"كتائب شهـــــ داء الأقصى" تهديد للسلطة الفلسطينية و "إسرائيل"

موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات



في الضفة الغربية، والقدس الشرقية، أُعلن إضراب عام اليوم، حدادا على استشهـــ اد ثلاثة شبان من كتائب شهـــ داء الأقصى، التابعة لحركة فتح، الذين قُتلوا أمس، في نابلس، في عملية خاصة نفذها الشاباك والجيش الإسرائيلي، وقد وصف المسؤولون الأمنيون الثلاثة بأنهم "قنبلة موقوتة"، وكانوا في طريقهم لتنفيذ هجوم على هدف إسرائيلي، حيث نفذوا خلال الأسبوعين الماضيين 5 عمليات إطلاق نار، على الجيش الإسرائيلي في منطقة نابلس.



وشهدت الليلة الماضية، مظاهرات في عدة أماكن بالضفة الغربية، احتجاجا على اغتيال الشبان الثلاثة في نابلس، كان اغتيال الشبان الثلاثة عملية دقيقة، ويشير إلى مستوى عالٍ من الاستخبارات والتنفيذ، كما أنهم مطلوبون من قبل قوى الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، لكنهم رفضوا الاستسلام أو وقف الهجمات، دون مساعدة السلطة الفلسطينية.



وتزعم كتائب شهــــ داء الأقصى أن الاغتيال "إعدام"، مخطط له سلفا نتيجة تعاون أمني بين "إسرائيل" والسلطة، وتعد بالانتقام لاستشهــــ اد الشبان الثلاثة، "الدم بالدم".



يأخذ مسؤولو الأمن الإسرائيليون، هذه التهديدات على محمل الجد، وقد رد الجيش الإسرائيلي على التصعيد الأمني ​​والأعمال الانتقامية، ضد جنود الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، إن السلطة الفلسطينية قلقة للغاية من التصعيد في الضفة الغربية، وأدانت الحكومة الفلسطينية مقتل الشبان الثلاثة، ودعت إلى إجراء تحقيق دولي في ملابسات وفاتهم.



فقدان سيطرة السلطة الفلسطينية



إن عودة كتائب شهـــ داء الأقصى، إلى النشاط في منطقة نابلس، هو مؤشر آخر على خسارة السلطة الفلسطينية للسيطرة في الضفة الغربية, عادت الحرب العشائرية إلى الظهور في الأيام الأخيرة، في مدينة الخليل، بين عشيرتي الجعبري والعويوي، والتي استمرت لأكثر من عام، في إطار تبادل النيران الحية، وإحراق المحال التجارية، والممتلكات بين العشيرتين، فقدت السلطة الفلسطينية السيطرة الأمنية بالكامل، في الجزء الفلسطيني من المدينة، وتبتعد قواتها الأمنية عن بؤر المواجهات والاحتكاكات العنيفة.



وفي منطقة جنين أيضًا، لا تستطيع السلطة السيطرة على ظاهرة المسلحين، في مدينة جنين، وفي المخيم المجاور لها، هناك مجموعات مسلحة فاعلة من فتح، وحمـــ اس، والجهـــ اد الإسلامي، تقوم بتنفيذ هجمات ضد قوات السلطة الفلسطينية، والجيش الإسرائيلي.



كتائب شهـــ داء الأقصى، تعود إلى صدارة المسرح الفلسطيني، بينما معركة السلطة الفلسطينية على الخلافة على قدم وساق، وفي رام الله، ينعقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث ينجح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في ترقية مقربيه إلى مناصب رئيسية في التنظيم، وبذلك الإشارة الى حسين الشيخ، خليفة محتملاً له.



كتائب شهــ داء الأقصى، تعود إلى الوعي الفلسطين ، فقد كانت الذراع العسكري لحركة فتح خلال الانتفاضة الثانية, وأمر مروان البرغوثي، الذي يقضي عقوبة بالسجن المؤبد 5 في سجون الاحتـــ لال، بقتل إسرائيليين خلال الانتفاضة.



ويقدر مسؤولو فتح أن عودة كتائب شهـــ داء الأقصى، إلى العمليات ضد "إسرائيل"، ستعزز مكانة مروان البرغوثي، في ​​معركة الخلافة، والبرغوثي، هو العدو اللدود لمحمود عباس، وحسين الشيخ، وماجد فرج، المسؤول عن جهاز المخابرات العامة في الضفة الغربية، مصلحة واضحة في القضاء على أنشطة هذه المجموعة، وعدم السماح لها برفع رأسها وتقويتها.



وتشعر السلطة الفلسطينية بالقلق إزاء التطورات، وتستغل حمــــ اس والجهــــ اد الإسلامي، اغتيال الشبان الثلاثة، لإظهار التضامن الوطني وصفع السلطة الفلسطينية لتعاونها الأمني ​​مع "إسرائيل"، زعيم الجهـــ اد الإسلامي البارز ماهر الأخرس، يقول أن الشبان الثلاثة الذين قتلوا في نابلس، تعرضوا للملاحقة حتى اللحظة الأخيرة، من قبل كل من السلطة الفلسطينية و"إسرائيل"، وقال إن أحد الشبان المقتولين، آدم مبروك، كان محتجز لمدة عام ونصف، في سجن تابع للسلطة الفلسطينية في أريحا.



تزعم حمـــ اس، أن عملية الاغتيال في نابلس، جاءت نتيجة لقاء بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ووزير الدفاع بني غانتس قبل 42 يومًا، وهو لقاء شارك فيه أيضًا حسين الشيخ، وماجد فرج، كما تدعي حمـــ اس، أنه خلال عملية الاغتيال في وسط نابلس، غاب أفراد أمن السلطة الفلسطينية عن مكان الحادث، مما يشير إلى وجود تنسيق بينهم، وبين جهاز الأمن العام الإسرائيلي.



يقول أحد الأشخاص المحسوبين على تيار محمد دحلان، المنافس اللدود الآخر لمحور عباس الشيخ فرج، إن اغتيال الشبان الثلاثة في نابلس، هو مؤشر آخر على أن السلطة الفلسطينية، فقدت شرعيتها لدى الجمهور الفلسطيني.



وبحسبه، ربما تكون حادثة نابلس، قد أشعلت موجة عفوية من المواجهات، كما كانت في عام 1987، في بداية الانتفاضة الأولى بعد أن دهست سيارة إسرائيلية، عاملين في مخيم جباليا للاجئين، في قطاع غزة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023