بقلم: ناصر ناصر
11/02/2022
يبدو بأن سلطة السجون "الشاباص"، قد قبلت هذه المرة بتوصية جهاز المخابرات "الشاباك"، للجنة أردان القمعية في بداية يناير 2019، والتي أكدت حينها بضرورة اتخاذ إجراءات للتضييق على الأسرى، ولكن بشكل متدرج وبالتقسيط، وليس دفعة واحدة لمنع انفجار الأوضاع داخل السجون، كما حدث في 2019، فها هي إدارة السجون، وعلى خلفية محاولة التعويض عن فشلها، في منع هروب جلبوع في أيلول 2021، تتخذ القرار تلو القرار في التضحية للتضيق على الأسرى، دون مبررات منطقية ومعقولة، كنقل الأسرى المؤبدات بإستمرار، وتكثيف نقل أسرى "السغاف"، "الخطيرون من حيث الهروب" كل أربعة أشهر، في غرفة ثم قرار تقليص مدة الفورة، وعدد الأسرى فيها، مما يعطل الكثير من حياة الأسرى داخل السجن، ويؤثر على نظام حياتهم الرئيس، وعليه بدء الأسرى باتخاذ الخطوات المضادة.
إنّ الخطوات التي اتخذها الأسرى، ضد القرارات التعسفية لسلطة السجون، لم تنجح حتى الآن في اسقاطها، ولكنها نجحت في أمرين إثنين.
الأول: إعاقة بعضها والتخفيف من إندفاعته، من خلال إحتوائه، أو حتى الموافقة على الجزء المحتمل منه، وتلك حكمة من الأسرى واضحة، فهم يدركون أنهم في أسر وقهر، وأحياناً قد يضطرون للإنحناء للعاصفة.
الأمر الثاني: تثبيت رفض الأسرى القاطع لقرارات سلطة السجون، والتجهيز لخطوة كبيرة في الأسر في الأسابيع القادمة، على أساس النفس الطويل، والانتظار الإيجابي لمعرفة الخطوات المتوقعة من إدارة السجون، وتحديداً بعد اتخاذ اللجنة التي شُكلت بعد هرب جلبوع، قرارتها النهائية والمتوقعة ضد الأسرى، وذلك من أجل مواجهة هذه الخطوات دفعة واحدة في خطوة إستراتيجية، قد تتم كخاتمة للخطوات التكتيكية التي تجري حالياً، والتجربة مع سلطة السجون بإنها لا تستوعب التراجع بخطوات تكتيكية أو بالإشارات، إنما بقرارات إستراتيجية، كالإضراب عن الطعام وغيره.
الأمر الثالث: هجمة سلطة السجون، التي مست بكافة الأسرى بدون استثناء إضافة لعوامل داخلية أخرى, أسهمت بوضوح في توحيد صفوف الأسرى, في مواجهة سلطة السجون، حيث تقود هذه الخطوات لجنة وطنية, تضم كافة الفصائل الفلسطينية، بشكل قد يكون لم يسبق له مثيل، مما يعني مشاركة كافة الأسرى، وفي كافة الأقسام في السجون لمواجهة القرارات التعسفية لسلطة السجون، الأمر الذي يعزز فعالية ونجاعة هذه الخطوات، ويبشر بالمزيد من التعاون والوحدة الوطنية، داخل سجون الأسر.
إن سياسة استنزاف الأسرى، لا تقل خطورة عن سياسات الحسم لدى سلطة السجون، فهي تراهن على انقطاع نفس الأسرى الطويل، وتتوهم أنها قد تحتوي أو قد تُضعف تضامن الشعب الفلسطيني، ومقـــ اومته الباسلة مع الأسرى في معركتهم، وقد باشر الأسرى باتخاذ سلسة من الخطوات المضادة، والتي من المتوقع أن تستنزف سلطة السجون من خلال زيادة العبء عليهم، وإتعابهم واستنزافهم ومنعهم من الإجازات المقدسة بالنسبة إليهم، فخطوات باتجاه حل التنظيم، وعدم التعاون أثناء الفحص اليومي، وقد يبدو أنّ سلطة السجون، يراهنون على سراب، فصبرُ الأسرى عالٍ واستعدادهم للعمل والتضحية لا يقارن بأحد، كما أن شعبنا واعٍ ومتمسك بدعم أسراه، ونصرتهم في محنتهم.