الجيش الإسرائيلي يتحول إلى استخدام أجهزة محاكاة تدريب جديدة سعيا منه لرفع مستوى المجندين
إسرائيل أوف تايمز

باستخدام أحدث جهاز محاكاة مع أدوات تحليل بيانات متطورة وغرفة مليئة بالشاشات وأجهزة العرض، يتجه الجيش الإسرائيلي نحو ما يأمل أن يكون طريقة أكثر دقة لتتبع تقدم القوات البرية أثناء مرورها بالأساسيات.

وقال متحدث باسم الجيش يوم الأربعاء الماضي، إن جهاز المحاكاة، الموجود في قاعدة تدريب لواء “ناحال” التابع للجيش الإسرائيلي في صحراء النقب، هو الأول من بين العديد من الأجهزة التي سيتم بناؤها في قواعد عسكرية في جميع أنحاء البلاد.

ستبدأ جميع وحدات المشاة في الجيش الإسرائيلي في استخدام أجهزة المحاكاة أثناء التدريب الأساسي بحلول نهاية عام 2022، وفقا للمتحدث العسكري. في حين أنه لن يحل محل التدريب الفعلي، إلا أنه يتم الترويج للتدريب من خلال أجهزة المحاكاة له على أنه طريقة أفضل لتعقب الجنود وإيجاد طرق لتحسين أداءهم.

تضم المنشأة خمس محطات يتناوب عليها الجنود خلال النهار، مما يسمح لهم بالتدريب على مجموعات متعددة من المهارات.

تسمح شاشة بزاوية 270 درجة لما يصل إلى أربعة جنود بالتمرين على التنسيق فيما بينهم؛ ويُمكِّن شارع محاكى فرقة من صقل قوتها النارية؛ ويتعقب نموذج شقة بدقة قدرات الاقتحام لدى الفريق؛ ويسجل جذع وهمي القوة البدنية للجندي؛ ويطور نطاق الرماية الفردي وقت رد الفعل والقدرة على التركيز.

يتم تزويد الجنود، المجهزين بمعداتهم التكتيكية المعتادة، بأساور ذكية تتعقب وتسجل بياناتهم أثناء تدريبهم في جهاز المحاكاة.

وقال النقيب أوروي غتر، قائد فرقة في كتبية المشاة 932 للتايمز أوف إسرائيل: “في الماضي، لم يكن لدينا أي وسيلة لتحليل ما إذا كان الجنود قد اقتحموا الغرفة بشكل صحيح”.

وأضاف: “الآن يمكنني أن أرى بالضبط أين يحتاج الجندي أو الفرقة إلى التحسين”.

تتكون الشقة، على سبيل المثال، من خمس غرف، كل منها مجهز بأجهزة عرض ذات إسقاط قصير جدا لعرض الأعداء، بالإضافة إلى أجهزة استشعار وكاميرات تسجل كيفية عمل الجنود. يمكن للقادة بعد ذلك إعادة تشغيل الدخول إلى غرفة من زوايا متعددة لتحليل أداء الجنود بالتفصيل.

بيانات أداء الجنود متاحة أيضا لهم للقيام بالمراجعة الخاصة بهم، للمقارنة مع متوسط فرقهم وكذلك مع بقية الكتيبة. يمكنهم أيضا رؤية الرسوم البيانية التي تظهر تحسنهم التدريجي خلال فترة التدريب التي تبلغ ثمانية أشهر.

طوال فترة تدريبهم الأساسية والمتقدمة، يقضي الجنود بضعة أيام في الأسبوع في جهاز المحاكاة، لرفع مستوى مهاراتهم الأساسية، حتى يصلوا إلى المستوى الذي حدده الجيش.

تم تطوير المنشأة من قبل شركة Bagira Systems، بالتعاون مع قسم التقنيات البرية في الجيش الإسرائيلي، تحت إشراف مديرية التقنيات واللوجستيات في الجيش.

وقال غتر إنه يعتقد أن جنوده يتحسنون بمعدل أسرع بكثير عندما يتمكنون من رؤية تقدمهم بصريا وفهم ما يحتاجون إلى العمل عليه بالضبط، وأنهم ينفذون بعد ذلك تلك المهارات بنجاح في الميدان.

وقال الملازم أول نير ليفي، الذي يشرف على تشغيل جهاز المحاكاة، إن منشأة تدريب المحاكاة المحوسب  أكثر أمانا من التدريبات التقليدية بالذخيرة الحية.

وقال ليفي: “في الميدان، يمكن للفريق إطلاق 500-600 رصاصة في اليوم، ولكن هنا أكثر من 2000 رصاصة. وخطر حدوث أي شيء لا يكاد يُذكر”.

تستخدم البنادق ذخيرة هوائية بدلا من الرصاص الفعلي، مما يحاكي شعور إطلاق النار من البندقية بأقل قدر من المخاطر.

وقال ليفي إن المعدات الجديدة التي يتم إدخالها إلى المنشأة ستسجل ما إذا كان الجنود يصيبون بعضهم البعض بطريق الخطأ بنيران صديقة خلال معارك مسلحة قريبة، وهو أمر كان مستحيلًا تقريبًا اكتشافه أثناء المناورات الاختبارية، بحسب ليفي.

وأشار ليفي أيضا إلى وفورات الكفاءة في التدريب عبر استخدام أجهزة المحاكاة: يمكن للجنود أن يتدربوا على سيناريوهات مختلفة وكل ذلك في يوم واحد، دون إضاعة الوقت في إجراء احتياطات السلامة الطويلة، والجولات التجريبية، وتحديد الأهداف، وإنزالها، على حد قوله.

لكن غتر شدد على أنه لا يوجد بديل حقيقي للتدريب الفعلي في الميدان، وشرح قائلا: “إنه تدريب مكمل للتدريب على حرب المدن في الهواء الطلق وميدان الرماية [الحقيقي] ومنفصل عنه”.




جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025