غروب الشمس و لعبة العروش سيناريوهات اليوم التالي لمحمود عباس

واي نت

ليران ليفي

وضعت الشرطة خططاً ليوم موت أبو مازن، والقادة الميدانيون لا يعرفون عنها.

كُشف: -قبل أربع سنوات-، صاغت المنظومة الأمنية الأوامر "غروب الشمس" و "لعبة العروش"، اللذين يتعاملان مع التهديدات والسيناريوهات لليوم التالي لأبو مازن، ولكن منذ ذلك الحين تم استبدال القادة في مراكز شرطة لواء الضفة، وبدلائهم ليسوا على دراية بالخطط ولم يتمرنوا عليها أبدًا.

بدأت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الاستعداد في وقت مبكر من عام 2018م، لليوم التالي لرحيل رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس"، حيث تخشى الشرطة من أن تؤدي وفاة الرئيس الفلسطيني إلى تصعيد ميداني وصاغت أمري جاهزية، بل إن القوات مارست وتدربت على هذه السيناريوهات على الأرض.

وقد علمت "يديعوت أحرونوت"، وموقع "واي نت" أنه منذ ذلك الحين، تغير العديد من المسؤولين الرئيسيين في لواء شرطة الضفة، ومن حل محلهم - بمن فيهم قائد مركز الشرطة في "معاليه أدوميم"، وقائد مركز "بنيامين" - ليسوا على دراية بالأوامر ولم يراجعوها قط، والخوف هو أنه في لحظة الحقيقة لن تكون الشرطة مستعدة للعواقب المتوقعة على الأرض مع موت زعيم السلطة الفلسطينية.

وصلت الأوامر إلى "واي نت"، و "يديعوت أحرونوت" وتم الكشف عنها -لأول مرة- عبر الصحيفة، فالأمر الذي يتناول اللحظات التي تعقب وفاة "أبو مازن"، يسمى "غروب الشمس"، ويتضمن نشر القوات على محاور الطرق المرورية في الضفة_السيطرة على المحاور الرئيسية، وإدارة حركة المرور في المنطقة من قبل شرطة لواء الضفة. 

يفصل الأمر الاستعداد لخرق القانون والنظام_ حيث ستنشر الشرطة والقوات في مناطق رئيسية في أراضي الضفة، ويتضمن أيضًا تكامل العمل بين قوات الجيش والشرطة على الأرض، وكيفية التعامل مع المواجهات.

كما وينطوي الأمر على عدة سيناريوهات منها: مواجهات على المحاور مع الخشية من وقوع سيارات للمستوطنين الإسرائيليين فيها، بحيث تتطور الى إطلاق نار حي على السيارات، وإلقاء زجاجات حارقة وإلقاء حجارة، كما يحدد الأمر طريقة الرد وانقاذ المستوطنين الذين سيتورطون في هذه الأحداث.

سيناريو آخر، يتعلق باحتمال أن تضطر الشرطة والجيش الإسرائيلي إلى مرافقة نعش "أبو مازن"، حيث يتطرق أحد السيناريوهات إلى احتمال دخول أبو مازن إلى مستشفى أردني وإنهاء حياته هناك، وإذا حدث ذلك، سترافق الشرطة النعش الذي سيصل عبر "جسر اللنبي" في موكب، وسيكون هناك مرافقة مشتركة مع الجيش الإسرائيلي إلى حاجز "فوكس" عند مدخل رام الله.

الأمر الثاني: "لعبة العروش"، يتناول اللحظات التي ستعقب دفن "أبو مازن" حتى تولي زعيم فلسطيني آخر السلطة.

وبحسب الشرطة، ستكون هناك فصائل ومليشيات ستحاول الاستيلاء على السلطة في مكان "أبو مازن"، مما سيكون لذلك تأثير مباشر على الطرق المرورية، حيث تتوقع الشرطة تبادل لإطلاق النار بين العشائر، مما سيؤثر على إحساس السكان بالأمن.

 وتقدر الشرطة أن مستوطنتي "بساغوت"، و"بيت إيل" ستكونان بؤرة حوادث إطلاق النار والرشق بالحجارة من قبل الفلسطينيين.

ويعالج أحد السيناريوهات الواردة في الأمر تدفق آلاف الفلسطينيين إلى مكان الجنازة، والمليشيات المسلحة التي ستجوب المنطقة، والمخاوف من أن يقع مواطنون إسرائيليون في وسط أعمال العنف والفوضى التي ستنشأ في المنطقة.

وعليه، فإن الأمر يذكر تفاصيل القوات التي ستتمركز عند التقاطعات، ودورها في الرد والاستجابة للاضطرابات، ومحاولات إيذاء الإسرائيليين.

أشار ضابط شرطة -كبير- وعلى علم بالتفاصيل: أن قادة المراكز في لواء الضفة، بمن فيهم قادة محطتي "معاليه أدوميم"، و"بنيامين"، التي من المتوقع أن تتطور مواجهات في مناطقها في اليوم التالي لوفاة "أبو مازن"، ليسوا مطلعين على الأمر على الإطلاق.

وأضاف الضابط الكبير: إن "أبو مازن ليس شابا ولا يتمتع بالصحة، وحقيقة أنهم لا يعرفون الأوامر، وحقيقة أن جميع القوات الموجودة على الأرض لم تتدرب منذ عام 2018، على الرغم من أن العديد من الضباط قد تغيروا منذ ذلك الحين، هي شهادة فقر للشرطة، ومن الواضح أنه عندما يأتي هذا الحدث، فإن الضباط المعنيين ليسوا مستعدين له على الاطلاق ".

وقالت الشرطة في ردها: "نحن لا نتطرق بالعادة إلى الأوامر أو الخطط التنفيذية".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023