شيخ الأقصى يعود إلى العمل ضد "إسرائيل"

موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات



تواجه "إسرائيل" قطبين للحركة الإسلامية في "إسرائيل"، في الأشهر الأخيرة، تركز اهتمام الجمهور والإعلام بشكل أساسي على الفصيل الجنوبي للحركة، الذي يعتبر "معتدلاً"، ورئيس راعام منصور عباس الذي انضم إلى بينيت لابيد، فيما نزل الفصيل الشمالي للحركة، الذي يعتبر الأكثر تطرفا وانتماء لفكر حمــــ اس والإخــــ وان المسلمين، إلى المنحدر الخلفي بعد أن تم حظره في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 وسجن زعيمه الشيخ رائد صلاح.

أدين الشيخ رائد صلاح، المعروف من قبل أنصاره بـ "شيخ الأقصى"، بالتحريض والانتماء إلى "منظمة غير مشروعة"  في أعقاب المسيرات التي أقيمت بعد الهجوم على الحرم القدسي من قبل شباب من سكان أم الفحم قتل فيها شرطيان، ادعى في محاكمته أن التهم الموجهة إليه تستند إلى تفسير مشوه لآيات من القرآن، ولم تقبل المحكمة رأيه، وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن الشيخ رائد صلاح هو والد الرواية بأن المسجد الأقصى في خطر، والتي أصبحت حملة منتظمة للتيار الشمالي للحركة الإسلامية المنتشرة في الوطن العربي.


أُطلق سراح الشيخ صلاح في شهر ديسمبر الماضي من السجن الإسرائيلي وبدأ يعود تدريجياً إلى النشاط الجماهيري والديني، وحذرًا شديدًا في تصريحاته في وسائل الإعلام خوفًا من اتهامه بالتحريض، دفعه اعتقاله إلى استيعاب أن مسؤولي الأمن الإسرائيليين يراقبون كل تصريحاته وأنهم سيأخذونه في الاعتبار إذا انزلق إلى التحريض.

في مقابلة مع صحيفة القدس العربي في 15 كانون الأول، أعرب الشيخ رائد صلاح عن أسفه لانضمام حزب راعام بقيادة منصور عباس إلى التحالف وادعى أنه كان "خطأ" لكنه امتنع عن مهاجمة رئيس حزب راعام. واتهم دولة "إسرائيل" بالمسؤولية عن الجريمة والعنف في المجتمع العربي من خلال تمكين ظاهرة توزيع الأسلحة غير المشروعة.


العودة إلى النشاط المناهض لـ"إسرائيل"


منذ خروجه من السجن عاد الشيخ رائد صلاح إلى النشاط المكثف في الوسط العربي في "إسرائيل" والقدس الشرقية والضفة الغربية. وقد اتخذ حتى الآن سلسلة من الإجراءات التي رافقتها تغطية إعلامية مع اتخاذ الاحتياطات وتجنب خرق القانون:-


* زيارة وصلاة في المسجد الأقصى في الحرم القدسي الشريف للمرة الأولى منذ 15 عاماً.


* زيارة مدينة الخليل ومحاولة إحلال الهدوء والصلح بين عشيرة العويوي وعشيرة الجعبري التي يشل صراعها الدموي الحياة في الخليل ورفع السلطة الفلسطينية يدها عن فرصة تحقيق الهدوء في المدينة. أنشأ الشيخ رائد صلاح هيئة تسمى "لجنة توزيع السلام" والتي تهدف إلى حل النزاعات العنيفة بين المجتمع العربي في "إسرائيل" والضفة الغربية.


* زيارة إلى المدن المختلطة في "إسرائيل" حيث اندلعت اشتباكات بين اليهود والعرب خلال جولة القتال الأخيرة، بما في ذلك زيارة عائلة موسى حسون في مدينة اللد الذي قُتل خلال جولة القتال.
 قُتل حسونة برصاص خمسة مدنيين يهود أطلقوا النار عليهم بعد أن هاجمهم عشرات العرب بالحجارة، وقررت النيابة إغلاق الدعوى الجنائية ضدهم بسبب عدم وجود ادلة كافية ضدهم.


* زيارة مؤتمر دعم في القدس نظمته حركة حمـــ اس في مدينة نابلس. وقال الشيخ رائد صلاح خلال زيارته إن "كل من يقدم تنازلات بخصوص الحرم القدسي هو في الحقيقة محكوم عليه بالانتحار".


* نشاطات ضد القطاع البدوي في النقب الذي يعتبر المعقل الرئيسي لحزب راعام، الشيخ رائد صلاح ونائبه الشيخ كمال الخطيب المتهمين بالتحريض، هاجموا رئيس راعام منصور عباس في مقابلات إعلامية عربية لفشله في حل المشاكل البدو في النقب.

واعتبر الشيخ كمال الخطيب أن الاشتباكات في النقب على خلفية زرع كالصندوق الوطني قرب القرى البدوية "استمرار للنكبة".

يحاول الفصيل الشمالي للحركة الإسلامية، بقيادة الشيخ رائد صلاح، الذي زار عدة بلدات بدوية في النقب منذ إطلاق سراحه من السجن، أن يبرز على حساب رعام كشخص يحمي الجمهور البدوي من الإجراءات الحكومية.  

وبحسب مصادر أمنية في "إسرائيل"، فإن جهاز الأمن العام يراقب عن كثب جميع أنشطة الشيخ رائد صلاح منذ إطلاق سراحه من السجن الإسرائيلي.

عضو الكنيست آفي ديختر، الذي كان رئيس جهاز الأمن العام، انتقد بشدة إطلاق سراح الشيخ رائد صلاح من السجن في الوقت الحاضر، كما تزعم مصادر أمنية أخرى أنه كان يجب وضعه رهن الاعتقال الإداري فور انتهاء مدة عقوبته.  

الشيخ رائد صلاح ينفي وجود دولة "إسرائيل" على صلة بحركة حمـــ اس، وتقول مصادر أمنية إنه منذ خروجه من السجن هو في الواقع "قنبلة تحريضية موقوتة" وأنه بالرغم من حرصه إلا أنه يزور أماكن حساسة مثل الحرم القدسي أو نقاط الاحتكاك في المدن إن التورط في النقب أو فيه يلهم النشاط غير القانوني، لذلك لا يوجد خيار سوى تقييد تحركاته أو إيقافه كإجراء احترازي للحفاظ على النظام العام.

في 14 شباط / فبراير، وقعت وزيرة الداخلية أييليت شاكيد، أمرا تقييديًا بحق الشيخ رائد صلاح بعد أن نصحها مسؤولون أمنيون بمنعه من السفر للخارج لتقويض جهوده في تجديد وتوسيع نشاطه وأنشطة الحركة الإسلامية.


ويقدر مسؤولون أمنيون كبار أن اعتقال الشيخ رائد صلاح ليس سوى مسألة وقت، وكل المؤشرات تدل على أنه مصمم على استئناف أنشطته كما كان من قبل، وبمجرد أن يجمع جهاز الأمن العام معلومات استخباراتية كافية، سيتم اعتقاله رهن الاعتقال الإداري وأكثر من ذلك. وبحسب مسؤول أمني كبير، فإن هذه شخصية إسلامية "متطرفة" تحارب دولة "إسرائيل" وتتعاون مع عناصر إسلامية "متطرفة" معادية لـ"إسرائيل"، قد يكون لعودتها إلى النشاط على الأرض عواقب وخيمة على الوضع الأمني في الحرم، وعلى الهدوء المؤقت بين البدو في النقب وعلى العلاقات اليهودية العربية في المدن المختلطة، ومن هنا مكانها خلف القضبان.



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023