنفسهم لاحتياجاتهم الداخلية فهذه هي مشكلتهم.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023