وانتهت إسرائيل ..!

بقلم:

الأسير رائد أبو الظاهر
14/4/2022

لقد كثر الحديث هذه الأيام عن عام 2022 عن نهاية متوقعة لإسرائيل، هذا الحديث قادني لمقالة صغيرة كتبتها في عام 2002 والتي كانت بعنوان "وانتهت إسرائيل"، والتي جاءت من وحي ما حصل في انتفاضة الأقصى وتحول الجبهة الداخلية الإسرائيلية إلى ساحة قتال حقيقية أدت الى هجرة مضادة للخارج من قبل  الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية المزدوجة، ثم إلى هجرة أعداد كبيرة من مستوطني الضفة الغربية، وخلو شوارع المستوطنات من المستوطنين، حتى أن بعض منفذي العمليات كانوا ينتظرون عدة أيام ليجدوا سيارات للمستوطنين حتى تكون في مرمى أهدافهم.

المهم هنا أن لا شيء يحدث في عالم الأحلام والأماني، فإن هذه الأرض أرضٌ طاهرة ومقدسة، ومن يريد أن يحررها يجب أن يكون طاهرًا ومقدسًا، ويجب أن يكون طاهرًا وفعله مقدس، وغير متعارض مع قواعد ونواميس الكون الربانية التي لا تتماشى مع وعد الآخرة والوعد الرباني لهذه الأرض، وأن تحرير هذه البلاد لا بد أن تتخلله العزة والكرامة، وأن تبقى وتدرس وتعلم وتربى عليه الأجيال لألف عام قادمة.

وعلى ما أعتقد بأن هذه الشروط لم تتحقق في الموجودين حاليًا، ليس كلها ولا ربعها، وغير موجود ولا يصح أن تتحرر المقدسات بين عشية وضحاها أو بالصدفة، لأنه لو أراد رب العالمين لأتم الأمر منذ عقود، لكن الله يريد أن نأخذ بالأسباب ونعمل بها ولأجلها.

ولنا مثال في ذلك عام 1108 و1110 عندما قام مجموعة من قطاع الطرق من جنوب فلسطين من منطقة النقب بمهاجمة القرى والتجمعات التابعة للصليبيين، وإلحاق الأذى الجسدي والاقتصادي بهم حتى أنهم وصلوا إلى أسوار القدس والتي كان يحرسها مجموعة صغيرة من الصليبين الذين ذهبوا شمالًا إلى خوض معارك كثيرة مثل بحر الدماء وغيرها.

وكان بإمكان المهاجمين الذين قدموا من النقب أن يدخلوا القدس ويغلقوا الأبواب حتى حضور النجدة لكن لم يحدث ولن يحدث، وإذا كان حدث فإننا لم  نكن لنسمع عن حطين وصلاح الدين الأيوبي، وهنا نقول أنه بالعادة يكون للمستضعفين الكثير من الأماني والتنبؤات ليس لها صلة ولا رصيد من الواقع إلا من باب الاستئناف والتحشيد.

وفي النهاية هي لا تظهر، لكن بعض المتعلقين بالهواء ربما يرتدوا أو تحدث لهم صدمة إذا اقتضى هذا التنويه والتنبيه، حتى يحدث وعد الآخرة بأسلوب الأقوياء وليس بأسلوب الضعفاء.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023