القدس وصواعق الانفجار

بقلم: معاذ أبو الشريف

16/02/2022

أعلن قائد منطقه الضفة الغربية، أمس 15/02/2022، أن القدس والضفة الغربية، تتجه بسرعة نحو انفجار الأوضاع من جديد، وحدد الأول من الشهر القادم، موعداً مفترضاً لاندلاع الـحداث، وفي مقال له في ذات اليوم، تحدث الصحفي الإسرائيلي بن درور يميني، في صحيفة يديعوت أحرونوت، عن خطورة ما يجري في حي الشيخ جراح، والتداعيات الخطيرة لهذه الأحداث، التي يشعلها عضو الكنيست بن غفير ومجموعته، الذين يقودون الدولة حسب تعبيره لحرب لا خيار لها فيها، وذكر أنهم يصبون الزيت على النار، دون مراعاة لما أسماه المصلحة العليا لـ "إسرائيل".

وأشار أن مطالبة هؤلاء بحقوق يهودية مزعومة، في بيوت الحي، سيفتح الباب أمام العرب، للمطالبة القضائية بحقوقهم، في أراضي وبيوت في القدس الغربية، والشيخ مونس، وغيره،ا في البلاد، وهاجم بن درور يميني، مجموعة بن غفير، ووصفهم بقلة تخدم أعداء الصهـ ـيونية، وتوفر المصداقية لادعاءات حمـ ـاس والشعب الفلسطيني، وقال أن هؤلاء يريدون تدمير حزب الصهـ ـيوني، ولم يعتبروا بما حدث في 07/05/2021، يوم أن حذرهم رئيس الحكومة، آنذاك نتنياهو، بأنهم إن لم يغادروا هم وبن غفير، حي الشيخ جراح، فإن حمـ ـاس، ستقصف القدس بالصواريخ، وبالفعل قد فعلت حمـ ـاس ذلك، بعد ثلاثة أيام فقط، وهاهم يرتكبون ذات الحماقة.

تزداد التحذيرات الإسرائيلية من خطر الانفجار، كلما مرت الأيام، واقتربنا من شهر رمضان القادم، ويتحدثون في الأوساط الأمنية والسياسية والإعلامية، عن معركة لا مناص من وقوعها، في ظل تظافر عوامل الصدام، وأبرزها التراجع الحاد في قوة السلطة، وهيئتها وضعفها في أداء مهامها الأمنية، مقابل تزايد حاله الوعي والجرأة بين أبناء الشعب الفلسطيني، وازدياد حالات الاحتكاك مع المستوطنين، وحساسية الوضع في المسجد الأقصى، وتقدم المقاومة وجرأتها في غزة، وتحملها همّ القدس، والقضايا الوطنية الكبرى، كل هذا يؤكد أن اشتعال الأوضاع، لا يحتاج سوى عود ثقاب وما أكثرها، الأمر الذي ينذر بمعركة قد لا تقف عند حدود جبهة غزة والضفة والداخل، وتحذر الأوساط الإسرائيلية المختلفة منذ انتهاء معركة سيـ ـف القدس، من أن المعركة القادمة ستكون متعددة الجبهات، وأن "إسرائيل"، ليست مستعده تماما لمثل هذا السيناريو المرعب، وـنّ ذكريات الكيان عام 1948 و1967، لم تعد قابله للتكرار بسهوله، رغم التقدم النوعي العسـ ـكري للدولة، فالبيئة الاستراتيجية اليوم مختلفة تماماً، ولم يعد الجيش الإسرائيلي، هو ذاته الذي هزم الجيوش العربية، ولم تعد المقـ ـاومة والشعب الفلسطيني، في وضع يقبل الهزيمة من جديد، إنّ الأيام القادمة حبلى بالأحداث الجسام، التي قد تغيّر وجه المنطقة، وتعيد رسم المشهد الجيوسياسي من جديد.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023