حادثة خطيرة ومؤسفة .. فشل لقيم القوة: الجيش الإسرائيلي يسرح الضباط بعد وفاة الفلسطيني البالغ من العمر 80 عاما
القنـــاة الـــ12
نيـــر دفـــوري
ترجمة حضارات
قام جنود الجيش الإسرائيلي من كتيبة نيتسح يهودا بتقييد يدي عمر عبد المجيد الأسعد في 12 يناير في قرية جلجلية، وسدوا فمه لفترة وجيزة بشريط من القماش، ظنوا أنه نائم ثم كشفوا عن مقتله، هذا ما أعلنه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بعد تحقيق أجراه قائد القيادة المركزية اللواء يهودا فوكس.
وأظهر التحقيق أنه تم خلال الليل تنفيذ نشاط عملياتي في قرية لواء بنيامين؛ لإحباط النشاطوالعثور على أسلحة، في إطار العملية أوقف الجيش الإسرائيلي سيارة لتفتيشها وكان الأسعد يقودها.
وبحسب التحقيق، عارض الأسعد عملية الاعتقال، فيما قامت الجنود "بوضع قطعة قماش على فمه لفترة وجيزة" وقيد يديه.
بعد ذلك، وبحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، تم اقتياد الأسعد إلى ساحة مبنى مجاور، كما تم إحضار ثلاثة فلسطينيين آخرين، وتم اعتقالهم من قبل القوة العسكرية.
وفي نهاية العملية، بعد حوالي نصف ساعة، أطلق الجنود سراح الفلسطينيين وأفرج عن اسعد.
يظهر التحقيق أن الجنود ظنوا أن أسعد كان نائما ولم يحاولوا إيقاظه، وبعد ساعات قليلة ورد تقرير وفاته.
وبحسب النتائج الجزئية لتقرير التشريح، والتي قدمها الفلسطينيون؛ فإن وفاة أسعد كانت بسبب نوبة قلبية.
وذكر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن القوة لم تحدد أي علامات مهمة أو علامات أخرى مشبوهة فيما يتعلق بحالته الصحية، وفقا لنتائج التحقيق.
من المتوقع فصل الضباط، وفتح تحقيق
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه بعد الحادث، فُتح تحقيق من قبل الشرطة العسكرية، تم في إطاره استجواب عدد من الضباط والجنود وشهود آخرين حتى الآن.
وستتخذ القرارات على المستوى القانوني فيما يتعلق بالمتورطين في الحادث، بحسب إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
أيضًا، في أعقاب القضية الخطيرة، سيتم توبيخ قائد كتيبة نيتسح يهودا من قبل قائد القيادة المركزية، الميجور جنرال يهودا فوكس وضد قائد السرية وقائد الفصيلة، ستقام إجراءات الفصل الفوري ولن يشغلوا مناصب قيادية لمدة عامين.
كوخافي: تخدر الحواس مخالف لقيم الجيش الاسرائيلي
وجاء في التحقيق أن "الحادث يشير إلى فشل قيمي في الجيش وخطأ في الحكم وانتهاك خطير لكرامة الإنسان.
وأضاف "يبدو كذلك أنه لم يكن هناك استخدام للعنف سوى التغلب على مقاومة أسعد، وقد فشل الجيش في مغادرة المكان، وترك الأسد مستلقيًا دون التأكد من حالته بشكل مؤكد".
وذكر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه كانت هناك أيضا ثغرات مهنية في التخطيط للمهمة وتنفيذها.
وصرح رئيس الأركان، اللواء أفيف كوخافي، الذي تلقى نتائج التحقيق، أن هذا حدث خطير للغاية: وأمر كوخافي بأن "ترك القوة تغادر الساحة وترك أسعد في مكان الحادث دون التحقق من حالته، يدل على الخدر ومخالفة لقيم الجيش الإسرائيلي وفي قلبها واجب الحفاظ على كرامة كل شخص". كما أمر كوخافي بدراسة نتائج تحقيق القيادة واستيعابها بين جميع القوات، من أجل منع تكرار حالات مماثلة.
وفي ختام تصريح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ورد أن "الجيش الإسرائيلي يأسف لمقتل عمر عبد المجيد الأسعد".
"سوف تنفجر بداخلنا".
وأثارت الحادثة، التي وقعت قبل نحو أسبوعين ونصف الأسبوع، ردود فعل واستنكار حتى قبل نتائج التحقيق، من بين أمور أخرى بسبب كون أسعد مواطنًا أمريكيًا.
منذ حوالي أسبوع ونصف، تم الكشف عن مقال على موقع ماكو بخصوص هذه القضية من مجموعة واتسآب داخلية من كبار الضباط، بعضهم من القيادة المركزية التي وقع الحادث في منطقتها.
في المراسلات نفسها بين الضباط، عرّف أحدهم الحادث بأنه "قتل"، ووصف آخر كتيبة يهودابأنها "إطار عمل لشباب التلال" وضابط آخر دعا إلى إخراج الكتيبة من منطقة الضفة الغربية .