يديعوت أحرونوت
مئير ترجمان
ترجمة حضارات
على خلفية الذكرى السنوية للعملية العسكرية في غزة، والمواجهات في المدن المختلطة، من المتوقع أن يكون يوم القدس أحد أيام الذروة للجاهزية الأمنية لدى الشرطة. استعدادًا للمسيرة التي ستمر -أيضًا- في باب العمود، تستعد الشرطة، جنبًا إلى جنب مع الجيش والشاباك، لتحذيرات استخباراتية.
بينما أعلن بن غفير أنه سيصل إلى الحرم القدسي، وهددت حماس والجهاد بالرد، تستعد الشرطة مع قوات مدعومة للسماح بمسيرة الأعلام في يوم القدس، والتي ستنظم بعد أسبوع، سيدخل خلالها المشاركون عبر باب العمود إلى أزقة البلدة القديمة إلى الحائط "الغربي".
بالتوازي مع الاستعدادات لاحتواء مسيرة الأعلام وتأمينها، قالت الشرطة -الليلة- (الأحد)، إنه تم خلال الأيام الماضية تلقي طلبات لتنظيم مسيرات مماثلة في اللد والرملة وعكا، حيث أبلغت الشرطة -اليوم- وزير الداخلية عومير بارليف أنه يمكنها -أيضاً- تأمين المسيرة عند باب العمود والحي الإسلامي، على الرغم من المعلومات حول الاستفزازات المحتملة من قبل فلسطينيين من القدس الشرقية والسلطة الفلسطينية الذين سيحاولون إثارة الفوضى من خلال الصراخ والتحريض والتلويح بأعلام فلسطينية، ونتيجة لذلك، يتجهزون في لواء القدس بالآلاف من رجال الشرطة وحرس الحدود لخلق حاجز بين المشاركين وهؤلاء الشباب.
كما تدرك الشرطة نية حماس وعناصر "إرهابية" أخرى بلورة هوية موحدة بين المجتمع العربي في "إسرائيل" وقطاع غزة والسلطة الفلسطينية من أجل إشعال المنطقة مرة أخرى، تقول الشرطة إنها تعلمت دروسًا من أحداث العام الماضي، حيث تجهزت بقوات كبيرة في القدس وتركت المدن المختلطة والبلدات العربية في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك الطرق الرئيسية، وأوضحت أنها ستكون جاهزة هذا العام لتوفير استجابة فورية لأي محاولة لتعطيل وتقييد حرية التنقل.
وتستعد الشرطة لسيناريو هجوم خلال المسيرة في القدس، أو في أي مكان آخر في البلاد، و تستعد لذلك مع استخبارات الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك"، وعلى طريق الجيش الإسرائيلي، ستقوم الشرطة باعتقالات وقائية لإحباط أي محاولة للقيام بأعمال إرهابية أو استفزازية، خاصة استعدادًا للمسيرة في القدس، وأوضحت الشرطة -الليلة- أنه لا يوجد قانون يمنع رفع الأعلام الفلسطينية، لكن القادة الميدانيين على مستوى قائد المنطقة سيُمنحون الفرصة ليقرروا ما إذا كان هذا سينزلق للتحريض أم دعوة للعنف.
وبعد أكثر من أسبوع على تشييع مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، ما زالت المشاهد القاسية تحوم حول ضباط الشرطة الذين هم في مرحلة المصادقة على خطط حراسة "يوم القدس"، هذا بالرغم من أنهم ما زالوا ينتظرون -بتوتر كبير- نتائج لجنة تحقيق الشرطة لفحص سلوك الشرطة في جنازة الصحفية، وتؤكد الشرطة: "نحن أقوياء في كل مكان في البلاد، وخاصة في القدس، وسنكون قادرين على الرد الفوري على أي محاولة لزعزعة النظام"، وأضافوا: "نستعد لمحاولات إثارة أعمال عنف في القدس التي تعتبر أكثر الأماكن تفجراً، ويمكن أن تشعل البلاد إلى مستوى الصواريخ من قطاع غزة".
في الوقت نفسه، تواصل الشرطة عملية ملاحقة وترحيل المقيمين غير الشرعيين إلى السلطة الفلسطينية، وناشدت أرباب العمل بعدم السماح لهم بدخول "إسرائيل"، حيث أدت سلسلة الهجمات القاسية في الشهرين الماضيين إلى تفاقم التحديات التي تواجه قوات الأمن -بما في ذلك قضية المقيمين غير القانونيين.
وفي السياق أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أن التنظيم بعث برسائل إلى وسطاء مع "إسرائيل" مفادها أن مسيرة الأعلام هي خطوة استفزازية وعدوانية من شأنها أن تؤدي إلى الرد، كما أطلق في وقت سابق -اليوم- زعيم حماس إسماعيل هنية -أيضًا- تحذيرًا علنيًا "لإسرائيل" بعدم إقامة مسيرة الأعلام في يوم القدس بحسب المسار المخطط له، وذكر هنية: "أقول صراحة وأحذر العدو من ارتكاب مثل هذه الجرائم والأعمال".
في نهاية هذا الأسبوع، وبعد يوم من قرار وزير الأمن الداخلي عومير بارليف السماح للمشاركين في مسيرة الأعلام بالمرور عبر البوابة التي يمر من خلالها عشرات الآلاف من الفلسطينيين كل يوم جمعة للصلاة في المسجد الأقصى، نقلت فصائل المقاومة في قطاع غزة تحذيراً واضحاً "لإسرائيل" حول مسار المسيرة، وورد حينها أن هذا يعد "تجاوزًا للخطوط الحمراء" في القدس.