مركز القدس للشؤون العامة والدولة
المقدم مايكل سيغال
ترجمة حضارات
10 فبراير 2022
بالتوازي مع الجولة الثامنة من المحادثات النووية في فيينا، ومع وجود تهديد ضمني لـ"إسرائيل"، كشفت إيران، كجزء من أحداث الذكرى 43 لتأسيس الجمهورية الإسلامية، عن خطة استراتيجية جديدة طويلة الأمد لـ- "صاروخ" أرضي "خيبر شيكان"، وهو "إنجاز استراتيجي"، ويمكنه إصابة أهداف بعيدة المدى بدقة.
عرضت الصحافة الإيرانية (10 شباط) الصاروخ الجديد وقدراته، وكتبت صحيفة كيهان، التي تعكس رأي الزعيم الإيراني، أن "مدى تغطية الصاروخ يغطي أراضي "إسرائيل"، والقواعد الأمريكية في المنطقة".
مدينة خيبر في شبه الجزيرة العربية، ذات أهمية كبيرة في تاريخ الإسلام، اشتهرت بتحصيناتها، وقد غزاها جيش النبي محمد، عليه السلام (628 ه) من اليهود في بداية الإسلام، في الذاكرة التاريخية للإسلام، التي تحاول إيران، الآن إحيائها وتسخيرها لمحاربة "إسرائيل"، أصبح فتح المدينة رمزًا للخضوع، الذي أخضعه النبي محمد عليه السلام يهود المدينة المنورة، يستخدم المسلمون أحيانًا غزو المدينة، لوصف "النصر الذي سيأتي على اليهود، (خيبر خيبر يهود جيش محمد سوف يعود، خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود).
بعد نشر الصاروخ الجديد على مواقع التواصل الاجتماعي الإيرانية، ظهرت تسجيلات لمعركة خيبر، (في الصورة ترى السيف ذو النصلتين "ذوو الفقار"، الذي استخدمه محمد عليه السلام، وعلي في معارك الإسلام المبكرة، فقار هو أيضًا اسم الصواريخ الباليستية الإيرانية، وادعى الحوثيون أنهم أطلقوا صواريخ ذو الفقار، في هجماتهم الأخيرة على الإمارات العربية المتحدة.
كشف رئيس أركان حرب القوات المسلحة محمد بكري، والأمير علي حاج زاده قائد سلاح الجو والفضاء التابع للحرس الثوري، عن الصاروخ في (9 فبراير)، خلال زيارة لأحد قواعظ صواريخ أرض- أرض للحرس الثوري.
وأشارت وكالة أنباء فارس، التابعة للحرس الثوري، إلى أن الصاروخ له "ميزات فريدة"، وهو الجيل الثالث من الصواريخ بعيدة المدى بحوزة الحرس الثوري، ويمكنه إصابة الأهداف بدقة وبسرعة عالية، لمسافة 1450 كم، تم تصميم الصاروخ وبناؤه بواسطة علماء سلاح الجو من الحرس الثوري، وبحسب التقرير، فإن الصاروخ يعمل بالوقود الصلب وفي مرحلة المناورة النهائية نحو الهدف، لديه القدرة على "تجاوز أنظمة الدفاع الجوي"، وبحسب التقرير، فقد انخفض وزن الصاروخ بمقدار الثلث، مقارنة بنماذج الصواريخ السابقة واختصر وقت إعداده وإطلاقه، إلى سدس وقت التحضير لإطلاق النماذج السابقة.
كما شدد البكري خلال الكشف عن الصاروخ، على أن إيران، ستستمر في تحديث قوتها الصاروخية من الناحيتين الكمية والنوعية، لتواجه "المهاجمين والغطرسة العالمية (الولايات المتحدة)، والميول الانتحارية".
ووصف أعداء إيران، بأنهم "مهرجون للولايات المتحدة و"إسرائيل"، وقال إنه يتعين على إيران، تعزيز قوتها الرادعة والحفاظ عليها، من أجل أن تكون ديناميكية، وليست متجمدة في حذرها.
صواريخ وطائرات مسيرة موجهة الى مفاعل ديمونة
خلال شهر كانون الأول (ديسمبر) 2021، صرحت إيران، أن مفاعل ديمونة، هدف "مفضل" للرد إذا قصفت "إسرائيل"، منشآتها النووية، وفي هذا السياق، أجرى الحرس الثوري في 24 ديسمبر 2021، محاكاة، عرض فيها نموذج المفاعل في ديمونة، لهجوم بصواريخ باليستية، وطائرات مسيرة مسلحة، ضمن ملخص تمرين الرسول الأعظم 17.
بعد ذلك بوقت قصير، نشرت وكالة أنباء فارس، المقربة من الحرس الثوري، مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، سُمع فيه بكري، وهو يناقش صواريخ أصابت نموذج المفاعل، الذي يزعم البكري، أنه بني وفق نموذج 1: 1، وزعم أن التمرين استخدم 16 صاروخا، وعددا من الطائرات بدون طيار، وأن "هذا ليس عرضا، بل محاكاة كاملة لموقف حقيقي، وأضاف أن الإطلاق المتزامن لمجموعة متنوعة من الأسلحة، يمكن أن يضر بفعالية نظام القبة الحديدية، ويعترضها جميعًا.
وتجدر الإشارة إلى أنه خلال جولة القتال الاخيرة، ساعدت إيران حمـــ اس، في تحليل عمل نظام القبة الحديدية بشتى الطرق، في محاولة لإيجاد طرق لاختراقها، في إطار استعداداتها للتحرك ضد "إسرائيل"، إذا قررت مهاجمة المنشآت النووية.
إيران: لن نتنازل عن برنامج الصواريخ
ويبدو أن الإعلان عن الصاروخ الجديد وقدرتها على "تجاوز أنظمة الدفاع الجوي"، وعلاقته التاريخية باليهود و"إسرائيل"، هو جزء من حملة إيرانية واعية في الداخل والخارج نحو احتمال المواجهة المحتملة مع "إسرائيل"، بما في ذلك تجارب محركات الصواريخ لقاذفات الأقمار الصناعية، والكشف الأخير لأنظمة الدفاع الجوي وصواريخ جديدة، وإطلاق صواريخ حوثية من اليمن، ومليشيات موالية لإيران في العراق، "ألوية الوعد الحق"، تجاه الإمارات العربية المتحدة، من الرسائل التي ترسلها إيران، إلى المشاركين في المفاوضات في فيينا، إيران، تلمح أكثر إلى أنها لن تكون على استعداد، لإجراء أي صلة بين التطوير المستمر لصناعة الصواريخ، بما في ذلك الصواريخ الباليستية، وإمكانية عودة الولايات المتحدة، إلى الاتفاقية النووية.
"إيران اتخذت قرارها السياسي النهائي" بشأن الاتفاق النووي
في غضون ذلك، بالتوازي مع استئناف محادثات فيينا، بين إيران، والقوى المتبقية في الاتفاق النووي، وبحضور الوفد الأمريكي بقيادة روبرت مالي، بشكل غير مباشر، قال مصدر مقرب من فريق التفاوض الإيراني الإيراني، لوكالة أنباء تسنيم التابعة للحرس الثوري الإيراني، إن طهران، "اتخذت بالفعل قرارها السياسي، والعقبة الرئيسية تتمثل في عدم اتخاذ القرار السياسي من قبل الولايات المتحدة"، مضيفة أن واشنطن، "يجب أن تشعر بالقلق عن ضياع الفرصة".
وفي وقت سابق، غرد علي شمخاني، سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني، أن "الإدارة الأمريكية الحالية، تواصل اتباع سياسة الضغط الأقصى على إيران، والتي كانت تمارس في عهد دونالد ترامب, لكن بينما فشل ترامب, في تحقيق ما كان يرجوه من خلال التنمر والآن تسعى الإدارة الحالية جاهدة، لتحقيق نفس الأهداف من خلال تقديم وعود دون تغطية، وأضاف شمخاني، أنه "ما دامت واشنطن، لا تخرج من الأوهام الموجودة، فان (نجاح) محادثات فيينا، لن تكون متاحة.
قال علي خامنئي، المرشد الأعلى للنظام الإيراني، في خطاب (8.2)، لكبار المسؤولين في القوات الجوية الإيرانية، على شرف الذكرى 43 للإطاحة بسلالة بهلوي، وتأسيس النظام الإسلامي، أنه كالماضي، "حتى اليوم حسابات الأمريكيين تجاه إيران، والشعب الإيراني، خاطئة، والأمريكيون يتعرضون للضرب من أماكن لا يتصورونها".
وأضاف خامنئي، أن أخطاء أمريكا، نابعة من سوء تقدير الرؤساء الأمريكيين، فقد رأيت الرئيس السابق (دونالد ترامب)، والرئيس الحالي (جو بايدن)، الذين كادوا أن يتكاتفوا في أفعالهم، للقضاء على ما تبقى من شرف الولايات المتحدة الأمريكية.