"إسرائيل" تتوخى الحذر من الإجراءات التي قد تسبب اضطرابات وتلوح بالتسهيلات

هآرتس

يهونتان ليس

ترجمة حضارات

انضمت دول المنطقة مؤخرًا، إلى الجهود المبذولة لوقف التدهور المستمر للأمن، وتقود الأردن ومصر وقطر، الحوار مع القيادة الفلسطينية لمنع التصعيد؛ خلال فترة الأعياد.

تحدث رئيس الوزراء نفتالي بينيت، أمس، مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وهنأه بالعيد وشكره على جهوده، في الأسبوع الماضي، وصل عبد الله، في خطوة غير معتادة لزيارة رام الله، لنقل رسائل مطمئنة. 

في الأيام الأخيرة، بعثت الإدارة الأمريكية برسالة إلى السلطة الفلسطينية تحذر من أن استمرار منح تصاريح العمل في "إسرائيل"، مشروط بهدوء أمني خلال شهر رمضان.

تعتبر زيادة عدد تصاريح العمل في "إسرائيل"، إلى جانب الإجراءات الأخرى، لتحسين نوعية حياة الجمهور الفلسطيني، من قبل السلطة الفلسطينية، و"إسرائيل"، تدابير مهمة لمنع التصــ ـعيد، السلطة الفلسطينية مهتمة بتيسير الأمور للجمهور، وبالتالي فهي تعمل علانية على منع التدهور.

ندد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الأسبوع الماضي، في تحرك غير معتاد، بالهجوم الذي وقع في بني براك، التي خرجت من مناطق السلطة الفلسطينية، ودعا إلى الهدوء، وأوضح الأسبوع الماضي، أن "قتل مدنيين فلسطينيين وإسرائيليين، لن يؤدي إلا إلى مزيد من التدهور في الوضع، حيث نحاول تحقيق الاستقرار، عشية شهر رمضان والأعياد اليهودية والمسيحية".

إن الموجة الحالية من العمليات، هي موجة من الأفراد، لا تديرها المنظمات المختلفة، ولا تعبر عن مشاعر عامة واسعة، ولأن هذا ليس تحركًا منظمًا، فإن "إسرائيل" تحرص على عدم تدهور الوضع الدقيق، من خلال قرارات من شأنها إثارة الشارع الفلسطيني، مثل الإغلاق أو التطويق في منتصف العيد.

وتقدر مصادر في "إسرائيل"، أن حمــ ـاس، المهتمة بالفعل بالاضطرابات، في الضفة الغربية والقدس، تفضل هذه الأيام أيضًا كبح جماحها، خوفًا من انتشار المواجهة مع الجيش الإسرائيلي، إلى قطاع غزة، حيث تفضل الحركة الهدوء.

في الأيام الأخيرة، نقلت "إسرائيل" نفسها رسائل عامة وسرية، تهدف إلى زيادة التزام الجمهور الفلسطيني، بمنع التطرف، واستغل وزير الدفاع بني غانتس، التهنئة بشهر رمضان لتتضمن تهديدًا واضحًا: "بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، نعمل على تقديم سلسلة من التحركات، تهدف إلى تحسين نوعية الحياة والاقتصاد، في الضفة الغربية وقطاع غزة"، لكنه أضاف على الفور "أن التحركات، التي تهدد بها التنظيمات الفلسطينية بالترويج لها، لا تمكننا من الاستمرار في العمل على التسهيلات، إلا إذا عاد الهدوء، وعاد الاستقرار الأمني".

قام رئيس الوزراء بجولة يوم أمس، مع رئيس جهاز الأمن العام، لإلقاء نظرة فاحصة؛ على الاستعدادات على الأرض، بعد أن ادعى بينيت الأسبوع الماضي، أن "إسرائيل تواجه موجة من العمليات العربية القاتلة"، كان هذه المرة أكثر انتقاد، وتناول الصعوبات في كشف وإحباط بعض تخطيطات الأفراد.

وقال عندما زار مع رئيس جهاز الأمن العام رونين بارع، وقائد القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي يهودا فوكس، في لواء شومرون داخل السياج الفاصل: "مثل هذا الهجوم، لدى المهاجمين جميع أنواع الأفكار، لذلك نحن في حالة تأهب قصوى، كل من جهاز الأمن العام وشرطة "إسرائيل"، لتحديد أي أثر لفكرة أو خطة للهجوم، وإحباطه مسبقًا".

يركز الجهد الإسرائيلي الآن بشكل أساسي، على ثلاث خطوات تكتيكية: جهد استخباراتي لتحديد مواقع المنفذين المحتملين؛ وإحباط الهجمات، وإغراق المنطقة بالشرطة والجنود، الذين يمكنهم توفير رد سريع على الهجمات، في الوقت الفعلي وإلحاق الضرر بعملياتهم، وسلسلة من الاعتقالات الإدارية، مصممة لتمكن جمع المعلومات الاستخبارية، ومنع المزيد من الهجمات. 

الخوف في "إسرائيل" الآن، هو في الأساس من ما هو غير متوقع: هجوم منفرد في منطقة حساسة، مثل الحرم القدسي، وأن يشعل موجة من المواجهات العنيفة، وجر حمــ ـاس والجــ ـهاد الإســ ـلامي إلى موجة عنيفة وقاتلة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023