حمـ ــاس تستعد لحرب طويلة ضد "إسرائيل"

نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات


*ملاحظة المقال يعبر عن رأي الكاتب فقط*.



لا بد أن كل من تابع الجنازة الضخمة لمراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقله عبر شاشات التلفزيون لاحظ أن الأعلام "الفلسطينية" فقط رفعت في الجنازة ولم يرفرف علم حمــ ـاس واحد.

هذا بعد شهر رمضان، سيطر اللون الأخضر لأعلام حمـ ـاس على جميع الأحداث تقريبًا، وخاصة في الأحداث في الحرم القدسي.

استشهــ ـاد شيرين أبو عاقله كالصاعقة في يوم صاف على السلطة الفلسطينية، لكنها تعافت وسارعت للاستفادة منها لتلبية احتياجاتها السياسية وحتى تجاوزت حركة حمــ ـاس.

استغلت استشهـــ اد شيرين أبو عاقله، مسيحية الأصل، لتجعل منها رمزًا وطنيًا علمانيًا يوحد الفلسطينيين، بدون الرموز الدينية لحركة حمــ ـاس.

سارع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى احتضانها كرمز لحركة فتح، وأقام لها جنازة رسمية في مراسم عسكرية في المقاطعة برام الله بالقرب من قبر ياسر عرفات، ومن هناك غادر موكب الجنازة إلى القدس الشرقية مع فلسطينيين يحملون العلم الفلسطيني.

وتشعر حركة حمــ ــاس بالقلق من تحرك رئيس السلطة الفلسطينية الذي يعتقدون أنه يفسد زخم التحرك الذي بدأ قبل عام في جولة القتال الأخيرة في غزة، والتي تركز على تحرير القدس والمسجد الأقصى.

تقدر مصادر حمــ ـاس أن تحرك السلطة الفلسطينية للاستفادة من استشهــ ـاد الصحفية شيرين أبو عاقلة للتنديد السياسي بـ"إسرائيل" باعتبارها "جرائم حرب" محكوم عليها بالفشل مقدمًا، ولا توجد فرصة لمحاكمة "إسرائيل" في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أسقطت القضية من جدول الأعمال الدولي.

ظاهريًا، أعربوا عن دعمهم لمسار الإحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

تريد حمـ ــاس إعادة الأجندة الفلسطينية للتركيز على القدس والمسجد الأقصى.

أجرى خالد مشعل، زعيم حمــ ـاس في الخارج، مقابلة في 15 مايو مع صحيفة القدس الشرقية القدس، ذكر فيها أن "القدس والمسجد الأقصى هما عنوان الكفاح ضد "إسرائيل" وأن استشهــ ـاد شيرين أبو عاقله هشاشة الاحتــ ــلال".

ستعود الأجندة الفلسطينية بطبيعة الحال إلى الخطوط العريضة التي وضعتها حمـــ اس بخصوص القدس والمسجد الأقصى مع اقتراب "يوم تحرير القدس" و "يوم النكسة" (اندلاع حرب الأيام الستة عام 1967).

القدس والمسجد الأقصى سيكونان مرة أخرى في قلب الأحداث. لا تشير حمـــ اس إلى جولة القتال الأخيرة، التي استمرت 11 يومًا، على أنها جولة قتال قصيرة، وإنما على أنها الفصل الأول في المعركة الشاملة لتحرير القدس والمسجد الأقصى.

والتي تسميها بـ"سيف القدس" التي ستستمر حتى الهدف النهائي، ويقول زعيم حمـ ــاس يحيى السنوار "السيف مشرع ولن يعود إلى غمده حتى يتحقق كل الأهداف".


بمعنى آخر، حمـ ــاس تخوض معركة علنية ضد "إسرائيل"


هذا الوضع يتطلب قرارا واضحا من قبل "إسرائيل" في وقت ما، لا يمكن إجراؤه في وضع تكون فيه قواتها الأمنية مشدودة إلى أقصى حد لعدة أشهر، يجب أن نتذكر أن رمضان وأيام الذكرى الفلسطينية موجودة كل عام وهي كذلك. من المستحيل الموافقة على موافقة "إسرائيل" على حدوث هذه الاحداث كل عام.

في ذكرى جولة القتال الأخيرة في غزة، تحتفل حمـ ــاس بإنجازاتها الأربعة الرئيسية:

* توحيد الساحات الفلسطينية ضد "إسرائيل" - خاصة في الوسط العربي والمدن المختلطة.


* اعتبار حركة حمـــ اس "مدافعة وحامية القدس والمسجد الأقصى" في عيون الفلسطينيين والعرب حول العالم.


* تعزيز موقف حمــ ـاس في الشارع الفلسطيني على حساب السلطة.


* الكشف عن نقاط الضعف في نظام "القبة الحديدية".


تريد قيادة حمــ ـاس الآن قيادة حرب الاستنزاف ضد "إسرائيل" من خلال العمليات والمظاهرات في القدس الشرقية والضفة الغربية لتمكين إعادة التأهيل المدني لقطاع غزة من أضرار الحرب الأخيرة وإعادة إعمار البنية التحتية للأنفاق المدمرة و تجديد إمدادات الصواريخ.

وقال يحيى السنوار زعيم حمــ ـاس في قطاع غزة قبل أيام في ندوة داخلية بقطاع غزة: "لن نسمح تحت أي ظرف من الظروف لـ"إسرائيل" أن تهدم أي من إنجازات معركة" سيف القدس "، سنحافظ على الإنجازات ولن نسمح بانزلاق قطاع غزة إلى دوامة العنف، سنحافظ على سلامة شعبنا ونخوض المعركة مع العدو وفقا لمصالح شعبنا ".

بالتوازي مع محاولة إطلاق انتفاضة جديدة في القدس الشرقية والضفة الغربية، تواصل حمــ ـاس عملية التكثيف العسكري في قطاع غزة:


إعادة تأهيل منظومة الأنفاق وتجديد مخزون الصواريخ وتطويرها استعدادًا لاستمرار الاستعدادات للحرب مع "إسرائيل"، يُتوقع أن تكون الجولة القادمة من القتال أطول وأكثر عنفًا، وحمــ اس عازمة على ترسيخ إنجازاتها بل وحتى تحقيق إنجازات جديدة.



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023