عيّن عباس مقربيه في مناصب عليا في منظمة التحرير

موقع  نيوز "1"

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات


كما كان متوقعا، حقق رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الليلة الماضية، انتصارا في المجلس المركزي، لمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث تمتع بأغلبية، وتمكن من تمرير تعيين مقربيه في مناصب رئيسية، في منظمة التحرير الفلسطينية، مما أدى إلى ترقيتهم إلى موقع أفضل بين الورثة.

تم انتخاب وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية، حسين الشيخ، عضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهو مسؤول عن إجراء مفاوضات مع "إسرائيل"، بدلاً من الدكتور صائب عريقات، الذي توفي بمرض الكورونا.


وانتُخب روحي فتوح، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والمساعد لمحمود عباس، رئيساً للمجلس الوطني الفلسطيني، بدلاً من سليم الزعنون، الذي استقال، فتوح تولى في عام 2005، منصب الرئيس المؤقت للسلطة الفلسطينية، لمدة 60 يومًا، بعد وفاة ياسر عرفات، حتى الانتخابات الرئاسية العامة التي انتخب فيها محمود عباس، لهذا المنصب، في عام 2008 ، تورط روحي فتوح في قضية تهريب الهواتف المحمولة، من الأردن، إلى الضفة الغربية عبر جسر اللنبي.


كما تم انتخاب مقربين آخرين لرئيس السلطة الفلسطينية، في مناصب مهمة في منظمة التحرير الفلسطينية: انتخب رمزي خوري، رئيسًا لمجلس إدارة الصندوق الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضوًا في اللجنة التنفيذية للمنظمة، كما تم تجديد تعيين عزام الأحمد، أحد مساعدي محمود عباس، عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.


انتخب محمد مصطفى، خلفا لحنان عشراوي، عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، استقالت عشراوي بعد أن رفض محمود عباس، تعيينها خلفا لصائب عريقات, في المفاوضات مع "إسرائيل", مفضلا مواليه حسين الشيخ, عليها, وحصل تنظيم الجبهة الديمقراطية, على تعويض من محمود عباس, بسبب امتناعه عن مقاطعة اجتماع المجلس المركزي, وانتخب مرشحه علي فيصل، في منصب نائب رئيس المجلس الوطني.


عارضت تسعة فصائل فلسطينية، انعقاد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، في الوقت الحاضر، انسحب "حزب الشعب"، وهو الحزب الشيوعي السابق، من مشاركته بعد اليوم الأول، من المناقشات، لكن محمود عباس، مسرور بإنجازاته وعزز سيطرته على التنظيم، وتمكن في خطته من تعيين جميع مقربيه، رغم معارضة تنظيمات فلسطينية.


كلمة محمود عباس


وألقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، كلمة متلفزة مسجلة في يوم افتتاح المؤتمر، يبدو أن الضغوط التي مارستها "إسرائيل"، والولايات المتحدة، على محمود عباس أثمرت، وامتنع عن قطع العلاقات مع "إسرائيل"، لإفساح المجال لاستئناف المفاوضات المستقبلية، وخلق "أفق سياسي".


كان خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، "معتدلاً" نسبياً، فقد أعاد رسم "الخطوط الحمراء" للفلسطينيين، وشدد رئيس السلطة الفلسطينية على أهمية اتفاقيات أوسلو، بالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي وقعها، موضحا أن "اتفاقيات أوسلو، كانت اتفاقية مؤقتة أعادتنا إلى الوطن"، موضحا أن "القدس وفلسطين، فوق كل شيء"، وشدد على أنه سيوضح لـ"إسرائيل" والولايات المتحدة، أنه بدون إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الخط 67، لن يتحقق السلام في المنطقة. 

وفي ضوء الانتقادات الشديدة، التي يتعرض لها من الفصائل الفلسطينية، بشأن الاتصالات مع "إسرائيل"، أشار رئيس السلطة الفلسطينية، إلى لقاءاته مع وزير الدفاع بني غانتس، وقال: "اتصالاتنا مع الجانب الإسرائيلي، ليست بديلاً عن حل سياسي مبني على الشرعية الدولية، ولا يمكن الاستمرار في تنفيذ الاتفاقات من جانب واحد ".


أوضح محمود عباس، بشكل لا لبس فيه أن الفلسطينيين، لن يوافقوا على الوجود العسكري للجيش الإسرائيلي، في الضفة الغربية، وسياسة الاستيطان، ويرى في "إسرائيل"، "دولة فصل عنصري" تضطهد الفلسطينيين، وأوضح: "لن نقبل استمرار الاحتــــ لال، وعاداته الاستعمارية, التي تكرس إرهاب الفصل العنصري, والمستوطنين".


قال رئيس السلطة الفلسطينية: إنه سيعيد النظر في جميع الخيارات الفلسطينية, "بما في ذلك العلاقات مع القوة المحـــ تلة", ملوحًا "بخيار الدولة الواحدة إذا استمر تقويض حل الدولتين"، مضيفًا: "لم يعد ممكنا السكوت على الوضع الراهن, وعلينا اتخاذ قرارات حاسمة للحفاظ على وجودنا في وطننا, من أجل القدس وفلسطين".

ودعا عباس، إلى سبل إنهاء احتـــ لال "الدولة الفلسطينية"، عاصمتها القدس الشرقية، وزيادة المقـــ اومة الشعبية السلمية، التي أصبحت الخيار الأساسي، وتوسيعها إلى حرب ضد أعمال المستوطنين. 


لكن في الوقت نفسه، شدد عباس، على أنه سيواصل العمل مع المجتمع الدولي، والتواصل من أجل سلام عادل وشامل، والعمل من أجل مؤتمر سلام دولي، وتوفير آلية دفاع دولية لشعبنا وبلدنا، في إطار تحت رعاية الرباعية الدولية، وفق قرارات الشرعية الدولية، ونعيد التأكيد على موقفنا المناهض للعنف والـ"إرهاب"، مهما كانت أصولها ".


كما جدد محمود عباس، التزامه بإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية وإجراء انتخابات في الضفة الغربية, تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية ليست جديدة، كما يبدو أنها تعكس القرارات المتوقعة في نهاية المؤتمر، بأن محمود عباس, لن "يكسر الأدوات", في العلاقات مع الولايات المتحدة و"إسرائيل".


وانتقدت التنظيمات المعارضة الفلسطينية الخطاب، حيث قال متحدثون, إنه كرر ما قاله في الماضي، وإنه سجل أشياء مسبقًا لتجنب الأخطاء، حتى لا يزعج "إسرائيل"، وإدارة بايدن. وقالت حمـــ اس، إن خطاب محمود عباس، أعاد تأكيد التزامه باتفاقات أوسلو، وحل الدولتين، والاعتراف بـ"إسرائيل"، كدولة ذات سيادة.


وقال المتحدث باسم حمـــ اس، عبد اللطيف القانوع، إن نتائج اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، لا تمثل العقيدة الوطنية الفلسطينية، وتتعارض مع تطلعات الشعب الفلسطيني، وتحدياته السياسية.


خلاصة القول، يشير رئيس السلطة الفلسطينية، لـ"إسرائيل"، والولايات المتحدة، والمجتمع الدولي، في خطابه والتعيينات التي أجراها في المجلس المركزي، إلى أنه يتطلع إلى مواصلة المحادثات مع "إسرائيل"، وأنه على الرغم من رفض حكومة بينيت, استئناف المفاوضات معه، فهو لا ينوي وقف الاتصالات مع كبار المسؤولين في "إسرائيل", حتى ينجح في إحداث شرخ في الموضوع السياسي.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023