موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
في منطقة إدلب شمال غربي سوريا، حيث قُتل في 3 شباط / فبراير، أثناء عملية عسكرية أميركية، بدأ زعيم تنظيم داعش أبو إبراهيم الهاشمي القرشي المعروف باسم عبد الله كردش، بدأ تبادل الاتهامات بين التنظيمات السلفية؛ لأن أحدها أبلغ الولايات المتحدة بمكان وجود زعيم داعش، بسبب التنافس الداخلي بينها والرغبة في تصفية الحسابات.
ووجهت أصابع الاتهام إلى تنظيم "هيئة تحرير الشام" وزعيمه أبو محمد الجولاني، الذي يحكم المنطقة، بدعوى أنه فعل ذلك لتقديم ما يسمى بالصورة الجديدة، على أنه "زعيم سني معتدل". واستبعاد نفسه من قائمة "الإرهاب" لمجلس الأمن الدولي.
سارعت منظمة الجولاني إلى إصدار بيان قال فيه إنه لم يكن على علم بتواجد زعيم داعش في المنطقة وأن "مسؤولية أمن المنطقة تقع على عاتق السلطات المحلية "، ألقى باللوم على نظام بشار الأسد فيما حدث ووعد بمواصلة محاربة نظامه "الإرهابي".
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن تنظيم "هيئة تحرير الشام" يقاتل في الأشهر الأخيرة في هذه المنطقة ضد سلفيين مسلحين مرتبطين بداعش، لا سيما في ريف إدلب الجنوبي. السلفيون في المنطقة لا يقبلون الإنكار، ويسخرون من إعلان تنظيم "هيئة تحرير الشام" الذي وصل متأخراً، بعد أربعة أيام فقط على مقتل زعيم داعش، وامتنعوا من التطرق الى مقتل عدد من الأطفال خلال عملية الإنزال الأمريكية.
ويرى السلفيون أن الإعلان مليء بـ «الكذب والخداع» ومحاولة من «هيئة تحرير الشام» للانفتاح أكثر على الغرب وفي نفس الوقت محاولة من أبو محمد الجولاني لقبوله كحاكم لإدلب، ولا يستبعدون احتمال أن يكون أبو محمد الجولاني هو الذي خان وبلغ عن مكان وجود زعيم داعش للمخابرات الأمريكية من أجل فتح قنوات اتصال مع التحالف الدولي لمحاربة داعش، وتتهم هيئة تحرير الشام بقتال المجاهدين والدفاع عن الدوريات الروسية على المحور؛ لذا فمن الطبيعي أن تحمي العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة.
من المحتمل أن يكون تنظيم "هيئة تحرير الشام" قد فضل تسليم مكان وجود زعيم داعش إلى الولايات المتحدة بدلاً من القضاء عليه بنفسه تفادياً لهجمات انتقامية من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي لديه فرق وخلايا منتشرة في محيط إدلب، والتي يمكن أن يقوض سلطتها. أبو محمد الجولاني يقدم نفسه منذ بداية العام على أنه "قائد إنساني" يهتم بمعاناة النازحين ويعالج مشاكل الفقر والبطالة؛ بينما ينفي أبو محمد الجولاني مزاعم بأنه نسق مع القوات الأمريكية لاغتيال زعيم داعش، أفادت صحيفة الأخبار اللبنانية في 9 شباط/ فبراير من مصادر جهادية أن الجولاني كان يقود مقاتليه قبل حوالي نصف ساعة من مقتل زعيم داعش.
وهبطت القوات الأمريكية لعدم محاولة اعتراض أو إصابة أي طائرات أو مروحيات في تلك الليلة، وقال لهم "الطائرات تابعة لقوات الحلفاء". ونفت مصادر أمريكية المزاعم الواردة في بيان صدر يوم الجمعة جاء فيه أن "مزاعم مماثلة لا أساس لها تتعلق باستخبارات داعش صدرت أكثر من مرة.
بعد ثلاثة أيام من اغتيال زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، ظهر أبو محمد الجولاني في حفل تكريمي لعدد من القيادات الميدانية في تنظيمه وأعلن عن بدء "مرحلة جديدة". حاول تقديم نفسه كقائد ذي مصداقية يمكن لقوات التحالف الدولي والقوى الإقليمية الاعتماد عليه والتعاون معه.
من سيكون زعيم داعش القادم؟
ولم يعلن تنظيم داعش رسميًا حتى الآن عن مقتل زعيم التنظيم أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، وهو مستمر في التصرف وكأن شيئًا لم يحدث ويتجاهل ما ينشر في وسائل الإعلام العربية والدولية.
الرأي السائد في العالم العربي هو أن الزعيم القادم لداعش سيأتي من الدائرة الصغيرة للمقاتلين العراقيين، الذين عملوا في الساحة بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
ورد في هذا السياق أربعة أسماء: "أبو خديجة" الذي كان قائد تنظيم داعش في العراق، و "أبو مسلم" زعيم تنظيم داعش في محافظة الأنبار في العراق "، وأبو صالح" أحد كبار قادة داعش المقربين من أبو بكر البغدادي، وعبدالله كرداش و "أبو ياسر العيساوي" الذي لم يتضح ما إذا كان على قيد الحياة لأن الجيش العراقي والتحالف الدولي أعلنا مقتله في قصف جوي في كانون الثاني (يناير) 2021.
ذكرت بعض وسائل التواصل الاجتماعي أن اسم "أبو الحسن الهاشمي القرشي" هو الزعيم الجديد لداعش، لكن لا يوجد تأكيد لهذه المعلومة من أي مصدر آخر.
على أي حال، سيتعين على داعش أن تتعافى من الضربة الكبيرة التي تلقتها بعد وفاة زعيمها، ومن المقرر أن ينتخب مجلس شورى التنظيم زعيمًا جديدًا، وقد يغير مسار عمل أبو إبراهيم الهاشمي القرشي إضفاء اللامركزية على التنظيم والعودة إلى النظام المركزي.
الأمريكيون مسرورون بمقتل زعيم داعش ويرون أنه نجاح لسياستهم في القضاء على قادة "الإرهاب" عن بعد، بأقل عدد من الضحايا، الآن يحاولون تحديد مواقع المزيد من قادة داعش "الإرهابيين" والقضاء عليهم بشكل أساسي في أفغانستان وأفريقيا.
في نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمكان وجود سنو الله جعفري، زعيم داعش في خرسان بأفغانستان.