كلكليست
أودي عتسيون
ترجمة حضارات
لم تتمكن طائرات إف -16، ومروحيات الأباتشي، وصواريخ القبة الحديدية الاعتراضية، من اعتراض طائرة بدون طيار، تسللت إلى "إسرائيل" من لبنان, وبخلاف الفشل الأمني، فهو فشل اقتصادي، يتطلب اقتناء وسائل اعتراض متاحة، وأقل تكلفة.
في الشهر الماضي فقط، قُتل ثلاثة أشخاص في أبو ظبي، وأصيب ستة أشخاص، في غارة بطائرة مسيرة، شنها حلفاء إيران الحوثيون، على منشآت النفط في الإمارة، وتواجه السعودية، منذ عدة سنوات مثل هذه الهجمات، التي تهدف أيضًا إلى ضرب صناعة النفط فيها، بواسطة أذرع ايران.
كان هذا هو سبب حالة التأهب القصوى لسلاح الجو، والذي لم يتفاجأ بظهور طائرة مسيرة، تابعة لحــ ـزب الله، فوق إصبع الجليل، إن قدرات حــ ـزب الله وحمــ ـاس، في هذا الميدان معروفة جيداً، ولا تهدف فقط إلى إحراج "إسرائيل", من خلال اختراق مجالها الجوي، بل تشكل أيضًا أساسًا لهجوم باستخدام أدوات مسلحة.
قال خبير إسرائيلي بعد الحادثة: "عندما يعترض الجيش بنجاح, فهذه طائرة بدون طيار، وعندما يفشل، يتم إنزال الأداة إلى رتبة مسيرة صغيرة "تيسان", لكن الخبر السار هو, أن نظام التحكم الجوي قد حددها، وهي هدف صغير وبطيء, وليس من السهل اكتشافه، حتى قبل أن تعبر إلى داخل الأراضي الإسرائيلية, الأخبار الغير جيدة هي, ما حدث في الربع التالي من الساعة, قامت القوات الجوية بتفعيل بطارية القبة الحديدية، واستدعت طائرات F-16 و أباتشي، لكنها فشلت في منع المسيرة, من العودة إلى لبنان.
إنه ليس مجرد انتصار في معركة الوعي, التي سيظل حسن نصــ ـرالله يفتخر بها، وإذا حملت الطائرة كاميرا، فسيتباهى بالفيديو الذي صورته, ولا يدور الحديث عن مجرد فشل عســ ـكري, في اعتراض طائرة معادية تخترق الأجواء الإسرائيلية, كما أنه فشل اقتصادي مقلق، وخسارة إسرائيلية في اقتصاد المعركة الجديدة.
تقلع الطائرات المقاتلة والمروحيات عادة في أزواج، تبلغ تكلفة ساعة طيران F-16، في سلاح الجو الأمريكي 22 ألف دولار، وتكلفة ساعة الأباتشي، في جيش الولايات المتحدة، حوالي 4 آلاف دولار، وتبلغ تكلفة كل صاروخ اعتراض من طراز "تامير" للقبة الحديدية، حوالي 50 ألف دولار.
لا تنشر وزارة الدفاع، تكاليف ساعات الطيران في الجيش الإسرائيلي، لكن رئيس سرب التجهيزات في سلاح الجو، الجنرال شمعون زانزيفر، قال في مقابلة مع كلكليست، أن تكاليف ساعات الطيران في سلاح الجو، منخفضة إلى النصف مقارنة، بالقوات الجوية الأخرى، بسبب الاستخدام الصارم لقطع الغيار، تستخدم القوات الجوية أحيانًا تلك، التي ترميها القوات الجوية الأخرى، في سلة المهملات، واستخدام أقل للقوى العاملة التقنية.
حتى في مثل هذا الحساب، فقد أنفق سلاح الجو على هذه الحادثة، مئات الآلاف من الشواقل، على اعتراض فاشل، وهو اعتراض سيكون شائعًا جدًا في المواجهة القادمة، مع الأذرع الإيرانية في لبنان وغزة، في ظل الاستخدام المتزايد للقوات الإيرانية وحلفائهم، للمسيرات للهجوم وجمع المعلومات، تبلغ تكلفة طائرة حــ ـزب الله المسيرة، بضعة آلاف من الدولارات.
منذ أن ضربت صواريخ سكاد العراقية "إسرائيل", في حرب الخليج الأولى عام 1991، وبعد إطلاق صواريخ الكاتيوشا, من لبنان, وصواريخ من غزة، استثمر دافعو الضرائب في "إسرائيل"، وخاصة في الولايات المتحدة، 6 مليارات دولار في تطوير وتصنيع أنظمة صواريخ الحيتس، والقبة الحديدية, ومقلاع داوود "العصا السحرية".
"إسرائيل" قادرة على اعتراض الصواريخ النووية في الفضاء، لكن نظام دفاعها الجوي لديه قدرات محدودة في الوقت الحالي, ضد التهديد الجديد والمتزايد, تتمتع القبة الحديدية بقدرات ضد الطائرات المسيرة، كما ظهر للأسف في معركة حارس الأسوار، عندما أسقطت بطريق الخطأ طائرة إسرائيلية مسيرة، اعترض سلاح الجو في الماضي طائرة مسيرة تابعة لحمــ ـاس، باستخدام صاروخ اعتراض لنظام باتريوت، وهنا أيضًا يوجد فجوة اقتصادية غير معقولة، بين تكلفة الصاروخ المعترض، (حوالي مليون دولار)، وتكلفة الهدف الذي تم اعتراضه (بمئات أو آلاف الدولارات)، لكنها ما زالت تفتقر إلى تشكيلة حقيقية وفعالة ضدها.
تمتلك الصناعات الجوية، ورافائيل، وإلبيت قدرات كشف واعتراض أرخص، أمام الطائرات بدون طيار، وهناك مثل هذه القدرات في الصناعات الأصغر أيضًا، مثل سكاي لوك وبرادا، التي فازت بعقود كبيرة في الولايات المتحدة والخليج، مقابل راداراتها الرخيصة.
قد يضمن الاستثمار، في هذه الأنظمة، ليس فقط عمليات الاعتراض الناجحة، في المستقبل فحسب، لكنها أيضًا أقل تكلفة بكثير، مثل الأمل في التحول في السنوات القادمة، إلى اعتراض الصواريخ بواسطة الليزر، بتكلفة بضعة دولارات لكل "إطلاق"، مقارنة بسعر صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية، والتي لا تزال رخيصة نسبيًا مقارنة بالصواريخ الاعتراضية الأخرى.
ويمكن أن نبدأ في التوقف عن تسمية أي أداة معادية، تنجح في مغادرة المجال الإسرائيلي بسلام، مسيرة صغيرة "تيسان"، لقد كنا بالفعل في فيلم الاستهانة بالعــ ـدو والسخرية من قدراته.