اليوم التالي ليوم القدس في الشارع الفلسطيني: انتقادات لحماس و "منظمات المقاومة"

معهد بحوث الأمن القومي

يوحنان تسوريف

31 مايو 2022

ترجمة حضارات



تسود مشاعر خيبة الأمل والهجر وحتى الهزيمة بين العديد من سكان القدس الشرقية، بعد موكب الأعلام الطويل الذي أقيم في يوم القدس، وحضره العديد من الشباب والكبار اليهود.

خيبة الأمل هي نتيجة الترقب الكبير الذي أثارته حماس وغيرها من التنظيمات المقاومة، حزب الله والسلطة الفلسطينية -أيضاً-، التي دعت الجماهير إلى النزول إلى الشوارع لمواجهة المتظاهرين "وإثبات من يملك" شرق المدينة، علاوة على ذلك، تبدد توقع قيام حماس بتنفيذ تهديداتها وإطلاق الصواريخ أو إبداء تصميم كبير خلال اليوم.

وتشير الأصوات التي سمعت من غزة إلى أنهم يقبلون المسيرة ولا يحاولون مواجهتها، والمنظمات الأخرى التي هددت -في كثير من الأحيان- قبل المسيرة لم تتخذ أي خطوة من شأنها التأثير على المسيرة، ولو تم اتخاذ مثل هذه التحركات لكانت شجعت الكثيرين على النزول إلى الشوارع والاحتجاج ومواجهة المتظاهرين.

عمليًا، تم طلاء شرق المدينة باللونين الأزرق والأبيض، ونزل عدد قليل جدًا من سكان شرق المدينة إلى الشوارع.

في حين بدأت حماس وحزب الله وشخصيات معارضة أخرى بخطاب اعتذاري بأسلوب "سنختار الزمان والمكان المناسبين" للرد وتعبيرات أخرى مماثلة لا قوة لها في تفسير الفجوة بين الوعود وتقاعسهم عن العمل.

بينما سعت السلطة الفلسطينية -التي عملت لصالح حماس قبل المسيرة-، إلى رؤية المنظمة تفشل، وبالتالي لم تتدخل أو تمد يدها إلى سكان شرقي المدينة.

وسيتضح فيما بعد تفسير عدم تحرك تنظيمات المقاومة، وربما يعود ذلك إلى الردع الذي أحدثته التحذيرات الإسرائيلية، أو اقترانه بالضغط المصري والقطري على حماس، وقد تكون هذه اعتبارات تتعلق بالتكلفة والعائد في ظل الخوف من الدمار الكبير الذي سيُلحق مرة أخرى بقطاع غزة من الرد الإسرائيلي المتوقع.

على أي حال ، فقد أصابت حماس هالة ربطتها بنفسها خلال العام الماضي بين سكان القدس الشرقية، وهي هالة من منظمة مغرية وجديدة مستعدة لتحمل المخاطر.

وتجدر الإشارة إلى أن الغضب يأتي -أيضًا- من السلطة الفلسطينية الضعيفة، التي لا تزال صامتة وتمتنع عن مد يدها لصالح السكان الذين -يحتكون أكتافهم- بشكل متكرر أكثر من ذي قبل بالشرطة والجمهور اليهودي الساعين لإظهار وجود يهودي في شرق المدينة.

إن الشعور بالهجر الذي يعيشه سكان القدس الشرقية في يوم القدس يثير مخاوف بشأن عدم قدرة القيادتين الفلسطينيتين على الدفاع فعليًا عن المسجد الأقصى، وفي ظل الأصوات التي يسمعها المتظاهرون والمتحدثون اليهود "التوق إلى الهيكل" المسجد  الأقصى.



ملاحظة: المقال يعبر عن رأي الكاتب فقط.



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023