أحرار رغم القيد

يحيى حاج حمد

أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية

بقلم: يحيى الحج حمد

 14/02/2022


برز دور الأسرى الفلسطينيين، قبل اعتقالهم من قبل قوات الاحتلال الصهيــ ـوني، كقادة ومؤثرين وفاعلين في الساحة الفلسطينية، وخصوصاً في الحركات الشعبية والوطنية، وخلال الثورات والهبات والانتفاضات، التي قام بها ضد الاحتــ ـلال الإسرائيلي، إلا أنه وبعد اعتقالهم لم يبرح المحــ ـتل الصهــ ـيوني، عن اتباع الممارسات الممنهجة من أجل تغييب الأسرى عن الواقع، وإضعاف تأثيرهم وفاعليتهم، التي كانوا يحظون بها، ولعل أهم الأساليب المتبعة لذلك، الممارسات التنكيلية والهجوم البربري المستمر والمتواصل، على الأسرى داخل مهاجعهم، والتي لا تكاد تتوقف يوماً واحداً، وأيضاً ملاحقته ومنعه لأي وسيلة اتصال توصل الأسير للعالم الخارجي، وكل هذا كي يكسر إرادتهم، ويثبّط عزائمهم، ويقطعهم عن قضيتهم، ويفصلهم عن الكل الفلسطيني.

وقد دعم هذه المخططات صمت المؤسسات والمنظمات الدولية، التي تدّعي حمايتها لحقوق الإنسان، وأيضاً ضعف الدور الفلسطيني الرسمي والفصائلي والشعبي، في مجابهة ممارسات الاحتــ ـلال الوحشية ضد الأسرى، مما فاقم معاناتهم وآلامهم، ومع كل هذه المعطيات، ورغم كافة الظروف الصعبة استطاع الأسرى الفلسطينيون، بإصرارهم وعزيمتهم وإيمانهم المطلق بعدالة قضيتهم، أن يخترقوا الجدران و القضبان، وأن يردوا المكائد والمؤامرات، ويقوموا من داخل السجون، بل ومن داخل الغرف الضيقة والمراقبة، من خلال الوسائل البسيطة والبدائية، أن يعيد تفعيل المؤسسات والمنظمات الحقوقية والجهات الرسمية والوطنية، وأن يوجهوا عدسات الإعلام، وأقلام الكتاّب والصحفيين نحو قضاياهم الإنسانية العادلة، كقضية الأسرى الاداريين، والأسرى الأطفال، والمؤبدات، وأخيراً حملة التضامن مع الأسرى المرضى، والتي بدأت يوم الاحد 13/02/2022، تحت عنوان "الحياة حق".


إن الناظر إلى هذا الحال يرى أمرين:

الأول: مدى قوة الإرادة والعزيمة، التي يتمتع بها الأسير الفلسطيني.

والثاني: وفي المقابل مقدار الترهل والضعف، الذي أصاب بعض المؤسسات والمنظمات، والجهات الحقوقية الرسمية والوطنية، فإلى متى سيبقى الأسير الفلسطيني، داخل السجون الصهيــ ـونية، والذي يعاني الحرمان من أبسط حقوقه الإنسانية، يدفع ثمن تقصير المؤسسات الحقوقية والصمت الدولي، المدعين دفاعهم عن حقوق الانسان؟

ومتى ستتحمل المؤسسات الحقوقية مسؤولياتها، وتقوم بواجباتها الملقاة على عاتقها اتجاه الاسرى، وتكون السند والداعم الحقيقي لهم؟

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023