مركز القدس للشؤون العامة وشؤون الدولة

يوني بن مناحيم

23 فبراير 2022

يتحول خطر الطائرات بدون طيار، أو الطائرات بدون طيار الإيرانية الدقيقة، التي يمكنها الطيران لمسافات طويلة، بشكل تدريجي إلى تهديد أمني لـ "إسرائيل", والقوات العسكــ ـرية الأمريكية، ودول الخليج.

في 22 فبراير، ألقى وزير الدفاع بني غانتس، كلمة أمام مؤتمر لرؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، عُقد في القدس.

وقال: "تقديراتنا تشير إلى أن أسلحة متطورة ودقيقة، تلائم طراز "مجار 6"، ونماذج أخرى من الطائرات بدون طيار، قد تم إرسالها من إيران إلى فنزويلا مؤخرًا.

"في اجتماعاتي مع العديد من الشركاء، من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك من إفريقيا وأمريكا، أعربوا عن قلقهم بشأن دعم إيران، للدول الداعمة للإرهــ ـاب، والمنظمات الإرهــ ـابية في منطقتهم."

أدركت إدارة ترامب، خطورة الخطر الذي أعقب هجوم المتمردين الحوثيين الموالين لإيران, على منشآت أرامكو النفطية، في المملكة العربية السعودية، في 14 سبتمبر 2019، وبدأ الجيش الأمريكي في الرد وفقًا لذلك.

تعد الطائرات بدون طيار المسلحة حاليًا، واحدة من أكثر التطورات العسكــ ـرية التكتيكية، إثارة للقلق بالنسبة للإدارة الأمريكية، و"إسرائيل"، ودول الخليج.

فهي تشكل تهديدًا جديدًا ومعقدًا، يقوض التفوق الجوي الأمريكي والإسرائيلي، في سماء الشرق الأوسط، لذا فإن مستشار الأمن القومي جاك سوليفان، يقود العملية الآن، وهناك أوامر جديدة مع حلفاء الولايات المتحدة، في الشرق الأوسط، لإيجاد حلول للحد من تهديد الطائرات الإيرانية بدون طيار.

وفقًا لمصادر أمنية في "إسرائيل"، يجري حاليًا إنشاء تحالف إقليمي جديد، حيث يتم إنشاء الولايات المتحدة، و"إسرائيل"، والعديد من دول الخليج، ودول عربية أخرى، لإنشاء نظام إنذار ومراقبة واعتراض للطائرات بدون طيار الإيرانية، التي تعمل بالفعل بشكل مكثف.  

الاستخدام العملي للبعثات الإيرانية في الشرق الأوسط

أدى اقتحام طيار حــ ـزب الله، للمجال الجوي الإسرائيلي قبل أيام قليلة، إلى تسريع العملية، وتقول الولايات المتحدة، إنه يجب على حلفائها في الشرق الأوسط، الدفاع عن أنفسهم بشكل جماعي ومنسق، وتسهل عملية التطبيع بين "إسرائيل"، والدول العربية، إنشاء هذا التحالف الدفاعي الجديد.

حقيقة أن المتمردين الحوثيين في اليمن، وضعوا الإمارات العربية المتحدة، مؤخرًا، في الحلقة المفرغة، وهاجموها بالطائرات الانتحارية، ساهم في تسريع العملية.

وفقًا لمصادر أمنية في "إسرائيل"، لدى حــ ـزب الله، أسطول نشط من 2000 طائرة بدون طيار، بعضها صنع في إيران، والبعض الآخر من قبل حــ ـزب الله نفسه.

تمتلك إيران، نفسها آلاف الطائرات بدون طيار المتطورة، من طرازات مختلفة يمكنها الطيران، لمدى يصل إلى آلاف الكيلومترات.

لا يمكن لنظام "القبة الحديدية" الإسرائيلي، أن يوفر حلاً مناسباً لاعتراض الطائرات الصغيرة، مثل آخر طيارة أطلقها حــ ـزب الله، في المجال الجوي الإسرائيلي.

وتشجع منظمة حــ ـزب الله، الاختراق الناجح للطيار في سماء "اسرائيل"، خطة حــ ـزب الله هي مهاجمة "إسرائيل"، في الحرب بأسراب من الطائرات بدون طيار، التي ستتسلل إلى مجالها الجوي وتهاجم مستوطنات الجيش الإسرائيلي، والقواعد العسكــ ـرية والقوات البرية.

انتشر سلاح الطائرات بدون طيار، الذي يخص القوى الكبرى، والذي استخدمته الولايات المتحدة، في حرب دقيقة على الإرهــ ـاب في العراق وأفغانستان، واليوم تستخدمه 102 دولة في العالم، و63 منظمة عســ ـكرية لديها هذا السلاح، فلا عجب أنه كان كذلك، التي يستخدمها الشيعة، والتنظيمات "الإرهــ ـابية" الفلسطينية.

في الشرق الأوسط، تم استخدام هذا السلاح بالفعل في محاولة للقضاء على القادة، وفي العام الماضي جرت محاولة للقضاء على رئيس الوزراء، العراقي مصطفى خاتمي، من خلال مهاجمة طائرات بدون طيار، لمنزله في بغداد.

وبحسب حــ ـزب الله، فإن الطائرة التي تسللت إلى "إسرائيل" والمعروفة بـ "حسان"، على اسم حسان اللقيس، حليف حســ ـن نصر الله، ورئيس وحدة التكنولوجيا في حــ ـزب الله، الذي قضت عليه "إسرائيل" عام 2013، تمكنت من الطيران 40 دقيقة داخل الأراضي الإسرائيلية، و قطعت مسافة 70 كم، قبل أن يعود بأمان إلى قاعدته في لبنان، كشفت عن ثغرة مقلقة في نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، يجب إغلاقها قريبًا، وتغلبت على العديد من أنظمة الإنذار والرادارات التابعة للجيش الإسرائيلي، وتمكنت من التهرب من الاعتراض والعودة إلى لبنان.

هذه طائرة صغيرة لا يزيد عرضها عن 3 أمتار، تمكنت من "اختراق" نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، ونظام الدعاية والحرب النفسية التابع لمنظمة حــ ـزب الله، والذي يستغل الحدث باعتباره "انتصارًا كبيرًا" على "إسرائيل".

من الأهمية بمكان أن تجد "إسرائيل"، قريبًا الحلول المناسبة لمسألة الطائرات بدون طيار، في ضوء حقيقة أن حمــ ـاس والجهاد الإســ ـلامي في قطاع غزة، يعملان بجد لتطوير طائرات بدون طيار متقدمة، يمكنها التحليق فوق الحاجز الأرضي الضخم، الذي أقامه الجيش الإسرائيلي حول قطاع غزة، ومهاجمة أهداف في "إسرائيل".

وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، يحاول حــ ـزب الله الآن، خلق معادلة ردع جديدة مع "إسرائيل"، وهي "معادلة الطائرات بدون طيار"، لردع "إسرائيل"، عن اختراق الطائرات في الأجواء اللبنانية، وفي أول فرصة سيحاول إنشاء معادلة جديدة أخرى تسمى "معادلة الصواريخ الدقيقة" بالنسبة له، فإن إعلان حســ ـن نصر الله، أن منظمته تنتج صواريخ دقيقة وطائرات بدون طيار، في لبنان ليس مصادفة، بل هو رسالة لـ"إسرائيل"، وجزء من الحرب النفسية للتنظيم.

ليس من غير المعقول أن ترى إيران، تشغيل طائرات حــ ـزب الله بدون طيار، من الأراضي اللبنانية تجاه "إسرائيل"، كنوع من "التعويض المؤكد" عن التفوق الجوي لسلاح الجو الإسرائيلي، في الأجواء السورية، الذي يهاجم بشكل مكثف أهدافًا إيرانية، لمنع مؤسسته العسكــ ـرية في سوريا؛ ونقلها أسلحة متطورة لحــ ـزب الله في لبنان.

بالنسبة لـ"إسرائيل"، فإن الخطر الذي تشكله الطائرات الانتحارية بدون طيار، يعادل الخطر الذي تشكله الضربات الصاروخية الدقيقة.

إنتاج الطائرات بدون طيار, أبسط وأرخص من إنتاج الصواريخ، والطائرات بدون طيار هي أسلحة دقيقة، يمكنها إصابة أهداف محددة بدقة متر أو مترين، ولا يمكن التنبؤ بالاتجاه، الذي ستصل إليه، ويصعب تحديد موقعها واعتراضها.

يمكن أن تلحق الضرر بالأسلحة والتجمعات المدرعة، ووحدات الجيش الإسرائيلي، أو حتى بطاريات نظام "القبة الحديدية".

ردت "إسرائيل" على اقتحام طائرتين، من حــ ـزب الله، بتحليق لطائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في سماء بيروت، على ارتفاع منخفض لإبلاغ حــ ـزب الله، بأن طائراته بدون طيار لا تردعه.  

تدخل "إسرائيل"، مرحلة جديدة من القتال مع المنظمات "الإرهــ ـابية" في الحدود الشمالية والجنوبية، التي اعتمدت الطائرات الإيرانية بدون طيار، ويجب أن تكون مهيأة بشكل جيد، لهذه الحرب الجديدة.