بقلم: ناصر ناصر
13-2-2022
بعدما نجح السيد أبو مازن، ودائرته الضيقة في تحقيق خطوة هامة، نحو ترتيب القيادة الفلسطينية، في المجلس المركزي والتنفيذية وغيرها، وفق رغباتهم وأهوائهم وتبعاً لسياساتهم الحالية والمرفوضة، من قبل الغالبية الساحقة من أبناء الشعب الفلسطيني، والذي يطالب بانتخابات حرة ونزيهة لكافة المؤسسات الوطنية، "بعد هذا النجاح المخجل"، جاءت دعوات حسين الشيخ "للحوار" لحماية المشروع الوطني، ولكن دون أي معنى أو جدية أو مصداقية، ولولا أنه قد أصبح ممثلاً متخيلاً على الأقل، لإحدى أكبر حركات التحرر الوطني في العالم، وهي فتح، لمّا تطرق أحدٌ لهذه الدعوة الخداعة، فما معني تصريحات أو دعوة حسين الشيخ للحوار؟
الدلالة الأولى: دعوة الحوار المضلل، هي دلالة شخصية، وتأتي مرة أخرى فى إطار ترتيبات المشهد الفلسطيني، فيما بعد أبو مازن، فهي دعوة بعيدة عن المصلحة الوطنية، التي غدت في عهد أبو مازن، مطية تستخدمها القيادة الحالية لتسويق قراراتها الخاطئة، فدعوة حسين الشيخ، هي اندفاعة أخرى لتثبيت مكانته كأحد أهم الشخصيات، التي سترث جزءً مهماً من إرث أبو مازن، وقد يكون منظمة التحرير، أو السلطة الفلسطينية، ومن المستبعد أن تكون مركزية فتح، فالرجل يحظى بما لا يتمتع به غيره، فهو المرشح المفضل وفق تقارير إسرائيلية كثيرة لـ "إسرائيل" وأمريكا، إضافة للسيد ماجد فرج، وذلك بعكس كل من يرفع شعار وبرامج المقـ ــاومة، كمروان البرغوثي وغيره، من قادة فتح، والذين يتمتعون بتأييد شعبي واسع، لا تتمتع به مجموعة الشيخ -فرج.
الدلالة الثانية: إن اندفاعة الشيخ، وترتيبات أبو مازن، المستمرة تؤكد إسقاط هذه المجموعة القيادية، للخيار الديمقراطي أو التوافق الوطني داخل فتح، وفي أوساط الشعب الفلسطيني، فلم تعد هناك قيمة تذكر لرأي الجماهير والقواعد، فهم يفرضون الحقائق على الأرض ثم يزعمون "الحوار"، وهل موضوع ترتيب القيادة هو قضية خارجة عن قضايا الحوار الوطني؟ وهل احترمت هذه المجموعة الحوارات السابقة أو نفذّت مخرجاتها أصلاً؟
هذه هي سياسة القيادة الحالية والمستقبلية، على ما يبدو للشعب الفلسطيني، لا للديمقراطية لا للتوافق الوطني، ونعم للتفرد وفرض الحقائق على الأرض، ونعم للتعاون مع الاحتـ ــلال، ولنرفع شعار "الحوار والوحدة والمقـ ــاومة"، حتى يوم الدين ، "هذا هو لسان حال هذه القيادة".
الدلالة الثالثة: وتتعلق بالموقف المطلوب من غالبية أبناء الشعب الفلسطيني، وقواه وفصائله الحية والوطنية، وتعني ضرورة توحد هذه القوى في إئتلاف وطني واسع، يهدف لإعادة الأمور إلى نصابها، وتعزيز الديمقراطية والتوافق الوطني، ومواجهة سياسة الاستمرار في اختطاف مؤسسات الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك من خلال برنامج وطني وميداني يعتمد تعزيز المقـ ــاومة بكافة أشكالها، "لإجبار " الفئة الحاكمة والمتسلطة داخل فتح والمنظمة، للرضوخ لمطالب الشعب الفلسطيني "بالديمقراطية والتوافق الوطني"، وشعبنا قادر على تحقيق هذه الأهداف، ولن يخشَ المثبطين أو المرجفين، أو حتى المتآمرين، من أجل استمرار وضع الاعوجاج الحالي.
وأخيراً، فإنّ الفائدة الوحيدة من دعوة الشيخ للحوار، هي تعزيز الرؤية الوطنية، والتي كانت سائدة قبل هذه التصريحات، والقائمة على الدلالات السياسة الثلاثة السالفة الذكر، وهي: استخدام القضية الفلسطينية لمصالح شخصية ضيقة، سياسة فرض الأمر الواقع على شعبنا، من قبل قيادته المتسلطة، وثالثاً الإسقاط النهائي لمعاني الديمقراطية والتوافق الوطني، من قبل المجموعة الحاكمة من حول السيد أبو مازن، مما يعزز ضرورة تشكيل إئتلاف وطني، لمواجهة هذه المخاطر، والتي تمر بها القضية الوطنية الفلسطينية.