القلق في إسرائيل وإدارة بايدن من قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية
موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
في "إسرائيل" وإدارة بايدن، هناك مخاوف متزايدة من أن يقود رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قرارات متطرفة في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي سينعقد الأحد المقبل، 6 فبراير، لمواجهة سياسية مع "إسرائيل" في ظل الجمود في العملية السياسية و عدم وجود "أفق سياسي".
تحدث توني بلينكين عبر الهاتف هذا الأسبوع مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وطلب منه "التحلي بالصبر وإعطاء فرصة السلام في المنطقة".
قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في الأول من شباط إن "إدارة بايدن معنية وطلبت من الفلسطينيين تعديل قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية".
بمناسبة انعقاد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، غادر المسؤول الكبير في السلطة الفلسطينية جبريل الرجوب إلى القاهرة والتقى بوزير الخارجية المصري سامح شكري لإطلاعه على القرارات المتوقعة، أطلع حسين الشيخ، المسؤول الكبير في السلطة الفلسطينية، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف على الموضوع وطلب منه دعوة اللجنة الرباعية للاجتماع لبحث المأزق في العملية السياسية.
يقول مقربو محمود عباس إنه يريد محاولة كسر الجمود في العملية السياسية ومحاولة خلق نفوذ جديد، بعد أن لم يتم تنفيذ قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في عام 2015 بتعليق اتفاقيات أوسلو وإنهاء التنسيق الأمني مع "إسرائيل".
وسائل الإعلام الرسمية للسلطة الفلسطينية تضخم الانعقاد المتوقع، حيث قال مسؤولون كبار في فتح في محادثات مغلقة إن محمود عباس شدد على أهمية عقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية لاتخاذ "قرارات مهمة وحاسمة" بشأن "إنهاء الاحتـــ لال الإسرائيلي واتخاذ قرارات دولية تحت مظلة "الرباعية الدولية" وفق الخطة السياسية الجديدة التي صاغها. وبحسب المصادر، فقد انسحب رئيس السلطة الفلسطينية من الإنذار الذي وجهه لـ"إسرائيل".
يذكر أن محمود عباس أعطى "إسرائيل" مهلة لمدة عام للانسحاب إلى الخطوط الـ 67، بما في ذلك في القدس.
في خطاب مسجل تم بثه في 25 سبتمبر / أيلول في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أوضح محمود عباس أنه إذا لم تمتثل "إسرائيل" لمطلبها، فسوف يلغى الفلسطينيون اعترافهم ويستأنفون أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي "لاتخاذ قرار قرار حول شرعية الاحتـــ لال ".
معارضة شديدة لانعقاد المجلس المركزي
ينعقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في ظل عدم تشكيله، كما أن تنظيمات الجبهة الشعبية والديمقراطية لن تشارك في المؤتمر، وتطالب بعقده خارج الضفة الغربية، بعيدًا عن النفوذ الأمني الإسرائيلي.
وكانت منظمة الجبهة الشعبية قد أعلنت رسمياً أنها ستقاطع المؤتمر، ومن المتوقع إعلاناً مماثلاً من الجبهة الديمقراطية أيضاً. توجه وفد من فتح برئاسة جبريل الرجوب إلى دمشق لمحاولة إقناع الفصائل الفلسطينية المنتمية إلى "جبهة الرفض" التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية للمشاركة في المؤتمر.
العديد من الفصائل في منظمة التحرير الفلسطينية، وكذلك حركتا حمــ اس والجهـــ اد الإسلامي، والتي ليستا جزءًا من منظمة التحرير الفلسطينية ولكن لهما وزن سياسي مهم، تعارض بشدة انعقاد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية والقرارات التي هو على وشك اتخاذها، على رأسها تعيين مقربي رئيس السلطة الفلسطينية في مناصب رئيسية في منظمة التحرير الفلسطينية.
كما أن هناك حملة ضخمة على وسائل التواصل الاجتماعي لمنظمات فلسطينية معارضة تتهم حركة فتح بـ "اختطاف منظمة التحرير الفلسطينية" واتخاذ قرارات دكتاتورية وأحادية الجانب.
ذكرت صحيفة الرأي اليوم في 28 يناير أنه منذ أن اتخذ المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية قرارًا في أكتوبر 2018 بقطع جميع أنواع الاتصالات، العلنية والسرية، بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل"، بدأ مسؤولو فتح والسلطة الفلسطينية في انتهاك القرار، دون تردد، وحتى الآن، كان هناك 48 اجتماعا لكبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية مع كبار المسؤولين في الجانب الإسرائيلي.
وتزعم المعارضة الفلسطينية أن السلطة الفلسطينية تركز على تحقيق الإغاثة الاقتصادية من "إسرائيل" دون تحقيق إنجازات سياسية ودون التحرك نحو الهدف الأكبر المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. كما تقول شخصيات فلسطينية معارضة أنه بدون قرار من المجلس المركزي بإلغاء الاعتراف الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية بـ"إسرائيل"، لا يمكن تحقيق مصالحة وطنية فلسطينية داخلية، كما يتضح من حقيقة أن محادثات المصالحة في الجزائر بين الفصائل وصلت إلى طريق مسدود.
هل سيستجيب رئيس السلطة الفلسطينية لطلب إدارة بايدن؟
الشارع الفلسطيني غير مكترث بانعقاد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وليس لديه توقعات من محمود عباس الذي يعارض مسار حماـــ س لتحقيق الاستقلال الفلسطيني من خلال الهجمات على "إسرائيل" والكفاح المسلح ضدها.
الحد الأقصى الذي يرغب محمود عباس في القيام به هو تبني استراتيجية المقــــ اومة الشعبية في الضفة الغربية والتي تعني: مظاهرات، حواجز على الطرق، رشق حجارة وزجاجات مولوتوف ولكن دون استخدام الأسلحة النارية، كما يعتقد أن الانتفاضة الفلسطينية المسلحة عام 2000 كانت كارثة بالنسبة لهم.
ويقول مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية إن محمود عباس ما زال يؤمن بحل الدولتين وخلق أفق سياسي، لذا فإن قرارات المجلس المركزي لن تغلق الباب أمام إمكانية استئناف المفاوضات السياسية، سيكون من الصعب على محمود عباس تجاهل رسائل إدارتي بايدن و"إسرائيل" إلى كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية بعدم قيادة المؤتمر المتوقع لاتخاذ قرارات متطرفة.
يجتمع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية مع استمرار الخلافات بين الفصائل الفلسطينية في الخلفية، ولم يسفر مؤتمر المصالحة في الجزائر عن أي زخم إيجابي، وإدارة بايدن لا تفي بوعودها للسلطة الفلسطينية بإعادة فتح مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن و القنصلية في القدس وفي المنطقة نفسها، تتواصل سياسة الاستيطان الإسرائيلية، يرافقها اشتباكات بين مستوطنين متطرفين ومزارعين فلسطينيين في الضفة الغربية وهدم منازل، خاصة في القدس الشرقية.
الحصار على قطاع غزة مستمر، والتهدئة في القطاع مستمرة حتى الجولة القادمة من القتال.
حمـــ اس والجهـــ اد الإسلامي لن يشاركا في اجتماع المجلس المركزي لأنهما ليسا جزء من منظمة التحرير الفلسطينية، ويطالبان بالانضمام إلى منظمة التحرير وإجراء إصلاحات شاملة والحصول على تمثيل مناسب يعكس قوتهم على الأرض، لكن محمود عباس يرفض إلحاقهم بمنظمة التحرير الفلسطينية خوفًا من توليهم زمام الأمور وإبعاد حركة فتح التي هي الجسم الرئيسي في منظمة التحرير الفلسطينية.
يحاول محمود عباس خلق انطباع لدى الجمهور الفلسطيني بأن هذا مؤتمر مهم للغاية من شأنه أن يتخذ قرارات حاسمة، لكن مساحة المناورة السياسية لديه محدودة للغاية، ولا يمكنه الانسحاب من اتفاقيات أوسلو والاعتراف بـ"إسرائيل"، في الأسابيع الأخيرة، التقى مرتين بوزير الدفاع بني غانتس وكبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ وماجد فرج التقوا بوزير الخارجية يائير لبيد.
إن السلطة الفلسطينية تبذل جهدها لاستئناف المفاوضات السياسية ولا تستطيع "كسر الأدوات" بدون سبب، واعتمادها على "إسرائيل" اقتصاديًا وأمنًا كبير جدًا، وحمـــ اس تحاول السيطرة على الضفة الغربية، بدون مساعدة أمنية وتنسيق مع "إسرائيل"، سيجد محمود عباس صعوبة بالغة في درء ضغوط حمـــ اس.
من المتوقع أن يستغل رئيس السلطة الفلسطينية انعقاد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية لتثبيت مساعديه في المناصب الرئيسية في منظمة التحرير الفلسطينية، مما سيسهل عليه إحكام سيطرته على منظمة التحرير الفلسطينية: سيتم تعيين روحي فتوح رئيسًا لـ المجلس الوطني الفلسطيني، وسيعين حسين الشيخ عضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومسؤولًا عن المفاوضات مع "إسرائيل" بدلاً من صائب عريقات المتوفى، وسيحصل عزام الأحمد على فترة أخرى كعضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث يتمتع محمود عباس بأغلبية في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وسيصادق على هذه التعيينات دون أي مشكلة وبالتالي تعزيز مكانته.
وتقدر شخصيات بارزة في فتح أن المحصلة النهائية هي أن محمود عباس ليس لديه "أرانب في قبعته" ليظهرها في المؤتمر، على الرغم من تصريحاته في وسائل الإعلام، وأنه مهما كان هو أيضًا ما سيكون، فقد يقوم محمود عباس "بتحسين" بعض القرارات التي اتخذت في الماضي لإرسال رسالة تحذير إلى بايدن والحكومة الإسرائيلية، لكن في سن 86 لن يخوض أي مواجهة سياسية قد تقوض استقرار حكمه.