مركز القدس للشؤون العامة وشؤون الدولة
الكاتب: يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
قتل جنود من الجيش الأردني -في مطلع الأسبوع الماضي- أربعة مهربين وجرحوا آخرين، في تصادم على الحدود السورية الأردنية شمال المملكة.
حيث اشتدت -في السنوات الثلاث الماضية- ظاهرة التهريب من سوريا إلى الأردن وأصبح الموضوع مصدر قلق كبير للمؤسسة الأمنية الأردنية.
وقد قام العاهل الأردني الملك عبد الله -بنفسه- بدوريات على الحدود السورية الأردنية، بحكم كونه القائد الأعلى للجيش، وأثار القضية مع كبار مسؤولي الإدارة في زيارته الأخيرة لواشنطن.
هذه ليست مشكلة إجرامية خطيرة فحسب، بل مشكلة أمنية، يزعم الأردن أن إيران وكبار مسؤولي الجيش السوري يقفون وراء ظاهرة التهريب لأسباب اقتصادية ولكن -أيضًا- من منطلق الرغبة في زعزعة استقرار المملكة الهاشمية.
وفي صدد ذلك قرر الأردن إطلاق حملة إعلامية حول هذا الموضوع، وفي حين أن الأردن يكافح بحزم ظاهرة التهريب_حيث إن سوريا لا تتخذ أي إجراء لمنعها.
وكانت السلطات الأردنية قد ضبطت -منذ بداية العام- 20 مليون حبة من مادة الكبتاغون مهربة من سوريا إلى الأردن مقابل 14 مليون حبة مخدر ضبطت العام الماضي.
فيما بدأ المهربون السوريون في استخدام الطائرات المسيرة للتهريب من جنوب سوريا إلى شمال الأردن، يفكر الجيش الأردني -أيضًا- في استخدام الطائرات المسيرة أو الطائرات بدون طيار لتحويل واعتراض الطائرات بدون طيار التي يستخدمها المهربون.
وبحسب مصادر أردنية، يحصل المهربون مقابل كل عملية تهريب على مبلغ يتراوح بين (ألفي وعشرة آلاف) دينار.
في السياق، قال العقيد مصطفى الحياري مدير إدارة الإعلام بالجيش الأردني -الأسبوع الماضي- في مقابلة مع التلفزيون الأردني، إن "منظمات إيرانية خطيرة تحاول تقويض الأمن القومي الأردني وأن الجيش الأردني يخوض حرب مخدرات على الحدود الشمالية مع سوريا".
وأضاف، أن هذه ظاهرة تهريب منظمة من قبل منظمات مدعومة من جهات خارجية، مشيراً إلى أن إيران تملأ الفراغ الذي نشأ في جنوب سوريا بعد خروج القوات العسكرية الروسية للمشاركة في الحرب في أوكرانيا.
وقال -أيضاَ- إن عصابات التهريب كانت تتلقى دعماً من مجموعات في حرس الحدود السوري ومجموعات أخرى.
سوريا تتجاهل ظاهرة التهريب..
خلال الحرب الأهلية، أصبحت سوريا مركزًا قويًا لعقار الكبتاغون المعروف باسم "كوكايين الفقراء" المهرّب إلى أوروبا ودول الخليج، بما في ذلك عبر الأردن، حيث يحظى هذا الدواء بشعبية كبيرة بين المراهقين في العالم العربي.
في الأشهر الأخيرة، كان هناك تقارب كبير بين الأردن وسوريا، وتحدث العاهل الأردني الملك عبد الله -عبر الهاتف-، لأول مرة منذ اندلاع الحرب الأهلية، مع الرئيس بشار الأسد، وأعيد فتح الحدود الأردنية الشمالية بين الأردن وسوريا، كما زارت وفود من كبار المسؤولين السوريين الأردن.
من بين أمور أخرى، تمت مناقشة ظاهرة التهريب من جنوب سوريا إلى الأردن، لكن السوريين لم يفعلوا شيئًا لوقفها.
يُعتقد أن هناك تفسير بسيط لذلك، وهو أن العقوبات الأمريكية الشديدة والأزمة الاقتصادية الكبيرة في سوريا -بعد الحرب الأهلية- دفعت النظام إلى جعل صناعة المخدرات مصدر دخل مهم لاقتصاد البلاد، حيث أصبح إنتاج وتجارة الكبتاغون صناعة وطنية في سوريا، فتنتج وتهرب ملايين حبوب الكبتاغون كل أسبوع، في حين يلعب الأردن دورًا مهمًا في التهريب، حيث يمثل إقليمه الشمالي بوابة المخدرات إلى دول الخليج والشرق الأقصى.
وبحسب مصادر أمنية في "إسرائيل"، فإن حوالي 85% من مخدر الكبتاغون المهرّب إلى الأردن يذهب إلى الخارج ونحو 15% منه للاستهلاك المحلي داخل المملكة.
وأفادت مصادر أميركية أن قيمة تجارة مخدرات الكبتاغون في الشرق الأوسط خلال عام 2021 تجاوزت خمسة مليارات دولار.
ماهر الأسد - السوري "بابلو إسكوبار"..
يشار إلى اللواء ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري وقائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري، من قبل عناصر في مؤسسة الدفاع الإسرائيلية باسم "بابلو إسكوبار" السوري على اسم تاجر المخدرات الكولومبي المعروف الذي كان هو رئيس كارتل المخدرات الوسيط.
هذا هو المسؤول عن نظام التهريب السوري في الكبتاغون.
يتمثل دور الفرقة الرابعة في تأمين النظام السوري، لكن لها أيضًا وجود في جنوب سوريا وهي مسؤولة -من بين أمور أخرى- عن تأمين الحدود.
وبحسب مصادر أمريكية، فإن منشآت إنتاج عقار الكبتاغون تخضع لسيطرة الفرقة الرابعة السورية وتحت رعايتها، حيث تضم صناعة مخدر الكابتاغون والتهريب عدة أقارب آخرين للرئيس السوري، وبعض النخب العسكرية والسياسية التي تسعى إلى الحصول على دخل جانبي إضافي في أعقاب الوضع الاقتصادي الصعب، كما يتورط حزب الله في لبنان في تهريب عقار الكبتاغون من سوريا إلى دول في الخارج.
وبحسب مصادر أمنية، فإن فرص نجاح المجتمع الدولي في إجبار النظام السوري على وقف إنتاج المخدرات والاتجار بها تسعى إلى الصفر، فإن العقوبات المفروضة على النظام السوري جعلت من تجارة المخدرات أداة للبقاء السياسي والاقتصادي للنظام.
المجتمع الدولي على دراية بظاهرة تهريب المخدرات في سوريا وانخراط النظام في صناعة المخدرات، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدرك الموضوع جيداً ويقدم الدعم الكامل لنظام الرئيس السوري.
أما الأحداث الحدودية بين المهربين السوريين والجيش الأردني أصبح شأناً يومياً والميليشيات الموالية لإيران أصبحت أيضاً جزءاً من المنظومة الداعمة للتهريب.
الرئيس بشار الأسد لا يبالي، إنه يشعر بأنه "على صهوة الجواد" بفضل دعم روسيا وإيران ويطلق صفيرًا على الجميع.