أنظار العالم تتجه نحو أوكرانيا.. والفلسطينيون يتم دفعهم مرة أخرى إلى الهامش

معهد بحوث الأمن القومي

كوبي ميخائيل

28 فبراير 2022

ترجمة حضارات


تتجه أنظار العالم، إلى مسرح الصراع في أوكرانيا، ويبدو أن روسيا، نجحت في عكس مسار، إضعاف حلف الناتو، فالعالم الحر يتحد ضد روسيا، ويفرض عقوبات اقتصادية وغيرها ضدها، ويبعث برسالة وحدة والتزام بحماية أعضاء الناتو، ويدفع روسيا، إلى ما وراء حدودها المشروعة.

اختارت قيادة السلطة الفلسطينية، التي تضررت من خطة الرئيس ترامب للسلام، ومنهجيته في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، اختارت طريق الأزمة مع الولايات المتحدة، وفي الواقع خسرت الولايات المتحدة، ودعمها السياسي، وخاصة الاقتصادي.

عندما تم انتخاب الرئيس بايدن، تجدد الأمل في المعسكر الفلسطيني، وتحسنت العلاقات، ووعد الرئيس الأمريكي، بتجديد الدعم الاقتصادي للسلطة الفلسطينية والأونروا، وإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس.

لكن بعد عام من رئاسته، تبدد الأمل الفلسطيني، وسعت القيادة الفلسطينية، إلى تجاوز الولايات المتحدة، من خلال الرباعية وإلقاء المسؤولية عليها، على أمل أن تنجح هذه الهيئة، بقيادة وتأثير روسي، في فعل ما تقوم به الإدارة الأمريكية.

لقد تطور التفضيل الفلسطيني لروسيا، واستند إلى اتصالات بين أبو مازن والقيادة الروسية، وهنا عندما بدا أن القيادة الفلسطينية، قد تنجح في تطوير بديل، اندلعت الأزمة في أوكرانيا، وفقدت روسيا، قدرتها على التأثير على الرباعية بشكل عام.

في هذه الأثناء، تتجه حمــ ـاس أيضًا، نحو روسيا، باستثناء أن حمــ ـاس والسلطة الفلسطينية، تتفهمان مخاطر التضامن العلني والصريح مع موسكو، لذلك يتلمس كلاهما طريقهما بعناية، ولكن بإحباط عميق، يتنامى الإحباط بين القيادتين، مع تفاقم الأزمة العالمية، وتسارع عملية تهميش القضية الفلسطينية.

إن العملية التي بدأت قبل عدة سنوات، خاصة خلال سنوات رئاسة ترامب، وخاصة بعد نشر خطة القرن، وتوقيع الاتفاقيات الإبراهيمية، في نظر الفلسطينيين، كان نوعًا من الطلاق من العالم العربي، يتفاقم هذه الأيام، عندما أصبح العالم صيدلية، وعندما أصبح واضحًا للاعبين الإقليميين، أنهم قد يواجهون أيضًا، الأزمة في أوكرانيا، في الشرق الأوسط.

الفلسطينيون يفقدون القدرة، على تركيز الاهتمام الإقليمي والدولي، على إعادة إعمار قطاع غزة، والتقدم نحو تسوية تهدئة كبيرة، وكذلك على تجديد العملية السياسية، والضغط على "إسرائيل", لتجديدها بشكل عام، وزيادة المساعدات الاقتصادية.

يبدو أنه على الرغم من أن المنطق الاستراتيجي, يُلزم القيادات الفلسطينية, بعدم الموافقة على تحركات روسيا, ودعم موقف العالم الخالي من الغرب، إلا أنهم يجدون صعوبة في تبني هذا التفضيل الاستراتيجي، أبيض مع روسيا، لكن الحذر والتخوف يكبحانهما عن التعبير المعلن والصريح، عن ميول القلب. في كلتا الحالتين، مرة أخرى، يجد الفلسطينيون أنفسهم، على هامش اهتمام المجتمع الدولي واهتمامه، ولا يزال المأزق قائمًا.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023