دخول الملك سلمان إلى المستشفى: تكهنات ومخاوف في السعودية

معهد دراسات الأمن القومي
الباحث في المعهد:
 د. جويل جوزينزكي
ترجمة حضارات







أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية ، الأحد (8 مايو) ، أن الملك سلمان بن عبد العزيز، 86 عاما، نُقل إلى المستشفى في جدة لإجراء فحوصات.
 يأتي دخول الملك إلى المستشفى في وقت حساس، وتثير  مرة أخرى، مخاوف وتكهنات بشأن استقرار المملكة في ذهابه.

قد تواجه المملكة أزمة قيادية بوفاة سلمان في ظل مجموعة من التحديات. 
على سبيل المثال، العلاقات مع الولايات المتحدة، التحالف المركزي منذ 77 عامًا، هي بالفعل في أزمة.
 هناك قلة قليلة في واشنطن لم تتصالح مع حكم محمد بن سلمان، نجل الملك والوصي ووزير الدفاع.  

الشعور السائد في الرياض أن الإدارة الأمريكية لم تعد تعتبرها حليفاً رئيسياً، وأنها تتصرف أحياناً بطريقة تتعارض مع مصالحها الأساسية .

هذا هو الحال مع الانسحاب من أفغانستان، والسياسة تجاه الحوثيين في اليمن والخطر الرئيسي لإيران، والطريقة التي تتفاوض بها مع الملف النووي.

ومع ذلك، فإن معاملة الرئيس بايدن لمحمد بن سلمان (خاصة في ضوء اغتيال الصحفي جمال خاشقجي والحرب في اليمن) لم تكن أقل من التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة وتقويض شرعية الحاكم الفعلي و ملك المستقبل.

بالإضافة إلى ذلك، تمر علاقات المملكة العربية السعودية مع إيران بمنعطف حرج، تتطلب المحادثات بين الخصمين الإقليميين اتخاذ القرار، وبعضها مهم.
 ويستمر الحوار بين الطرفين منذ أبريل 2021 في جو إيجابي نسبيًا يعكس اهتمام الخصمين بتخفيف التوترات وحل المشكلات التي تلوح بظلالها على علاقاتهما، على وجه الخصوص، الحرب في اليمن، التي دخلت مرحلة حرجة بتغيير قيادتها ووقف إطلاق النار بين التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين المدعومين من إيران.

إن هوية زعيم المملكة المحافظة، أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط وحارس الأماكن المقدسة للإسلام، لها أهمية إقليمية وعالمية وتداعيات مباشرة على "إسرائيل" أيضًا.
 لـ"إسرائيل" مصلحة واضحة في استقرار المملكة وتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة حتى تستمر في أن تكون جزءًا من المعسكر العربي الموالي لأمريكا. 
علاوة على ذلك، تشير التقديرات إلى أن بن سلمان سيظهر براغماتية أكبر من والده في كل ما يقال عن العلاقة بين "تل أبيب" والرياض، واستعداده لأن يكون أكثر انفتاحًا في العلاقة.

لكن مسألة الاستقرار الداخلي في المملكة باتت الآن موضع تساؤل كبير على الأقل حتى الوقت الذي استقر فيه الملك الجديد في حكمه. ستساعد قيادته المركزية وسيطرته على جميع الأجهزة الأمنية في المملكة الملك محمد بن سلمان، في الوقت المناسب، على الحكم بيد عالية وقمع المعارضة التي لا تزال في السلطة.
 ومع ذلك، فقد بقي مع خصوم عنيدون من داخل مجلس النواب قد يقوضون شرعية حكمه ويضعون المملكة في فترة من عدم الاستقرار الداخلي تجعل من الصعب على المملكة تحقيق أهدافها الطموحة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023