البحرية الأمريكية تنشئ قوة عمل متعددة الجنسيات في البحر الأحمر.. "إسرائيل" لم تنضم بعد

أعلنت البحرية الأمريكية، اليوم الأربعاء، أنها بصدد تشكيل قوة عمل جديدة متعددة الجنسيات، بالشراكة مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، للقيام بدوريات في مياه البحر الأحمر.

اشتدت الهجمات المنسوبة إلى مسلحي الحوثي، المدعومين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية مؤخرًا، في البحر الأحمر، أحد أهم ممرات الشحن في العالم.

رفض الأدميرال براد كوبر، قائد البحرية الخامسة للبحرية الأمريكية، تسمية الحوثيين مباشرة في اليمن، عند إعلان القرار في مؤتمر صحفي.

وتعد مياه البحر الأحمر، بين قناة السويس شمالا، ومضيق باب المندب جنوبا، الذي يفصل شبه الجزيرة العربية عن القارة الأفريقية، أحد أهداف هجمات الحوثيين.

وقال الأدميرال كوبر: "إذا نظرنا إليها من منظور واسع، فإن هذه المنطقة هي في الواقع، الشريان الرئيسي لإمدادات الوقود في العالم".

وأضاف: "هذه المنطقة كبيرة، لدرجة أننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا، وسنعمل مع حلفائنا الإقليميين، بأفضل طريقة".

تتكون وحدة العمليات الخاصة هذه، من 34 دولة، وستعمل تحت قيادة الأسطول الأمريكي الخامس، في البحرين.

لدى الأسطول الخامس الأمريكي حاليًا، ثلاث فرق عمل منفصلة، تهدف إلى معالجة القرصنة، وغيرها من القضايا الأمنية في المنطقة، بما في ذلك في مياه الخليج العربي.

ستبدأ الوحدة الجديدة عملياتها يوم الأحد، وستنضم إليها USS Mount Whitney، وهي سفينة قيادة خاصة، كانت جزءًا من الأسطول السادس الأمريكي، في أوروبا وإفريقيا.

وأضاف الأدميرال كوبر: أن وحدة العمليات الخاصة، التي يتراوح عددها بين سفينتين وست سفن حــ ـربية، ستكافح تهريب المواد الخام، والمخدرات، والبشر.

تعتقد البحرية الأمريكية وخبراء مستقلون، أن الأسلحة التي أرسلتها إيران، والتي تم الاستيلاء على بعضها حتى الآن، يتم إرسالها إلى المتمردين الحوثيين، على طول الطرق البحرية نفسها.

في غضون ذلك، تستخدم منظمة الشباب الإسلامية المتطرفة في الصومال، تهريب الفحم في المنطقة لتمويل نفسها، والمنطقة هي أيضًا، أحد مسارات المهاجرين غير الشرعيين من إفريقيا، إلى المملكة العربية السعودية، والدول المجاورة.

يعد البحر الأحمر ممرًا ملاحيًا مهمًا، لنقل الوقود والمواد الخام وغيرها من البضائع، وتشكل المناجم في مياه المنطقة خطرًا على العالم أجمع، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية، الألغام الملقاة في البحر، تتحرك بحركة الأمواج في مواسم مختلفة، وفي اتجاهات مختلفة.

الألغام في مياه البحر الأحمر ليست ظاهرة جديدة، ضربت الألغام ما لا يقل عن 19 سفينة، في عام 1984.

زادت الحــ ـرب اليمنية، التي بدأت عام 2014، باحتــ ـلال المتمردين الحوثيين للعاصمة صنعاء، المخاوف الأمنية في المنطقة، على مدى السنوات السبع الماضية.

في أكتوبر 2016، انفجرت عدة صواريخ للحوثيين، أطلقت على سفينة أمريكية، وردت الولايات المتحدة، بمهاجمة ثلاث منشآت رادار في موانئ بمناطق سيطرة مليشيات الحوثي، باستخدام صواريخ بعيدة المدى.

وقبل ذلك بأسبوع، تعرضت سفينة إماراتية لصواريخ حوثية.

ومع ذلك، تدعي حكومة الإمارات أن السفينة، كانت تحمل مساعدات إنسانية، لكن الأمم المتحدة، رفضت تأكيد هذا الادعاء.

كما تم الكشف لاحقًا، عن أن السفينة كانت تبحر بين القواعد العســ ـكرية الإماراتية، في إريتريا واليمن.

في أبريل 2021، تعرضت سفينة قيادة تابعة للحرس الثــ ـوري، للهجوم في البحر الأحمر، وكانت بمثابة قاعدة عائمة.

يتكهن البعض بأن الهجوم، كان جزءًا من مواجهة عســ ـكرية سرية، بين جمهورية إيران الإسلامية و"إسرائيل"على المستوى الإقليمي.

وفي يناير أيضًا، استولى المتمردون الحوثيون، على سفينة تحمل علم الإمارات، بالقرب من اليمن.

وزعم التحالف العســ ـكري الذي تقوده السعودية، أن السفينة كانت تحمل إمدادات من مستشفى ميداني، لكن مقطع فيديو التقطه الحوثيون لشحنة السفينة، أظهر أن جزءًا من الشحنة، عبارة عن مركبات عســ ـكرية وأسلحة.

ولم يتم الإعلان حتى الآن، عن انضمام "إسرائيل" إلى فرقة العمل، من ناحية أخرى، رفض المصدر العســ ـكري الأمريكي التعليق على استعداد "إسرائيل"، المحتمل للانضمام إلى فريق العمل.

ووصف القائد الخامس بالبحرية الأمريكية الوضع، بأنه "طبيعي"، ردا على سؤال حول وقوع اشتباكات مع إيران، خلال استئناف المحادثات.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023