مفاجأة داعــ ـش

موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات


الهجومان في الخضيرة وبئر السبع، يرمزان إلى دخول جهاز الدفاع الإسرائيلي، في فترة صعبة دامت عدة أسابيع، للتعامل مع الهجمات؛ في غضون ذلك، تمكنت داعــ ـش، من قتل ستة مدنيين إسرائيليين، في يومين، في هجومين في وسط "إسرائيل"، ويبدو أن تنظيم داعــ ـش، الذي نجح مرتين في مفاجأة "إسرائيل"، يحاول إعادة العمليات إلى المدن الإسرائيلية، وأعلن التنظيم مسؤوليته رسمياً، عن الهجوم في الخضيرة، رغم أنه لا يزال من غير الواضح، ما إذا كان المنفذون، الذين نفذوا الهجمات، قد فعلوا ذلك بمبادرة منهم، بعد تبني فكر التنظيم، أو بتوجيه واضح من قيادة التنظيم.

أمامنا فترة من الهجمات والمظاهرات، "يوم الأرض"، شهر رمضان، ذكرى أحداث جولة القتال الاخيرة، حمــ ـاس الجهــ ـاد الإسلامي، اللتان أشادتا بالهجوم في الخضيرة وبئر السبع، انخرطتا في تحريض مكثف في الضفة الغربية، منذ عدة أسابيع، مع التركيز على عرب "إسرائيل"، وخاصة البدو في النقب، والعرب في المدن المختلطة. 

وبحسب مصادر أمنية، فإن الهجمات العنيفة في الخضيرة وبئر السبع، ستشجع على المزيد من الهجمات، وستحاول حمــ ـاس والجهــ ـاد الإسلامي، الركوب على نجاح تنظيم الدولة الإسلامية.

المنفذان للهجوم في الخضيرة، هما إبراهيم وايمن إغبارية، من سكان أم الفحم، واعتقل أحدهما عام 2016، بعد سفره إلى تركيا، للانضمام إلى تنظيم داعــ ـش، وسجن حوالي عام ونصف في السجن، لأسباب المخالفات أمنية، أما المنفذ الثاني فقد اعتقل لمدة 3 أسابيع عام 2017، لا يزال جهاز الأمن العام، يحقق في ملابسات هجوم بئر السبع، الذي نفذه عنصر من داعــ ـش محمد أبو القيعان، وتشير التقديرات حاليًا، إلى أنه تصرف بمفرده، لكن في ضوء الهجوم على الخضيرة، قد يتغير التقييم، وسيؤدي التحقيق إلى استنتاجات أخرى.

في الوقت الحالي، يبدو أن أم الفحم، تمتلك بنية تحتية إسلامية متطرفة لداعــ ـش، جيدة التسليح والتنظيم، لم يتمكن جهاز الأمن العام، من إحباطها مسبقًا، وخططت للهجوم في الخضيرة جيدًا.


توقيت الهجوم

وبحسب جهاز الأمن العام، فإن الهجومين في الخضيرة وبئر السبع، نفذهما تنظيم محلي، مستوحى من تنظيم الدولة الإسلامية، ولا توجد أدلة استخبارية حتى الآن، على أن التعليمات جاءت، من مقار تنظيم الدولة الإسلامية في الخارج، تم التخطيط للهجوم في الخضيرة، بشكل جيد، حيث وصل المنفذون، في سيارة تحمل أسلحة عادية، من بنادق آلية وسكاكين، وصندوق ذخيرة، يحتوي على أكثر من ألف رصاصة.

لا يوجد دليل حتى الآن، على ربط الهجوم في الخضيرة، بقمة وزراء الخارجية العرب، في سديه بوكير بالنقب، سوى تصريح صريح للجــ ـهاد الإسلامي، جاء فيه: "إن عودة الهجمات إلى أعماق "إسرائيل"، هي رسالة ردع المستوطنين والجنود الإسرائيليين، وأضاف أن "الهجوم على الخضيرة، هو رد فعل الشعب الفلسطيني، ومحرر الأمة، على "قمة الشر"، التي يشارك فيها وزراء خارجية الدول العربية.


تغيير في تقييمات الأمن

على الرغم من رغبة "إسرائيل"، والتنسيق مع الأردن، والسلطة الفلسطينية، في محاولة اجتياز شهر رمضان، دون وقوع حوادث، مع توفير الإغاثة لسكان الضفة، سيتعين على "إسرائيل"، إعادة النظر في خطواتها، في مواجهة العمليات المتجدد، في المدن الإسرائيلية.

على سبيل المثال، يجب إعادة النظر، في قرار جلب 8000 عامل آخرين، من قطاع غزة، إلى "إسرائيل"، في الأيام المقبلة، يجب على "إسرائيل"، حشد قوات احتياطي حرس الحدود، لنشرها في النقب، ووادي عارة، والمدن المشاركة في الأسابيع المقبلة، وكذلك في مراكز المدن.

لابد من اتخاذ سلسلة من الإجراءات، ضد التصعيد الديني والتطرف، لدى عرب "إسرائيل"، معالجة قانونية وعملية للدعم المتزايد، لفكر داعــ ـش، وأفكار الفصيل الشمالي للحركة الإسلامية، بقيادة الشيخ رائد صــ ـلاح، الذي أطلق سراحه مؤخرًا، من السجن.

يجب إجراء اعتقالات إدارية، على المشتبه بهم المحتملين، بين عرب "إسرائيل"، بناءً على معلومات استخباراتية، ويجب تغيير التشريعات إذا لزم الأمر، وبالطبع زيادة عمليات الشرطة، للكشف عن الأسلحة غير المشروعة، وتهريب الأسلحة، يجب اتخاذ هذه الإجراءات على المدى القريب، خوفا من تصعيد أمني، في الأسابيع المقبلة.


التعافي السريع لداعــ ـش

تشير هجمات داعــ ـش في وسط "إسرائيل"، والتي تتمتع بنظام أمني قوي، إلى تعافي سريع للتنظيم، على الرغم من مقتل زعيمه في سوريا، قبل نحو شهرين، الهجومان في الخضيرة وبئر السبع، سيعيدان تعزيز هالة داعــ ـش، في العالم العربي، وبين مؤيديه في أجزاء أخرى من العالم.

بعد نحو شهر ونصف، على مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، أبو إبراهيم القــ ـرشي، الملقب بعبد الله قــ ـرداش، بعد أن فجر نفسه، عندما هبطت قوة من النخبة الأمريكية، في مخبأه ببلدة أطمة شمال غرب سوريا، لاعتقاله، أعلن الناطق الرسمي باسم الفرقان، وفاته رسمياً.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023