فتح بين المركزي وشهداء نابلس

د. ناصر ناصر

كاتب وباحث سياسي

بقلم: ناصر ناصر  

8-2-2022
​​​​​​​

قد يكون من محاسن التوافقات تزامن استشهاد مناضلين من حركة فتح في مدينة نابلس على ايدي قوات الاحتلال الغاشم وهم: أشرف المبسلط، أدهم مبروكة "الشيشاني"، ومحمد الدخيل، وانعقاد المجلس المركزي في ظل استمرار التعاون الأمني بين الاحتلال -والذي كان من ثماره في الغالب استشهاد هؤلاء الثلاثة، وفي ظل احتدام التنافس أو على الأقل توزيع الكراسي والمناصب بين اللاهثين خلفها دون أفق أو برنامج وطني وسياسي، الأمر الذي يعكس حالة التناقض الهائل الذي تعيشه إحدى أكبر حركات التحرر في العالم وصاحبة التاريخ النضالي الفلسطيني العريق وهي حركة فتح.

إن من اللافت والمقدر وطنياً لكثير من مناضلي حركة فتح أنهم لم يتأثروا أو يتراجعوا عن مبادئ الثورة الفلسطينية رغم تراجع وتنازل القيادة العليا لهم، الأمر الذي قد يبشر بتزايد وتعاظم ظاهرة المواجهة التي يقودها أبناء فتح ضد الاحتلال بعكس مصالح القيادة الضيقة.

ويبقى السؤال مفتوحاً، هل تتمكن هذه الظاهرة من قلب الموازين وإعادة بوصلة فتح إلى طبيعتها النضالية أم أنها ستبقى ظاهرة محدودة التأثير ويمكن لقيادات التنسيق الأمني داخل الحركة من التعامل معها والسيطرة عليها؟

أما المؤكد، فهو مساهمة دماء الشهداء والجرحى وبطولات الأسرى في تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في القواعد التنظيمية على أقل تقدير، وفي تعزيز نهج المقاومة ضد الاحتلال وقد تكون الشعارات التي هتف بها المتظاهرون المشيعون في نابلس  والتي تقول :"الانتقام ..الانتقام يا سرايا ويا قسام "مؤشرٌ ودليل على ذلك.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023