العاروري- الشخصية المركزية في اشعال الضفة الغربية

مركز القدس للشؤون العامة وشؤون الدولة

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات





بينما تأخذ غزة استراحة مقاتل، يقوم نائب رئيس الجناح السياسي لحركة حماس بإشعال أحداث "العنف" في القدس والمسجد الأقصى خلال شهر رمضان وإطلاق صواريخ من جنوب لبنان، تعززت مكانة العاروري في قيادة حماس، بعد أحداث رمضان ويسعى لخلافة إسماعيل هنية.

بحسب مصادر حماس، فإن الشخصية الرئيسية التي تحرك موجة "العنف" الحالية في القدس، والمسجد الأقصى وإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان هو صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ورئيس الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية، وحلقة الوصل للتنظيم بين إيران وحزب الله.

بينما كان في العام الماضي محمد الضيف القائد الأعلى للجناح العسكري لحركة حماس هو الذي قاد المواجهة العسكرية مع "إسرائيل" في إطار ما يسمى بمعركة "سيف القدس" على خلفية الأحداث في الشيخ الجراح والمسجد الأقصى، إلا أن من يحرك أحداث "العنف" هذه المرة هو صالح العاروري الذي يحاول تسليط الضوء على أهمية القدس والضفة الغربية في القتال ضد "إسرائيل"؛ بينما تأخذ غزة استراحة من المعركة بعد أن قادتها في العام الماضي.

بتاريخ 24 نيسان أطلق صاروخ باتجاه "إسرائيل" من جنوب لبنان باتجاه منطقة الجليل الغربي، ولم يسفر عن أضرار أو إصابات، ورداً على ذلك أطلق الجيش الإسرائيلي نيران المدفعية على مناطق في جنوب لبنان.

وبحسب مسؤولين أمنيين كبار، فإن إطلاق النار نفذ من قبل نشطاء فرع حماس في لبنان، بموافقة حزب الله، للإشارة إلى "إسرائيل" بأنها أمام عدة جبهات فلسطينية موحدة تعمل كوحدة واحدة للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى ومخيم جنين.

تأسس فرع حماس في لبنان سرًا بعد عملية "الجرف الصامد" في عام 2014 بقيادة صالح العاروري بالتنسيق مع إيران وحزب الله حتى يتم مشاغلة "إسرائيل" من الشمال عند الضرورة دون تدخل مباشر من حزب الله.
يقع مقر الفرع في مدينة صور وله عدة مئات من النشطاء في مخيمات اللاجئين في جنوب لبنان.



نشاط حماس في القدس



كدرس من عملية "حارس الأسوار"، استعدت حماس جيداً قبل شهر رمضان بوقت طويل في القدس  والمسجد الأقصى ووضعت عناصرها في مواقع استراتيجية، مثل: باب العمود وأزقة البلدة القديمة والمسجد الأقصى.

تلقى مئات الشباب من أنصار حماس في القدس مبالغ مالية وأعلام حماس؛ لإثارة "أعمال عنف" ولتجنيد شبان لخرق النظام ومواجهة الشرطة والاستيلاء فعليًا على المسجد الأقصى.

من كان مسؤولاً عن كل هذا النشاط هو صالح العاروري مرة أخرى، فالمشاهد التي رأيناها الأسبوع الماضي في المسجد الأقصى الذي صبغ باللون الأخضر من أعلام حماس، تشير إلى نجاح كبير لجهودها.

قال موسى أبو مرزوق، المسؤول الكبير في حماس، في 24 أبريل/ نيسان: "ما حدث في المسجد الأقصى انتصار لشعبنا ولا يستطيع احد تفكيك وحدة الساحات الفلسطينية المختلفة".

أنشأ صالح العاروري في وقت سابق من هذا العام، بنية تحتية جديدة لحركة حماس في القدس  تحت ستار جمعية خيرية للمحتاجين، برئاسة خالد صباح، الذي تلقى أموالًا من تركيا لتشغيل البنية التحتية، كما قام بتوزيع الأموال على النشطاء في القدس  قبيل شهر رمضان لإثارة أعمال شغب في الأماكن الحساسة للمدينة، وأبرزها المسجد الأقصى.

نجح جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، في الكشف عن هذه البنية التحتية واعتقال خالد صباح وعدد من النشطاء الآخرين وهم الآن قيد المحاكمة.





صالح العاروري – "رأس الأفعى لـ"لإرهاب"



صالح العاروري هو من يقود استراتيجية حماس في الضفة الغربية وهو المسؤول عن إقامة البنية التحتية "الإرهابية" فيها وفي القدس .

هناك منافسة شرسة بين صالح العاروري ويحيى السنوار زعيم حماس في قطاع غزة، وبالنسبة للعاروري لديه مصلحة كبيرة في اشعال الضفة الغربية والقدس  بواسطة العمليات لتحقيق "إنجازات" لحماس في الصراع ضد "إسرائيل".

انتخب العاروري في تموز (يوليو) الماضي في الانتخابات الداخلية للحركة لمنصب زعيم حماس في الضفة الغربية، وكان انتخابه رمزا لانتصار المحور الداعم لإيران في حركة حماس على المحور الموالي للإخوان المسلمين.

وتقول مصادر في حماس إنه عقب نجاح الأنشطة التي بادر بها العاروري ضد "إسرائيل" خلال شهر رمضان هذا العام، تعزز موقعه على رأس الحركة وهو يسعى لخلافة الزعيم الحالي إسماعيل هنية.

العاروري من سكان قرية العارورة في الضفة الغربية، وقضى حكما بالسجن 18 عاما في السجون الإسرائيلية بتهمة إنشاء الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية، وفي عام 2010 أطلق سراحه وأبعد إلى سوريا.

بعد أن غادرت حماس دمشق وانتقلت إلى الدوحة في قطر في أعقاب معارضة حماس للحرب الأهلية السورية، انتقل العاروري إلى تركيا، حيث تم ترحيله تحت الضغط الأمريكي الإسرائيلي وانتقل إلى قطر، ولكن تم ترحيله أيضًا من هناك حتى الاستقرار في لبنان في حي الضاحية في بيروت، بالقرب من مكاتب قائد حزب الله حسن نصرالله.

وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فإن العاروري هو القيادي البارز في قيادة حماس المسؤول عن البنية التحتية العسكرية لحركة حماس في الضفة الغربية. 
قام بتشغيل الخلية التي خطفت وقتلت الصبية الإسرائيليين الثلاثة في منطقة الخليل صيف 2014، والتي أدت في النهاية إلى معركة "الجرف الصامد" في قطاع غزة، وكذلك الخلية التي قتلت الزوجين نعمة وإيتام هنكين في نابلس في فبراير 2015.
ينضم اسم صالح العاروري إلى أسماء شخصيات بارزة أخرى في حماس، إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف وروحي مشتهى وفتحي حماد وعلي الغندور، المدرجون على قائمة "الإرهاب" الأمريكية.

تنقل القيادي في حماس صالح العاروري، كثيراً في العالم العربي، وهو مشغول بالسفر إلى قطر وإيران ولبنان وتركيا.

ومن مدينة اسطنبول يوجه العمليات "الإرهابية" في الضفة الغربية عبر «مقر الضفة الغربية» الذي يعمل به "مخربون" تم ترحيلهم ضمن «صفقة شاليط»، ويتغاضى الاتراك عن نشاطاته.

ويعمل إلى جانب صالح العاروري نائبه زاهر جبارين الذي أفرج عنه في "صفقة شاليط" عام 2011.

زاهر جبارين مسؤول عن التعاظم العسكري لحماس فيما يعرف في المنظمة بـ "مكتب الأشغال". وتقع هذه الهيئة في مكتب الجناح العسكري في اسطنبول بجوار "مقر الضفة الغربية" الذي يوجه الهجمات، وهي مسؤولة عن تطوير القدرات العسكرية لحركة حماس في المجالات الجوية والبحرية والصاروخية، فضلاً عن تطويرها أسلحة جديدة وحرب سيبرانية وتحويل أموال من إيران إلى حماس.

يتحدث مسؤولون أمنيون في "إسرائيل"، عن توجه قيادة حماس لتعزيز بنيتها التحتية في الضفة الغربية بعد عملية حارس الاسوار لمحاولة تقويض استقرار حكم السلطة الفلسطينية؛ مما أدى إلى زيادة تحويل الأموال إلى نشطاء التنظيم في الضفة والقدس .

في سبتمبر من العام الماضي، كشف جهاز الأمن العام النقاب عن بنية تحتية "إرهابية" كبيرة لحركة حماس تم إنشاؤها في الضفة الغربية وتم تأسيسها بشكل منهجي لمدة عام تقريبًا. اغتالت قوات اليمام 3 من أفراد هذه البنية في قرية بيت عنان، وضبطت أسلحة وأحزمة ناسفة جاهزة للتشغيل.

وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فإن صالح العاروري هو من أقام هذه البنية التحتية وقام بتشغيل أحمد زهران أحد كبار "المخربين" الذين قتلوا.

عائلة زهران من المحاربين القدامى في الصراع ضد "إسرائيل"، وكان شقيقه زهران متورطًا في اختطاف الجندي الإسرائيلي نحشون فاكسمان واغتيل عام 1998، وقتل جده عام 1948 خلال معارك القسطل في منطقة القدس، تم تشغيل هذه البنية التحتية من اسطنبول في تركيا ومن لبنان.

وكان مسؤولون إسرائيليون كبار، بمن فيهم الميجر جنرال إيتان دانغوت، المنسق السابق للعمليات في الأراضي الفلسطينية، قد دعوا في السابق إلى اغتيال صالح العاروري، الذي هو بمثابة "قنبلة موقوتة" تخطط باستمرار لتنفيذ هجمات ضد "إسرائيل".

وتؤكد أنشطته ضد "إسرائيل" في القدس ، خلال شهر رمضان هذا العام، ومن جنوب لبنان مرة أخرى على ضرورة قيام "إسرائيل" بتعزيز قوتها الرادعة وتجديد الاغتيالات لكبار قادة حماس.



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023