بقلم: أيمن عبد المجيد
11-5-2022
ما يقلق الاحتلال الصهيوني (سارق الأرض، والجسد، والذاكرة، وقاتل المدنيين، والنساء، والأطفال) هو: عدم قدرته على إخفاء جرائمه النكراء، وحقيقة فاشيته وعنصريته في حق الشعب الفلسطيني، لأسباب كثيرة ومنها: "شيرين أبو عاقلة" وما تمثله من إعلام حرّ، فقد استيقظ العالم اليوم على نبأ استشهاد الصحفية "شيرين" مراسلة الجزيرة، وإصابة زميلها "علي السمودي" من قبل قناص صهيوني أثناء تغطيتهم لاقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم الصمود والتحدي (جنين القسام).
لن أتحدث هنا عن جرائم الاحتلال واستهدافه للصحفيين الفلسطينيين كما كل الشعب الفلسطيني؛ محاولاً بذلك إخفاء ما يرتكبه من جرائم وإرهاب بعيداً عن عدسات الصحافة الفلسطينية والعالمية، إنما أريد التحدث عن مدى وكيفية تفاعل الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية مع خبر اغتيال مراسلة الجزيرة "شيرين أبو عاقلة".
يعد الأسرى الفلسطينيين من المتابعين الجيدين للأخبار والأحداث والإعلام، ويتفاعلون بشكل كبير مع كل حدث داخل فلسطين المحتلة، ولكن ما لفت نظري -ولأول مرة- حجم التفاعل الكبير مع هذه الفاجعة، فلقد خيّم الحزن على الأسرى داخل السجون صباح هذا اليوم، وكم كان حجم الدعوات لها بالرحمة، الأمر الذي يدل على مدى احترام الأسرى، وحبهم للشهيدة الصحفية "شيرين"، فهي مناضلة وطنية تدافع عن شعبها بسلاح الحقيقة، ولقد شكّلت -أيضاً- نموذجاً يحتذى به في الوحدة الوطنية الفلسطينية بين المسلمين والمسيحيين.
وأخيراً، ربما "شيرين" كما قالت لم تستطع تغيير الواقع، ولكنها فعلاً كانت قادرة على إيصال صوت المظلومين الفلسطينيين للعالم.
خالص العزاء لعائلتها وللجزيرة ولكل محبي العدالة في العالم.