هل حاولت السلطة تصفية عضو بارز في تنظيم الجهــ ـاد الإســ ـلامي؟

موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات


تتهم تنظيمات المقــ ـاومة الفلسطينية، السلطة الفلسطينية، بمحاولة اغتيال شخصية الجــ ـهاد الإســ ـلامي في الضفة الغربية، خضر عدنــ ـان، أحد رموز المقــ ـاومة الفلسطينية، في الضفة الغربية، وأحد منتقدي السلطة الفلسطينية.

كان خضر عدنــ ـان، أول من قاد أسلوب الإضراب عن الطعام، للأسرى الإداريين، في السجون الإسرائيلية منذ عام 2012، وتبعه معتقلون أمنيون آخرون، الإضراب عن الطعام، الذي بدأ فيه كان يهدف إلى الضغط على "إسرائيل", للإفراج عنه، بعد الاهتمام الإعلامي الكبير, الذي أثاره إضرابه عن الطعام, والخوف من أن موته في السجن, سيثير موجة من المواجهات في الضفة الغربية، وتوصلت معه مؤسسة الدفاع, إلى تسوية, وتم إطلاق سراحه من السجن.

وكان خضر عدنــ ـان, من بين الذين دعوا إلى التفجيرات الاستشــ ـهادية, خلال الانتفاضة الثانية، بعد اغتيال الناشط الحقوقي نزار بنات, العام الماضي, على يد أفراد أمن السلطة الفلسطينية، ألقى باللوم على السلطة الفلسطينية في مقتله، وعارض بشدة التعاون الأمني ​​بين السلطة الفلسطينية, و"إسرائيل".

وبحسب مصادر فلسطينية في منطقة جنين، لعب خضر عدنــ ـان، دوراً فاعلاً في تأسيس الكيان الجديد المعروف، باسم كتيبة جنين، وهو تحالف عملياتي جديد، تأسس قبل نحو شهر، في منطقة جنين، بين كتائب شهــ ـداء الأقــ ـصى التابعة لحركة فتح، وســ ـرايا القدس، التابعة لتنظيم الجــ ـهاد الإسلامي.

أطلق التحالف الجديد على نفسه اسم "كتيبة جنين"، وبالتالي تبنى الاسم الذي أطلقه زياد النخــ ـالة، الأمين العام لحركة الجهــ ـاد الإســ ـلامي، على الأسرى الستة، الذين فروا من سجن جلبوع، في أيلول الماضي.

وفي عدة منشورات وزعتها المجموعة الجديدة، في منطقة جنين، في 13 و 14 شباط / فبراير، أعلن أعضاؤها عن عملية، أطلق عليها اسم "بطولة جنين"، وأعلنوا أنهم نفذوا عدة عمليات إطلاق نار، في منطقة جنين، ضد جنود الجيش الإسرائيلي، وكذلك أثناء هدم منزل الأسير محمود جرادات، في قرية سيلة الحارثية، الذي قتل طالب المدرسة الدينية، يهودا ديمينتمان، عند مفرق حومش.

وصل خضر عدنــ ـان، إلى حي القصبة في نابلس، هذا الأسبوع، لزيارة عائلات الشهــ ـداء الثلاثة، من كتائب شهــ ـداء الأقــ ـصى التابعة لحركة فتح، والذين تم اغتيالهم مؤخراً، في عملية لجهاز الأمن العام، والجيش الإسرائيلي، حيث أطلقت مجموعة من المدنيين، بملابس مدنية، النار عليه خلال الزيارة، لم يصب بأذى، ولكن أصيب بجروح طفيفة، شقيق الشهــ ـيد، آدهم مبروك.

وعقد خضر عدنــ ـان، مؤتمرا صحفيا مرتجلا في المنطقة، ألقى فيه باللوم على قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، في ما حدث وقال: "يريدونني أن أصمت، وإلا سيكون مصيري مثل مصير نزار بنات، لن أصمت".

وبحسب مصادر في نابلس، فإن الشخص الذي أطلق النار عليه، وحاول قتله هو خالد أبو حلاوة، أحد عناصر حركة فتح، التابع لجهاز المخابرات العامة للسلطة الفلسطينية، وبحسبهم، فإن سبب إطلاق النار، يكمن في أن حركة فتح، تشتبه في أن أحد نشطاء الجهــ ـاد الإســ ـلامي، هو الذي بلغ جهاز الأمن العام الإسرائيلي، عن مكان تواجد 3 الشبان من كتائب شهــ ـداء الأقــ ـصى، الذين تم اغتيالهم مؤخراً.

في أعقاب الاحتجاج الشعبي في نابلس، أرادت فتح القدوم إلى خضر عدنــ ـان، للاعتذار له عن إطلاق النار، والتزمت السلطة الصمت، ولم يتم فتح تحقيق رسمي في ملابسات الحادث، مما زاد التوترات بين تنظيم الجهــ ـاد الإســ ـلامي، والسلطة الفلسطينية، حيث تجمعت فصائل المقــ ـاومة، في قطاع غزة، احتجاجا على محاولة اغتيال خضر عدنــ ـان.

ودعا الشيخ خضر حبــ ـيب القيادي بحركة الجــ ـهاد الإســ ـلامي، في قطاع غزة، كافة الفصائل إلى "رفع أصواتها، في مواجهة الفوضى، التي تقودها مراكز متنفذة تقود التنسيق الأمني"، وأضاف: "هناك نظام داخل السلطة، يحيد عمل القيادة الوطنية، وهناك حملات إعلامية منظمة، تستهدف الرموز الوطنية في الضفة الغربية".

وألقى الناطق باسم حمــ ـاس حازم قاســ ـم باللوم على السلطة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن "السلطة وفرت المناخ اللازم، لتنفيذ الجريمة؛ بقطع رواتب الأسرى, والاعتداء على مسيرات الأسرى, المفرج عنهم"، وأضاف: حمــ ـاس تدين بشدة ما حدث للرمز الوطني, خضر عدنــ ـان, وشدد على أن حمــ ـاس, اتخذت موقفا حازما في مواجهة الاعتداء, على الرموز الوطنية المجمع عليها, في الساحة الفلسطينية.

اعتُبرت محاولة اغتيال خضر عدنــ ـان, في الشارع الفلسطيني محاولة من السلطة الفلسطينية، لإسكات الانتقادات الموجهة لها، لكنها تحاول ببراعة أن تفعل ذلك، من خلال المرتزقة، حتى لا تكرر الخطأ عندما أمر كبار مسؤوليها، باغتيال الناشط الحقوقي نزار بنات.

قال مسؤول كبير في فتح، إن السلطة الفلسطينية، فقدت السيطرة الأمنية في منطقة جنين، وأن اغتيال خضر عدنــ ـان، أحد النشطاء البارزين في منطقة جنين، قد يساعدها على استعادة السيطرة على المنطقة من جديد، وقال إن "إسرائيل", تخشى اعتقال أو القضاء على خضر عدنــ ـان, الذي سيؤدي موته إلى إشعال موجة من المواجهات, في الضفة الغربية, وإطلاق صواريخ على "إسرائيل"، من قطاع غزة، وأنها تساعد السلطة الفلسطينية بمعلومات استخبارية، للقيام بـ "العمل الأسود"؛ لأن من المصلحة المشتركة لكليهما؛ التخلص من خضر عدنــ ـان.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023