برنامج "عوفدا" الحقيقة يكشف الوثيقة السرية الخاصة بعملية تدمير أنفــ اق حمـــ اس

القناة الـ12

ايلانا دايان

ترجمة حضارات




لقد كانت عملية تم التخطيط لها سرًا لسنوات، وتم تسويقها على أنها نجاح كبير.
 الآن، تم الكشف عن خطأ الاتصال لضابط في الجيش الإسرائيلي، والذي كان بإمكان حماس أيضًا الاستماع إليه، قبل ساعات من بدء العملية. "لقد مزقونا" يقول ضابط كبير في محادثة مغلقة، وأيضًا: وثيقة قسم العمليات مع نقد حاد على الأداء الأقل من المتوقع في العملية

حدث هذا في الليلة التي بدأت فيها العملية المعروفة باسم "ضربة البرق"، العملية الرئيسية للجيش الإسرائيلي لتدمير أنفاق المترو. 
هذه عملية مخطط لها منذ سنوات في سرية تامة وهدف واحد: استخدام أنفاق حماس ضدهم.
 الآن تكشف "عوفدا" مع ايلانا دايان عن خطأ اتصال ضابط في الجيش قبل ساعات من العملية، وكذلك الوثيقة السرية التي كتبت في قسم العمليات وانتقدت الأداء في العملية، لكنها لسبب ما لم تصل إلى المستويات العليا في الجيش الإسرائيلي.  

يشرح غادي آيزنكوت، الذي كان رئيس الأركان خلال السنوات التي درست فيها الخطة، أن "الفكرة كانت الاستفادة مما تعتبره حماس ميزة، وتحويل الأنفاق إلى مصيدة موت".
 وقد استندت الخطة إلى فكرة أن يقوم الجيش الإسرائيلي بعملية خداع، بحيث يجعل حماس تعتقد بقرب حدوث مناورة برية في قطاع غزة من خلال اقتراب قوات كبيرة إلى السياج.

كان من المفترض أن تدفع هذه الخطوة حماس إلى دخول الأنفاق، التي اعتبروها مكانًا آمنًا، ثم كان من المفترض بعدها أن يقصف سلاح الجو بدقة من الجو، ويصيب العديد من أعضاء حماس.
 الآن، وبعد مرور عام على تنفيذ العملية من قبل رئيس الأركان أفيف كوخافي خلال عملية "حارس الاسوار"، تم الكشف عن الحقيقة بالكامل عن تخطيطه، وكذلك حول كيفية تنفيذه في تلك الليلة.
 إليكم أهم المعلومات التي تم الكشف عنها:


الخلل قبل العملية بلحظة: " لقد مزقونا"


كما ذكرنا، كان العنصر الأساسي في تنفيذ العملية هو عنصر الخداع: القدرة على حمل حماس على الاعتقاد بأن الجيش الإسرائيلي ينوي المناورة في قطاع غزة. 
عمليًا، وفي المساء الذي نفذت فيه العملية، اقتربت قوات محدودة فقط من السياج، ضابط في إحدى الكتائب يأتي إلى منطقة السياج لتنفيذ عملية "الخداع" يتحدث بالخطأ في اتصال مفتوح، يمكن لحماس الاستماع إليه أيضًا، من خلال ما قاله ذات الضابط، كان واضحًا بأنه لن يدخل أحد بالفعل داخل القطاع.

"كانت هناك بعض الحوادث التي يمكن أن نتعلم منها"، كما يعترف قائد القيادة الجنوبية، اللواء اليعازر توليدانو، الذي كان أحد قادة العملية في تلك الليلة، "لقد كانت لنا بعض الأخطاء المتنوعة خلال العملية". ضابط كبير كان في صلب الأحداث في تلك الليلة يوضح: "لقد مزقونا".

على الرغم من الخلل في الاتصال، تستمر العملية في التقدم للأمام وتستعد القوات الجوية للإقلاع. قرابة الساعة 11:00 مساءً كما تم الكشف الآن للمرة الأولى، وصلت مؤشرات لا لبس فيها إلى قسم الاستخبارات بأن عناصر حماس لا يدخلون الأنفاق، بل على العكس تمامًا: إنهم يخرجون منها، ولم تؤدي هذه المؤشرات إلى تغيير القرار في إطلاق العملية.

يقول قائد المنطقة الجنوبية، اليعازر توليدانو، في مقابلة مع "عوفدا" ما هو حاسم بالنسبة لي هو الفهم بأننا نريد مهاجمة البنية التحتية نفسها، على عكس ما تصفه الخطة لديك، فإن الإنجاز المطلوب هو إنهاء الوسط التحت أرضي (الأنفاق)".

*متى تم استبدال الإنجاز المطلوب؟

"في نفس اليوم".


قائد المنطقة الجنوبية: قُتل القليل في المترو.


ولدت عملية "ضربة برق" وبلورت خلال فترة ولاية غادي آيزنكوت. جلس إزنكوت على كرسي رئاسة الأركان في العام التالي "للجرف الصامد"، عندما تم الكشف عن تهديد الأنفاق بكامل قوته وقسوته. وفي السنوات التالية، حاول الجيش بلورت حل لتهديد الأنفاق، وهكذا ولدت "ضربة البرق" التي كان من المفترض أن توجه ضربة قوية لأعضاء حماس.

آيزنكوت، الذي يتحدث لأول مرة أمام الكاميرا عن هذه العملية، يوضح أن الهدف كان على الأقل ضرب مئات من أعضاء حماس. 
وقال في المقابلة "هذه ضربة كبيرة"، "عندما تقول كتيبة فهذا يعني 400 فرد (300 - 400). إن ضرب مثل هذه الكتيبة هي ضربة خطيرة للغاية لم يتعرضوا لها من قبل".


*هل هذا هجوم على أكثر من كتيبة؟

"على إمكانية ضرب بقدر ما نقرر".


في الساعات التي أعقبت العملية، صدرت بالفعل إحاطات مفادها أن الأنفاق أصبحت فخًا للموت لأعضاء حماس الذين فروا إليها، لكن الآن، ولأول مرة، يقف جنرال أمام الكاميرا ويعترف بأن الإنجاز كان بعيدًا جدًا عن ذلك.
 ظهر اللواء اليعازر توليدانو، قائد القيادة الجنوبية، لإجراء مقابلة مع إيلانا ديان ويقول: "قُتل القليل في المترو، أقل مما كنت أتمنى".


الوثيقة التي هي "زلزال"

مع بدء ظهور الإنجازات الحقيقية لضربة البرق، يبدأ النقد أيضًا في الظهور، نكشف الآن أنه بعد فترة وجيزة من معركة "حارس الأسوار"، كتبت وثيقة سرية داخل قسم عمليات الجيش - 14 صفحة من النقد الحاد، حول كيفية تنفيذ "الضربة" والإنجازات التي كانت أقل من متوقعة ومتواضعة أكثر بكثير مما كان متوقعا.

تنص هذه الوثيقة، على أن القرارات تغيرت بوتيرة سريعة، ولم يكن هناك تنوع في الآراء في المنتديات ذات الصلة. 
هذه الوثيقة "زلزال" يخبرنا من قرأها، ولكن بطريقة ما لا تصل هذه الوثيقة إلى أيدي الجنرالات والضباط المعنيين في الجيش.  

يقول سامي ترجمان، القائد السابق في القيادة الجنوبية: "إنها خطة مختلفة"، "إنها ليست نفس الفكرة، فلا يمكنك أن تعتقد أنك قد بقيت مع نفس الفكرة عندما تقوم عمليًا بتنفيذ خطة مختلفة تمامًا. من المستحيل أن تقوم بعملية خداع عبر البريد، هذا لا يعمل.
 إذا كنت تريد حقاً خلق وضع تتجه فيه ألوية حماس الستة إلى الأنفاق تحت الأرض؛ فيجب أن يكون ذلك من وضع قتال حقيقي، يجب أن يشاهدوا ذلك". 
وعبّر ضابط سابق في الاستخبارات، عن شعوره إزاء نتائج العملية قائلًا: "يا لها من مضيعة".


العمليات السرية لمقاتلي شلداغ"


تطلبت عملية التعامل مع مشروع أنفاق حماس قوات خاصة لمحاولة جلب المعلومات التي من شأنها أن تساعد في تحديد مساراتها.
 يحدثنا من كان قائدًا لشلداغ عندما أطلقوا تلك العمليات لأول مرة كيف يبدو هذا من الداخل، وأيضاً تم الكشف عن مقاطع الفيديو الحصرية للعمل داخل الأنفاق لأول مرة.

*لا يمكن تحديد موقع بعض هذه الأنفاق دون أن تدخلوا فعليًا اليها؟

"لتحديد مسار النفق، نعم."


يقول سامي ترجمان، قائد سابق للقيادة الجنوبية: "حتى يخرج آخر المقاتلين، فلن تتمكن من النوم حتى لو كنت متعبًا حتى السماء".

رد الناطق بلسان الجيش: حققت "عملية حارس الاسوار" الأهداف الموضوعة وخلقت رادعاً هاماً لمنظمة حماس "الإرهابية".
 على ما يبدو، كان هذا العام الأكثر هدوءًا في  القطاع خلال الـ 15 عامًا الماضية. 
وكنتيجة لقوة الهجمات الدقيقة والناجحة، أدركت حماس قدرة الجيش الإسرائيلي على شن هجمات قاتلة تحت الأرض.
 في ظل الظروف العملياتية الناتجة، تقرر تنفيذ عملية كان هدفها الأساسي تدمير جزء كبير من مشروع أنفاق حماس.
 نجحت هذه العملية وتم تدمير منطقة الانفاق المستهدفة. 
وفيما يتعلق بعدد الضحايا في الأنفاق، لم ينشر الجيش الإسرائيلي أبدًا عدد الضحايا "للعدو".
 وفيما يتعلق بعملية صنع القرار، يتم اتخاذ القرارات في القتال في سياق فريد ومع مراعاة اعتبارات واسعة، وكذلك في هذه الحالة، "حتى في وقت لاحق، كان من الواضح أن الهجوم على نظام الأنفاق التابع لحماس يشكل ضررًا كبيرًا للقدرة التي تعتبرها حماس رصيدًا استراتيجيًا".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023