اختبار الشيخ جراح

موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات


تهدد الأحداث العنيفة في حي الشيخ جراح باسمه العربي، أو في حي "شمعون هتسيديك" باسمه العبري، بإشعال موجة عنف في الضفة الغربية، وربما تؤدي إلى جولة قتال جديدة بين "إسرائيل" وحمـــــ اس في قطاع غزة، تستعد شرطة القدس بالفعل لزيادة قواتها في الحرم القدسي، والبلدة القديمة في القدس، قبل يوم الجمعة المقبل، لمنع المواجهات في الحرم القدسي.

مسؤولون أمنيون كبار، يحذرون من وجوب وقف موجة العنف في الشيخ جراح، مباشرة قبل أن تمتد إلى أماكن أخرى في القدس، وتشعل انتفاضة صغيرة في الضفة الغربية، والمدن المختلطة في "إسرائيل". قدر مسؤول كبير في الوفد المرافق لرئيس الوزراء بينيت، خلال زيارته للبحرين، أن التوترات المستمرة في الشيخ جراح، قد تؤدي إلى جولة جديدة من القتال في قطاع غزة.

يشير تجدد العنف في حي الشيخ جراح، للأسف إلى أن المستوى السياسي والأمني، ​​لم يستخلص الدروس اللازمة من أحداث العنف، في أبريل ومايو 2021، التي أدت إلى جولة القتال الأخيرة، ولا من أحداث العنف في أكتوبر 2000، ولم يتخذوا الخطوات المطلوبة من الناحية الأمنية، لوقف تطور الأحداث العنيفة في حي الشيخ جراح القادمة، الآن فقط، وعقب تجدد أعمال العنف، دخل جهاز الأمن العام والشرطة الصورة، وفتحوا تحقيقًا في ملابسات حريق منزل وسيارة تال يوشوبييف، أحد سكان حي الشيخ جراح، يوم السبت الماضي.

إصابة المواطن اليهودي طال يوشوبييف، هي السبب المباشر لوصول عضو الكنيست إيتمار بن غفير، إلى حي الشيخ جراح، الذي فتح مكتبًا يطالب بتوفير الأمن الدائم، للمواطنين اليهود المقيمين هناك، ويتعرض لاعتداءات من قبل جيرانهم العرب، والتي أدى إلى تصعيد أمني. توصيات البحث: تواجد شرطي دائم قبل أسبوع، نشر مركز القدس للشؤون العامة وشؤون الدولة، برئاسة الدكتور دوري غولد، دراسة كتبتها تقارن الأحداث العنيفة، التي وقعت في تشرين الأول (أكتوبر) 2000، بالأحداث العنيفة التي وقعت عشية جولة القتال الأخيرة، في أيار العام الماضي، في القدس وفي الضفة الغربية، وداخل دولة "إسرائيل".

فيما يلي توصيتان من التوصيات المذكورة في بحثي: في القدس الشرقية والمسجد الأقصى، تم إنشاء نقاط احتكاك دائمة, يجب إيجاد الطريقة المناسبة لتحييدها أو تفكيكها, وهي أماكن تخضع للسيادة الإسرائيلية, وتحت السيطرة الكاملة لقواتها الأمنية, في أماكن مثل الشيخ جراح، قرية سلوان، ساحة بوابة نابلس في البلدة القديمة، وفي المناسبات اليومية للعالية اليهودية في الحرم القدسي، يجب أن يكون هناك تواجد متزايد للشرطة الإسرائيلية، الذي سيمنع الاحتكاك بين اليهود والعرب، خاصة في الأعياد اليهودية، والأعياد الإسلامية، وشهر رمضان، وعيد الفطر. تحتاج شرطة "إسرائيل"، إلى إنشاء قوة دائمة خاصة تهتم بهذه الأماكن، التي يعرف أهلها جيدًا، المنطقة وحساسيتها، تجاه اليهود والمسلمين. 

في القدس، تم إنشاء نقاط احتكاك جديدة بين اليهود والعرب، مثل حي الشيخ جراح، ساحة بوابة نابلس، وقرية سلوان، والتي يجب على الشرطة وجهاز الأمن العام الانتباه إليها، وإلا فإنها ستنفجر وتؤثر على ما يحدث في الضفة الغربية، وداخل الخط الأخضر، تتطلب نقاط الاحتكاك هذه، يقظة دائمة من جانب مسؤولي الأمن الإسرائيليين.

عدم وجود سيطرة في ظل الوضع الراهن، عادت أعمال العنف إلى الظهور في حي الشيخ جراح، بسبب مشكلة السيطرة، والقدس الموحدة هي عاصمة "إسرائيل"، ويقع حي الشيخ جراح، في موقع استراتيجي في شرق المدينة، ومن غير المتصور ألا تحافظ "إسرائيل"، على سيادتها وفرض القانون والنظام.

ومن الواضح قانونًا أيضًا، أن أراضي الشيخ جراح، اشترتها الجاليات اليهودية منذ عام 1875، واحتلت من قبل الأردنيين، الذين وزعوها على سكان القدس الشرقية، بعد النكبة. ستستمر النقاشات القانونية حول هذه القضية لفترة طويلة، في المحاكم، والصراع على الأرض ما زال في مهده فقط، وهو صراع استمر لعقود من الزمن، ويمكن أن يزيد من إثارة العديد من المشاكل الأمنية، وأصبحت المنطقة المتنازع عليها مركزًا للحج للسياسيين، من اليمين واليسار والعرب، وهو ما يزيد التوترات فقط. لقد أخطأ الأمن والشرطة وجهاز الأمن العام، العام الماضي، في تقييماتهم الاستخباراتية، عندما لم يجروا تقييماً صحيحاً لتطور الأحداث في حي الشيخ جراح، وبوابة نابلس والمسجد الأقصى، التي أدت إلى هجوم حمــــ اس الصاروخي على القدس، الأمر الذي دفع "إسرائيل"، بان تدافع عن نفسها من خلال جولة القتال الأخيرة، وقد اقترب شهر رمضان، ومن المناسب أن تتعافى قوات الأمن الإسرائيلية، وتستعد لذلك، خاصة في القدس الشرقية.


صمت حمـــ اس

السلطة الفلسطينية تعمل دبلوماسياً لانتقاد "إسرائيل"، بعد أحداث الشيخ جراح، قال حسين الشيخ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وربما خليفة محمود عباس، إن السلطة الفلسطينية، ناشدت جميع الدول في جميع أنحاء العالم، للضغط على "إسرائيل"، في أمر الشيخ جراح. هددت حمـــ اس والجهــــ اد الإسلامي، "إسرائيل"، بأن أحداث الشيخ جراح ستؤدي إلى "انفجار كبير"، و"فتح أبواب جهنم"، وأعلنت حركة الجهــــ اد الإسلامي أن الفصائل في قطاع غزة، تفكر في تجديد المقــــ اومة الشعبية، على حدود غزة. في الوقت الحالي، يبدو أن هذا مجرد كلام، حتى محمد ضـ ــيف، القائد العسكري للجناح العسكري لحركة حمـــ اس، الذي قاد التهديدات والهجوم الصاروخي على القدس، في مايو الماضي، لم يظهر على الإعلام.

المعادلة التي تفاخرت بها حمــــ اس في الأشهر الأخيرة، "غزة - القدس" ، لم تذكر إطلاقا في وسائل إعلام حمـــ اس، يبدو أن قيادة المنظمة تدرك، أن هذا ليس الوقت المناسب لإطلاق جولة جديدة من القتال، ضد "إسرائيل"، في هذا الوقت لعدة أسباب:

إعادة اعمار قطاع غزة، من أضرار الحرب الأخيرة يتم بتكاسل، وقد أوضحت المخابرات المصرية لقيادة حمــــ اس، أن الشروع في جولة جديدة من القتال ضد "إسرائيل"، بسبب أحداث الشيخ جراح، ستوقف عملية إعادة إعمار قطاع غزة، لعدة سنوات.

لم يستكمل الجناح العسكــ ـري لحركة حمـــ اس، بعد الاستعدادات الكاملة لجولة قتال جديدة، من حيث إعادة تأهيل الأنفاق، وتجديد مخزون الصواريخ لديها، وتطوير أسلحة جديدة. الخوف من خسارة المنحة المالية القطرية الشهرية، البالغة 30 مليون دولار، ودخول آلاف عمال غزة، العاملين في "إسرائيل".

ضغط مصري مكثف على حمـــ اس، حتى لا تنجر إلى التصعيد. ومع ذلك، يجب الأخذ بعين الاعتبار، أن التصعيد المستمر في حي الشيخ جراح، قد يؤدي إلى ضغط على الشارع الفلسطيني، الأمر الذي يتطلب من حمـــ اس الرد على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، وحركة حمـــ اس حريصة جدًا على ضوضاء الشارع والمزاجية، منذ جولة القتال الأخيرة، تعززت مكانة حمــ اس في الشارع الفلسطيني، على حساب السلطة الفلسطينية، وهي لا تريد أن تفقد مكانتها الجديدة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023