هذا ليس الجيش الذي أراد بوتين عرضه

القناة 12

يهودي يعاري

ترجمة حضارات


الجيش الروسي غير قادر، على تنفيذ المهمة الموكلة إليه، من قبل الرئيس بوتين، حتى كتابة هذه السطور، يُظهر الجيش الروسي ضعفه الكامل: تم الكشف عن قوافل من الدبابات، تتحرك وتعاني من خسائر فادحة، ولم يتحقق التفوق الجوي بعد، ولم يتم الوصول إلى الهدف الرئيسي، كييف، وعلى جبهات أخرى مثل دونباس، خيرسون وخاركوف الروس فشلوا فيها.

باختصار، صرح بوتين، بأنه سيوجه ضربة خاطفة، من شأنها أن تؤدي إلى تغيير الحكومة في أوكرانيا، ومقاضاة الرئيس زالانسكي، في غيابه أو وجوده، وتحطيم تمثال للمتعاون مع النازيين، ستيفان بانديرا، الذي يعتبر رجس في الكرملين.

يبدو أن الجيش الروسي الآن، في طريقه لمحاولة أخرى، بعد استراحة قصيرة لإعادة التنظيم، السؤال الكبير هو ما هي شدة النيران التي ستُبذل من جانبهم في التجمعات الحضرية المزدحمة؟ خاصة في العاصمة كييف, حتى الآن، كان الروس حذرين من القصف المكثف, على غرار ما فعلوه في سوريا، لكن الخوف من الفشل, قد يدفعهم إلى الجرأة أكثر.

يوضح الفيلسوف السلوفيني الشهير، سلافوي جيجيك، أن بوتين، سعى بكلماته الخاصة، إلى "اغتصاب" أوكرانيا، لقد خطط لحركة "أنيقة"، بلا خدوش أو ضربات أو شكاوى، تعطيه ما يريد، يذكر جيجيك، أن بوتين، ظل طوال 20 عامًا ينسج، في إشاراته المعادية لأوكرانيا، يلمح معاني السياقات الجنسية، إنه يرى أوكرانيا على أنها عشيقة محزنة، وبكلمات بوتين، "عليك أن تفعل الصواب".

لست متأكدًا من أن هذا هو موقف بوتين، العميق تجاه أوكرانيا، لكن من المؤكد أن وجهه كان لعملية سلسة وسريعة، وهو ما لم يتحقق، لا أحسد الجنرال سيرجي شويغو وزير الدفاع الروسي، وقادة القوات الذين دخلوا أوكرانيا، ويخافون الآن من غضب بوتين.

لقد نزلوا، على سبيل المثال، بمظليين في مطار أنتونوف، دون تسرع في التعزيزات، ونتيجة لذلك أجبروا على التراجع، اتضح أن الدبابات الروسية الثقيلة معرضة بشدة للأضرار، خاصة من صواريخ "جافلين"، التي زودتها بها الولايات المتحدة، كما أنهم لم يصمدوا أمام وابل من قنابل المولوتوف، لقد علقت قوى كبيرة، كانت تتسابق على الطرق الرئيسية في أوكرانيا، بسبب نقص الوقود، هذا ليس الجيش الذي أراد بوتين استعراضه.

وبعيدًا عن العقوبات القاسية، التي فرضتها الدول الغربية، والتي أدت إلى انخفاض الروبل، وهبوط بنحو 80 %، في أسهم البنوك الكبرى، يجد بوتين، نفسه حتى بدون دعم صيني كبير، لقد ساعدته بكين، في منع مناقشة مجلس الأمن، لكنها تؤكد أنه يجب احترام استقلال أوكرانيا، وسلامتها.

إن تجنب إدانة لا لبس فيها، من قبل الهند والبرازيل، والعديد من الدول العربية، وطبعاً إيران، لا يعوض الكرملين عن العزلة، التي يلفها حوله في الساحة الدولية، قد تشتد الاحتجاجات داخل روسيا فقط، إذا لم يكن هناك منعطف خلال "العملية العســ ـكرية الخاصة" في أوكرانيا، كما يسميها، وبما أن الثمن الاقتصادي، يصل إلى جيب الشخص في الشارع أيضًا.

يدعي الفيلسوف السلوفيني, المذكور أعلاه، سيلبوي زيزيك، أن الطريقة الوحيدة للتعامل مع "رغبة بوتين، في الاغتصاب" هي "ببساطة إخصائه".

نتمنى ألا تصل الأمور إلى مواجهة كاملة في السعي للحسم، الأفضل للجميع، بما في ذلك "إسرائيل", أن يتوصلوا إلى اتفاق لوقف القتال, لكن المشكلة أنه لا يوجد حاليا وسيط مناسب.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023