غزة أسقطت ليبرمان فهل تسقط الحكومة
بقلم ناصر ناصر
أعلن ليبرمان وزير الدفاع الاسرائيلي استقالته من وزارة الدفاع و استقالة أعضاء حزبه من الائتلاف الحكومي ، وذلك على خلفية الاحداث و التطورات الاخيرة ، فهل ستؤدي استقالته لانتخابات مبكرة خلال تسعين يوما ، أم ستستطيع الحكومة الاستمرار حتى نهاية مدتها القانونية ؟
بداية لا بد من الاشارة الى المبررات التي طرحها ليبرمان لاستقالته ، فقد أحصى ليبرمان في مؤتمره الصحفي كل نقاط الخلاف مع الحكومة التي أثارت غضب جمهور اليمين في اسرائيل ، الامر الذي يعني ان استقالته هي سياسية داخلية أكثر منها أمنية ، و لكنه أكد على نقطتي تحول في موقفه وهما : السماح بإدخال 15 مليون دولار كان اول المستفيدين منها على حد قوله هم الفلسطينيين الذين واجهوا و أصابوا جنود الجيش في مسيرات العودة ، أما الثانية فهي مداولات الكابينت أمس و قرار وقف إطلاق النار فيما يعرف فلسطينيا بجولة الكورنيت .
احتمالين اثنين يقفان أمام نتنياهو ، أولهما : ان يستطيع نتنياهو حل مشكلة هوية وزير الدفاع القادم و أن يتجاوز عقبة تهديد نفتالي بينت و مطالبته بوزراة الدفاع أو الاستقالة من الحكومة ، وهو احتمال مستبعد في هذه اللحظة ، فنتنياهو سيصر على الاغلب لبقاء وزارة الدفاع معه شخصيا .
أما الاحتمال الثاني فهو عجز نتنياهو على التوصل لتفاهم مع نفتالي بينت حول ملف وزارة الدفاع ، و بالتالي انسحابه من الحكومة أو قيام نتنياهو بخطوة استباقية يعلن فيها موعد انتخابات مبكرة ، قد تكون خلال 90 يوما.و قد يكون هذا هو الاحتمال الارجح .
و هكذا يبدو ان صاروخ الكورنيت الذي أشعل جولة التصعيد الاخيرة و المسماة على نطاق واسع – جولة الكورنيت - لم يصب باص الجنود في شرق جباليا فحسب ، إنما أصاب وزير الدفاع الاسرائيلي و أسقطه مباشرة ، وقد يسقط معه حكومة و كنيست اسرائيل .