مركز القدس للشؤون العامة والدولة

بنحاس عنباري

ترجمة حضارات

مباشرة بعد وفاة الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في مخيم جنين للاجئين، أجريت مقابلة مع محافظ جنين، نيابة عن السلطة الفلسطينية، أكرم رجوب، في إذاعة الجيش الإسرائيلي، متهماً "إسرائيل" بارتكاب "جريــ ـمة" بأسلوب عــ ـدواني حتى قبل وبدأ التحقيق في ملابساتها وفاتها.

ولدى سؤاله عن احتمال أن يكون المسلــ ـحون، هم من أطلقوا النار على الصحفي، نفى ذلك بشدة، وهذا غريب للغاية، لأن أكرم الرجوب؛ أكثر من أي محافظ آخر في الضفة الغربية، متضرر من الاذرع المســ ـلحة.

حتى وقت قريب، اضطر محافظ نابلس إلى الفرار من المدينة، لأنهم كانوا يهددون حياته؛ يبدو أن أبو مازن طرده لمشاركته في حدث للسامريي؛ ولا يجرؤ على العودة إلى قريته دورا في جبل الخليل، لأن مسلحين في القرية يهددونه؛ بسبب الثأر بين العائلات منذ أيام بعيدة.

عندما دخلت قواته في تبادل لإطلاق النار، مع المسلحين في نابلس وجنين، قتل رجاله أيضًا مدنيين غير متورطين، بالإضافة إلى ذلك، فإن حاجة السلطة الفلسطينية، لأن يعمل الجيش الإسرائيلي في جنين، بدلاً من قوات الأمن، تنبع من حقيقة أن رجال أكرم الرجوب، دخلوا في حسابات انتقام عشائري، بسبب المتورطين وغير المتورطين في قتلهم. 

واتضح للسلطة الفلسطينية، أن القوة في جنين، لم تكن قادرة على التعامل مع المخيم؛ ونتيجة لذلك تم استبدال الضباط في جنين بآخرين؛ ولكن اتضح أن هذا لم يساعد أيضًا.

هو نفسه، اتهم ضباط من قواته بإطلاق النار سرا مع المسلحين، في مؤسسات السلطة الفلسطينية في جنين.

نفس الرجوب، يتهم "إسرائيل" بقتل الصحافية، وعندما فعل رجاله نفس الأشياء في ظروف مشابهة، فهذا يدل على طبيعة الرجل، الذي يفترض أن يكون شريكا لـ"إسرائيل"، في الحــ ـرب على الـ"إرهــ ـاب".

لكن ليس هذا فقط، وقد حرض المسلحين على التحرك ضد "إسرائيل"، في 21 ، 24 تشرين الثاني، قال لمحطة إذاعية في جنين: "لا توجد مقاومة مســ ـلحة في جنين؛ منذ أن أتيت إلى جنين كمحافظ، لم نر أحداً يطلق النار على الاحتــ ـلال، أو على الجنود، أو على المستوطنات".

قال: إن 'ما حدث في جنين، ما هو إلا فوضى وخرق للقانون؟ بعد أن نفذ شاب من جنين عملية في شارع ديزنغوف، قال أكرم الرجوب إن هذا العمل ليس "إرهــ ـابا".

في أعقاب الاشتباكات التي اندلعت في جنين، بين قوات السلطة الفلسطينية والمسلحين، بعد اعتقال ابن القيادي في الأسير زكريا الزبيدي، المعتقل في "إسرائيل"، توصل الرجوب والمسلحون، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار الداخلي، وتوجيه النار إلى الاحت ــلال.

ما الذي يمكن فهمه من هذه الأشياء؟ أنه إذا ضرب المسلــ ـحون "إسرائيل"، فلن يلاحقهم.

وبحسب نتائج تصريحاته، فإن هذا بالضبط ما فهمه المسلحون، لكنهم لم يطلقوا النار عليه في تلك الليلة، على منزله.